تمكين المرأة في المخيمات يخفف مرارة النزوح


جيرون

تحاول عدة جمعيات مجتمع مدني تمكينَ المرأة، في مخيم أطمة الحدودي بريف إدلب، وتأهيلها؛ لتتمكن من تأمين دخل ثابت لها، ولعائلتها، يُقلل من مرارة النزوح، ويُلبي الاحتياجات الأساسية لها.

من أبرز المراكز التي تُعنى بتأهيل المرأة، (مركز تمكين المرأة في مخيم أطمة) الذي تأسس عام 2013، وتعاقب على دعمه عددٌ من المنظمات الإنسانية، وهو يقوم بتأهيل المرأة حِرفيًا، ونفسيًا؛ لتكون قادرة على تأمين دخل جيد لعائلتها، ولتستطيع التعامل مع أطفالها.

في هذا الشأن، قالت المتدربة في المركز، بشرى. م، لـ (جيرون): إنّ “المركز يدرّب النساء في مجالات: (النسيج، تطريز خياطة، حلاقة نسائية، محو أميّة، قرآن كريم، رسم، وأشغال يدوية)، إضافة إلى جلسات التوعية من العنف، ومهارات الآباء”.

وأضافت: “يقوم المركز أيضًا بالتوعية من الزواج المبكر، والعنف الأسري”، وأشارت إلى أنّ “الدورات المهنية للنساء، تمتد إلى 3 أشهر”، ولفتت إلى أنّ “العدد التقريبي للمتدربات يبلغ 80 متدّربة”.

بحسب بشرى، فإنّ “المتخرجات من المركز، يؤسسن لمشاريع خاصة في الخياطة، والتطريز، والحلاقة النسائية في المخيم”، وأكّدت أن “بعضهن تمكّن من تأمين دخل مادي، يكفي لإعانة عوائلهن”.

في السياق ذاته، قالت سلمى أم محمد، وهي من متخرجات المركز في مجال الخياطة، لـ (جيرون): “بعد إتقاني للخياطة النسائية في المركز، اشتريت ماكينة خياطة، وبدأت العمل عليها في المنزل، وقد نجحت إلى حد كبير في تأمين مصروف عائلتي، ويبلغ دخلي الشهري نحو مئتي دولار”. وأشارت إلى أن بعض المنظمات تؤمن لها أقمشة لتخيطها كألبسة الأطفال، ومن ثم توزعها على أطفال المخيم”.

وتُشير إحصاءات شبه رسمية إلى تمكين المركز لنحو 5 آلاف امرأة ويافعة، منذ افتتاحه بداية عام 2013، وحتى الآن.

لا يقتصر تمكين المرأة ودعمها على المركز، حيث نجحت مؤسسة (شباب التغيير) في تأهيل 15 مدربة، في مجالات التنظيم المجتمعي، والدعم النفسي، إضافة إلى تدريب اليافعات على المسؤولية المجتمعية، من خلال مدربين مختصين.

في هذا الشأن، قالت هند الفارس، منسقة شؤون المرأة في المؤسسة، لـ (جيرون): إنّ “المؤسسة، نجحت في زيادة الوعي بين الفتيات في المخيم، من خلال تدريب اليافعات، وتأهيل مدربات قادرات على تدريب الفتيات في المخيم، وزيادة وعيهن”.

وأضافت: “استطعنا تدريب 15 سيدة، يقدمن تدريبات مأجورة للفتيات في المخيم، ويحصلن على تعويض مادي يُقدّر بـ 50 دولارًا يوميًا”.

تعرف مؤسسة (شباب التغيير) عن نفسها بـأنها “مؤسسة سورية مجتمعية تعنى بتمكين المجتمع، من خلال بناء قدراته وتشبيك مكوناته وإطلاق الحملات والمبادرات، لتحقيق الاكتفاء الذاتي اعتمادًا على الموارد المتاحة”، وتضم في كوادرها نحو 300 شاب متطوع، من مختلف المناطق في الشّمال السوري.

يبقى واقع المرأة في المخيمات السورية سيئًا، بالرغم من الجهود التي تبذلها منظمات المجتمع المدني في تأهيلها، ومحاولة تمكينها من أدواتها، بسبب فقدان الزوج، وغياب مصادر الدخل؛ ما أدى إلى تفشي ظاهرة زواج القاصرات، وانتشار الأمية بين الفتيات.




المصدر