المئات يفرّون بأرواحهم زحفاً من عقيربات إلى إدلب ومناشدات لإغاثتهم




عبد الرزاق الصبيح: المصدر

رغم خطورة الطرق وسيطرة النظام وميليشياته عليها، نجح المئات من المدنيين خلال اليومين الماضيين بالفرار من منطقة عقيربات التي يحاصرها النظام، بالوصول إلى المناطق المحررة في ريف إدلب.

وخرجت مئات العائلات من مناطق الاشتباكات بين قوّات النظام وعناصر تنظيم داعش بعد ارتكاب النظام مجازر بحقّ العائلات النّازحة من هناك، باستهداف أماكن تجمّعها بالبراميل المتفجرة في أكثر من مكان.

وبعد تجمّع آلاف العائلات في منطقة وادي العذيب شمال شرق حماة، تمكّنت من الخروج بصعوبة، من بين حواجز لنظام بشار الأسد، ووصلت إلى منطقة الرهجان التي تقع تحت سيطرة الثّوار، ومنها انتقلت إلى عدّة مناطق في ريف ادلب.

وقد توزّعت العائلات على مناطق سنجار شرقي ادلب التي استقبلت حوالي (420) عائلة ومعصران التي استقبلت (97) عائلة، والخوين (150) عائلة، كما توزّعت العائلات على معرشورين والفرجة، وقرية التوامة شمال سوريا، كما استقبلت مدينة سراقب، والمناطق القريبة منها عشرات العائلات، واستقبلت مخيمات الشّمال عشرات العائلات أيضاً، وذلك حسب ما ذكرته منظّمة قطر الخيريّة.

وفي حديثٍ لـ “كلّنا شركاء” قال “محمد الحاج عبد الله” مدير تجمع مخيمات أطمة “وصلت إلينا العديد من العائلات من نازحين ريف حماة الشرقي وكانوا بحالة مأساوية (..) كان الغبار على ملابسهم بسبب الزحف لمسافات طويلة جداً بين حواجز لنظام الأسد كما قالوا لنا لدى وصولهم”.

وأطلق الحاج عبد الله مناشدةً للمنظّمات الإنسانية قال فيها “إن هذه العائلات بحاجة إلى مراكز إيواء جاهزة، وبحاجة مساعدات إغاثية عاجلة، وبحاجة إلى عيادات طبّية متنقلة لمساعدة المرضى، وكذلك هم بحاجة إلى حليب أطفال”.

طريق طويلة محفوفة بالمخاطر سلكتها العائلات في رحلة البحث عن الحياة، بعد أن حولت طائرات الرّوس، وطائرات نظام بشار الأسد تلك المناطق إلى رماد وركام، قصة ربما لن تكون الأخيرة في مسلسل مأساة السوريين، والتي يختلف فيها الزّمان والمكان، ولكن المشهد واحد.




المصدر