السومة في حضن النظام ودعوات لنزع شرعية “منتخب” يمثل الأسد


سامر الأحمد

ندد ناشطون سوريون بعودة لاعب كرة القدم السوري عمر السومة إلى دمشق، صباح اليوم الثلاثاء، برفقة منتخب النظام لكرة القدم، بعد مباراة جرت، يوم أمس الإثنين، مع المنتخب الإيراني في طهران.

تزامنت ردات الفعل الغاضبة على عودة السومة، مع نشر طيارٍ تابع لنظام الأسد صورة “سيلفي”، وهو يقصف دير الزور التي ينحدر منها السومة، بالصواريخ ويرفع لوحة تأييد للمنتخب، وتزامنت أيضًا مع حملة قصف عنيف من قوات النظام وحليفته روسيا، على المدينة وريفها؛ أدت إلى مقتل عشرات المدنيين، خلال الأيام الماضية.

عاد السومة إلى اللعب مع منتخب النظام، بعد انقطاع دام أربع سنوات، على خلفية رفعه علم الثورة السورية، خلال مباراة للمنتخب في بطولة غرب آسيا التي استضافتها الكويت عام 2012، ومنذ ذلك الحين ترك السومة المنتخب، واحترف في أندية الأهلي السعودي والقادسية الكويتي.

أكد جاسم نويجي اللاعب السابق في نادي الفتوة لـ (جيرون) أن عودة السومة إلى منتخب النظام “ليست مستغربة؛ إذ إن السومة لم يسجل أي موقف أخلاقي تجاه الثورة، وبقي في صفوف الرماديين، وقد عاد الآن، دون أي اكتراث بأهله وزملائه الذين قتلهم النظام أو اعتقلهم”.

أشار النويجي الذي كان زميلًا للسومة، قبل الثورة، في نادي الفتوة، إلى أن “ناشطي الثورة ارتكبوا خطأ كبيرًا، عندما عوّلوا على أمثال السومة، ولم يقوموا بدعم منتخب سورية الحر الذي تشكل مؤخرًا، وفيه خيرة اللاعبين الدوليين الذين يتفوقون على السومة، ولكن الفرصة لم تكتب لهم بعد”.

وسائل التواصل الاجتماعي شهدت، في اليومين الأخيرين، انقسامًا حادًا بين السوريين، حول دعم المنتخب، بين مؤيد لدعمه بذريعة أنه منتخب وطني يمثل السوريين، وبين معارض يعتبره منتخبًا يمثل النظام ويرفع علمه.

يسوق داعمو المنتخب من السوريين تبريرات، أهمّها أنه يجب فصل الرياضة عن السياسة، وأن المنتخب وطني، ويمثل الوطن وليس بشار الأسد، ولكن المعارضين لهذا الدعم يردون بنشر عشرات الصور لرياضيين قُتلوا على يد قوات النظام أو اعتقلتهم أجهزته الأمنية.

يؤكد ناشطون أن الموقف من المنتخب هو موقف أخلاقي، فلا يصح -برأيهم- دعم هذا المنتخب الذي يحاول النظام من خلاله إعادة تعويم نفسه وتسويقها، بعد ارتكابه عشرات المجازر بحق السوريين، وقتله عشرات آلاف المدنيين، واعتقاله آلافًا آخرين، من بينهم أعلام بارزون في الرياضة السورية، ومثلوا البلاد في عدة محافل دولية، وأبرزهم (إياد قويدر) لاعب نادي الوحدة الدمشقي، و(لؤي العمر) لاعب نادي الكرامة، وهما اللذين تم التعرف على جثتيهما بعد تسريب القيصر لصور المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام، و(جهاد قصاب) لاعب نادي الكرامة الذي أُعدم في سجن صيدنايا، بعد عامين على اعتقاله.

وثقت الهيئة السورية للرياضة والشباب أيضًا اعتقال عشرات الرياضيين في مختلف الألعاب، أبرزهم الطبيبة (رانيا عباس) بطلة سورية والعرب في لعبة الشطرنج التي أكملت عامَها الرابع في معتقلات النظام هي وأطفالها الستة، وقد طالبت بها (منظمة العفو الدولية).

من جهة ثانية، قال عروة قنواتي الناطق الإعلامي باسم الهيئة السورية للرياضة والشباب لـ (جيرون): “لا يمكن تسمية هذا المنتخب بأنه منتخب سورية أو أنه يمثل كل السوريين؛ لأن الفئة الأمنية الحاكمة توظف هذه المشاركة الدولية لخدمة وترويج سياساتها، داخل البلاد وخارجها، ومنها عمليات ما يسمى القضاء على الإرهاب، وما (انتصارات الجيش) إلا زيادة في تهجير وذبح المزيد من أبناء الشعب السوري في مناطقهم، أمام صمت دولي واضح وفاضح”.

وحول تشكيلة المنتخب وتسييسه قال قنواتي: “المنتخب بجميع لاعبيه تتم تسميتهم والموافقة عليهم بأمر من الأجهزة الأمنية، وتتم برمجة حركاتهم وتصريحاتهم بما يخدم سياسة بشار الأسد. لا يمكن تسميتهم بمنتخب الوطن أو التعويل عليهم، ليكونوا بسمة الشارع السوري”.

خاطب قنواتي مَن تعاطف مع هذا المنتخب: “لمن يشعر أو يدافع عن مقولة لا تخلطوا السياسة في الرياضة أو إن هذا منتخب سورية فقط، وليس منتخب بشار الأسد، فبإمكانه مراجعة تصريحات المسؤولين عن المنتخب وبعض اللاعبين والقيادة الرياضية التابعة للنظام في دمشق؛ ليعلم تمامًا كيف تدار الأمور”.

يشار إلى أن عددًا كبيرًا من الرياضيين السوريين أعلنوا، خلال الأعوام الماضية، انشقاقهم عن المؤسسة الرياضية التي يديرها النظام، ووقفوا إلى جانب الثورة، أبرزهم لاعب المنتخب الوطني (فراس تيت)، وحارس منتخب شباب سورية (عبد الباسط الساروت) و(وليد مهيدي) عضو الاتحاد السوري لكرة القدم و(رافع بجبوج) نجم كرة اليد السورية، وعشرات الأسماء الأخرى في مختلف الألعاب.




المصدر