العملية التعليمية تتعافى في مدن الشمال السوري


جيرون

تشهد مناطق (درع الفرات) نشاطًا ملحوظًا من جانب المكاتب التعليمية التابعة للمجالس المحلية؛ بهدف تأمين عناصر نجاح العملية التربوية، للعام الدراسي الجديد 2017- 2018 الذي يبدأ في الـ 16 من الشهر الجاري، وذلك بعد سنوات من شلل قطاع التعليم، في ظل سيطرة (داعش)؛ ما خلف أعدادًا كبيرة من التلاميذ المتسربين.

يرى كثير من المراقبين أن المنطقة تحتاج إلى جهود كبيرة لتجاوز الكبوة التعليمية التي تعرضت لها، خلال فترة سيطرة تنظيم (داعش)، وهو ما يتطلب جهودًا مضاعفة من قبل المكاتب التعليمية التابعة للمجالس المحلية، لردم الهوة، وتحقيق إفادة مثلى من الدعم التركي الكبير لقطاع التربية والتعليم، في منطقة (درع الفرات).

نظّمت وزارة التربية التركية، خلال الشهر المنصرم، دورات في التأهيل التربوي للمعلمين الراغبين في متابعة العمل التربوي، في مناطق (درع الفرات)، بهذا الخصوص، قال المدرّب التربوي محمد الأحمد لـ (جيرون) إن “المدربين السوريين الذين اختارتهم وزارة التربية التركية اتّبعوا دورات تدريبية مكثفة، في مدينة غازي عينتاب التركية، قبل أن ينتقلوا لتدريب المعلمين في منطقة (درع الفرات)”.

أضاف الأحمد: “إن الدورات التي أقمناها في مناطق (درع الفرات) كانت إلزامية، وتناولت قضايا التأهيل التربوي، وطرائق التدريس، وصعوبات التعلّم والتعليم في ظل الحروب والأزمات، وحل المشكلات. وبعد نهاية الدورة؛ سيخضع المعلمون المتدربون لامتحان معياري، تقرر نتيجته مدى جاهزية المتدرب للعمل في المدارس والمجال التربوي”.

وأكد الأحمد أن الإقبال كان ملفتًا للنظر من قِبل معظم المعلمين، في الاستفادة القصوى من هذه الدورات؛ من أجل إنجاح العملية التربوية في العام الدراسي القادم.

في ما يتعلق بتجهيز المدارس للعام الدراسي الجديد، أكّد عبد المنعم حميدي مسؤول الموارد البشرية، في مديرية التربية في إعزاز، لـ (جيرون) أن “المدارس في منطقة (درع الفرات) تم ترميمها وتجهيزها على أتم وجه، وذلك بمساعدة الحكومة التركية، ويتم الاستعداد لاستقبال نحو 130 ألف تلميذ وطالب هذا العام. وقد طُبعت الكتب المدرسية في تركيا، بحيث تغطي أعداد التلاميذ والطلاب، ولم يعد هناك نقص في إعداد الكتب وأعدادها، كما حصل العام الماضي، ومن المتوقع مشاركة نحو 4000 مدرس ومعلم، هذا العام، في منطقة (درع الفرات)”.

في السياق ذاته، تحدث عبد اللطيف محمد عضو المكتب التعليمي في المجلس المحلي في جرابلس، لـ (جيرون) عن تجهيز المدارس لبدء العام الدراسي، وقال: إن “المجلس المحلي، بدعم من الحكومة التركية، جهّز 90 مدرسة في جرابلس وريفها، وسيصل العدد إلى 102 مدرسة، مع بدء العام الدراسي، وسيكون عدد المدارس الإعدادية 13 مدرسة و4 ثانويات”.

أضاف محمد: “سيتم استيعاب كامل التلاميذ والطلاب هذا العام، وستكون العملية التربوية شاملة، حيث تم اعتماد تدريس المنهاج السوري المعدّل، ليكون المنهاج المعتمد، أما أعداد المدرسين الذين سيتولون مهمة العملية التربوية، فسيزيد على الـ 1000 مدرس”.

بالنسبة إلى آليات اختيار المعلمين، قال محمد: المدرسون المتدربون حاليًا قسمان؛ “بعضهم مدرسون سابقون، وبعضهم أصحاب شهادات يرغبون في التدريس، وقبل بدء العام الدراسي، سيتم إجراء امتحان لكل المتقدمين القديمين والجدد، وذلك بعد انتهاء الدورات التي أقيمت الشهر الماضي، ووفق نتائج الامتحان، سيتم اختيار من يحق له العمل في المجال التربوي والتعليمي”.

من جهة أخرى، تمثل الأعداد الكبيرة من النازحين في المنطقة تحديًا جديدًا، أمام القدرة على استيعاب كل التلاميذ، ولا سيّما أبناء النازحين المقيمين في المخيمات؛ في هذا الموضوع، شدد حميدي على أن “النازحين في كل منطقة (درع الفرات) يعامَلون كأبناء المنطقة، ولا يوجد تفريق بينهم، كما أن المؤهلين منهم وأصحاب الكفاءات سيشاركون في العملية التربوية أسوة بأبناء المنطقة، لكن تبقى الصعوبة في انعكاسات الحياة الصعبة، داخل المخيمات على الأطفال، وبخاصة في فصل الشتاء، وهو ما يحتاج إلى جهود إضافية من المعلمين لمساعدة الأطفال في تجاوز هذه الأوضاع الصعبة، وما قد يترتب عليها من آثار نفسية سيئة”.

في السياق ذاته، أكد محمد أن “المدارس في مدينة جرابلس جُهّزت وأُعدّت لاستيعاب كافة الطلاب من النازحين وأبناء المنطقة على حد سواء، وهناك جهود مبذولة لتعويض الطلاب الذين انقطعوا عن التعليم، بسبب الظروف القاسية”.

يُذكر أن منطقة (درع الفرات) تعرضت سابقًا لانتكاسات كبيرة في العملية التعليمية إبّان سيطرة (داعش) على معظم مدنها. (ف. م).




المصدر