وزارة ووزير الدفاع في ميزان الفعل على الأرض


منار عبد الرزاق

عدّ رئيس المكتب السياسي، في ألوية المعتصم، مصطفى سيجري أنّ موافقة الفصائل، على تسمية رئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب وزيرًا للدفاع، “مقدمة لإعادة روح الثورة”، وقال لـ (جيرون): إنّ تشكيل وزارة دفاع يهدف إلى “تسريع الخطوات باتجاه الإعلان عن جيش موحد، وإنهاء الوجود الفصائلي”.

يأتي هذا بعد أن سمّت معظم فصائل المعارضة السورية، جواد أبو حطب، وزيرًا للدفاع، أول أمس الإثنين، وأعلنت موافقتها على “مبادرة المجلس الإسلامي السوري، التي تتضمن تشكيل وزارة دفاع، ونبذ الفرقة بين الفصائل”، وهو ما يطرح عددًا من التساؤلات عن أهمية التشكيل، ومدى فاعليته وتأثيره على الأرض؟

سيجري أشار إلى أنّ اختيار أبو حطب جاء بعد “التوافق بين الفصائل بشكل مؤقت”، ووصفه بـ “الشخصية التوافقية الوازنة بين الفصائل”، ولفت النظر إلى “وجود مهمات كبرى على عاتق الفصائل؛ من أجل إنجاح الوزارة، كونها مسؤولية الجميع”. ورهن نجاحَ الوزارة بـ “إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وجمع الفصائل في جسم متناسق”، وأشار إلى “دور الضباط الشرفاء وأصحاب الاختصاص والكفاءة، في إنجاح الوزارة، والتخلص من الحقبة الماضية المليئة بالأخطاء”، على حد تعبيره.

في السياق ذاته، قال الناطق باسم هيئة أركان (جيش الإسلام) حمزة بيرقدار، لـ (جيرون): “وافقنا على مبادرة المجلس الإسلامي السوري؛ كونها تأتي ضمن الجهود الرامية إلى جمع قوى الثورة في جسم ثوري ووطني واحد، من خلال تشكيل وزارة دفاع”. ودعا إلى “عدم فقدان الأمل، وإلى استنفاد الفرص، على الرغم من عدم تجاوب بعض الفصائل معها”، وطالب بـ “إيجاد البدائل، في حال الفشل”، ورأى أنّ كل ما سبق “يقع على عاتق السوريين الذين حملوا همّ الثورة، وتبنوا مبادئها وأهدافها”.

رحّب 44 فصيلًا بمبادرة المجلس الإسلامي لتشكيل وزارة دفاع، وسمّوا أبو حطب وزيرًا لها، ومن تلك الفصائل: (أحرار الشام، فيلق الشام، جيش الإسلام، جيش إدلب الحر، الفرقة الأولى الساحلية، الفرقة الوسطى، جيش العزة، جيش أسود الشرقية، قوات الشهيد أحمد العبدو، حركة نور الدين الزنكي، الجبهة الشامية، فرقة السلطان مراد، مجلس دير الزور العسكر، لواء المعتصم..).

في السياق ذاته، رأى الرائد سامر عليوي نائب قائد (جيش النصر) العامل في ريفي حماة وإدلب أن “تشكيل وزارة الدفاع لا تأثير له على الأرض حاليًا”، وأشار إلى أنّ “الأيام القليلة المقبلة ستشهد متغيرات كبيرة جدًا، في منطقه إدلب وما حولها، وبعد تلك المتغيرات؛ يصبح هناك تأثير لها على الأرض”.

واعتبر عليوي، الذي أعلن فصيله دعمه لتسمية أبو حطب وزيرًا للدفاع، أنّ “تكليف أبو حطب بوزارة الدفاع لمدة 3 أشهر، تكليفٌ سياسي، من أجل دفع عجلة التوحد بين الفصائل”، وقال لـ (جيرون): إنّ “عدة أسماء مرشحة لشغل وزارة الدفاع، بعد أبو حطب، كما سيتم اختيار قائد عسكري للأركان”.

يشار إلى أن عدة فصائل من الجبهة الجنوبية، و(فيلق الرحمن)، امتنعت عن إبداء الموافقة على تشكيل وزارة دفاع. وفي هذا الشأن، ربط الناطق باسم (فيلق الرحمن) وائل علوان، عدم إبداء فصيله الموافقة على تشكيل الوزارة، بعاملَين اثنين: أحدهما الانشغال في مقارعة النظام على جبهتي جوبر، وعين ترما، والآخر انتظار المزيد من الوضوح حيال المشروع الجديد.

وقال علوان لـ (جيرون): إنّ فصيله “مع توحيد الكلمة وجمع الثورة على موقف سياسي وبناء تنظيمي واحد؛ ما يدعم موقف الثوار ويحقق التكامل والقوة بين مكوناتهم المختلفة”، وحذّر من “انعكاساته الخطيرة على الثورة وحاضنتها -في حال الفشل- بعد التجارب الكثيرة السابقة التي انتهت إلى فشل”. وشدّد على “العلاقات الطيبة للفيلق، مع الحكومة السورية المؤقتة، ورئيسها الحالي الدكتور جواد أبو حطب، والعلاقات الممتازة بالمجلس الإسلامي السوري”.




المصدر