مهرجان سورية الأول في ساحة الحرية في واشنطن


روشان بوظو

اختار البيت الثقافي السوري ساحةَ الحرية، في العاصمة الأميركية واشنطن -مركز صنع القرارات الدولية- لتكون حاضنةً لأول مهرجان يمثل الحضارة والتاريخ السوري، بعنوان (مهرجان سوريا). تضمن المهرجان الذي صادف ثاني أيام عيد الأضحى فقرات فنية وثقافية متنوعة، أحيت التراث السوري، وعرّفت الجمهور بالحضارة السورية الغنية.

بدأ المهرجان بكلمة تعريفية عن سورية وعن المهرجان، تلاها مقطوعات موسيقية من عازفة الكمان السورية ماريلا شاكر، ثم فقرة مع مغني الراب السوري-الأميركي عمر أفندم، ومقطوعات غنائية لمغنية الأوبرا السورية العالمية لبانة القنطار، كما ألقت الجالية اليهودية السورية في الولايات المتحدة كلمةً تحدثت فيها عن تاريخ اليهود في سوريا، بالإضافة إلى رقصة المولوية والعديد من العروض الثقافية المتنوعة.

يقول فاروق بلال أحد مؤسسي البيت الثقافي السوري المشاركين بتنظيم (مهرجان سوريا): “تم تأسيس البيت الثقافي السوري، في حزيران 2016، بهدف تعريف المجتمع الأميركي بالحضارة والثقافة السورية، وتغيير الصورة السلبية التي رسمتها الصحافة العالمية عن سورية والشعب السوري، وإننا نهدف إلى الحفاظ على تاريخ سوريا وحضارتها، في أذهان أبناء الجالية الموجودة هنا”.

عن أهداف المهرجان، أضاف بلال: “يهدف المهرجان إلى تعريف الشعب الأميركي بشكل خاص، والعالم كله بشكل عام، بأن الشعب السوري هو شعب يملك حضارة عريقة وغنية، ونسعى لإظهار صورتنا الحقيقية البعيدة عن القتل والحرب والدمار، ولأن نُبرهن بأن الجالية السورية هي جالية نشيطة وفعالة في المجتمع، عكس الصورة السلبية التي يحاول الإعلام العالمي وضعنا في إطارها. بالإضافة إلى ذلك يهدف المهرجان إلى تعريف المجتمع الأميركي على سوريا والحضارة السورية الغنية والمتنوعة، لأنهم يجهلونها بشكل كامل”.

إقامة مهرجان سوري بعيدًا عن السياسة في هذه الظروف، قد يكون سلاحًا ذا حدين؛ إذ إن الجوانب الثقافية والفنية قد تم تهميشها تمامًا عن المشهد السوري، خلال السنوات الست الماضية، وإعادة طرحها الآن قد لا تتماشى مع بعض الآراء التي تريد التركيز على الجوانب السياسية والعسكرية والدينية، كما أن الشارع الأميركي الذي لا يسمع اسم سورية في الإعلام سوى عند الحديث عن (داعش) قد لا يُظهر الرغبة في المشاركة. كانت هذه إحدى العقبات التي من الممكن أن تواجه منظمي المهرجان، وقد علق أحد المنظمين: “هذا المهرجان هو الأول من نوعه؛ لذا كنا متخوفين من عدم تقبل الجمهور للفكرة، في ظل الظروف الراهنة، لكننا فوجئنا بمدى التفاعل مع المهرجان؛ حيث وصل عدد الزوار إلى الآلاف، وكان هناك انفتاح من الزوار الأجانب للتعرف على حضارتنا وتراثنا، بعضهم لم يكن يعرف أننا نسمع الموسيقى في سورية، وكانت صدمتهم أكبر، عندما أخبرناهم أن أول نوتة موسيقية في التاريخ خرجت من مدينة أوغاريت في سوريا، لكنهم أثنوا على الموسيقى السورية المتنوعة، وعبّروا عن إعجابهم بالمطبخ السوري”.

أضاف بلال: “قدمت خيم المهرجان الممتدة على مساحات كبيرة من ساحة الحرية، بعضَ الكتب السورية ولوحاتٍ فنية للفنانة السورية عتاب حريب، وبعض الأعمال اليدوية المصنوعة من ستر النجاة التي ارتداها اللاجئون لقطع المتوسط، ومنتجات سورية أخرى، بالإضافة إلى ما قدمته الجمعيات الخيرية، ولاقت جميعها تفاعلًا كبيرًا من الزوار السوريين والأجانب”.

استطاع السوريون في (مهرجان سوريا) تقديم لوحة فنية، تعبّر عن نسيج المجتمع السوري بكافة أطيافه، وعكس صورة حضارية عن سورية التي ما زلنا نحتفظ بها في ذاكرتنا.

وفي كلمة أخيرة، قال فاروق بلال: “فريق عمل المهرجان كان فريقًا تطوعيًا بالكامل، لم نتلق أي دعم من أي جهة رسمية، وعلى الرغم من ذلك كانت النتيجة مرضية، وذلك بفضل الجهود الجبارة التي بذلها الفريق والعمل الجماعي، لكننا تعلمنا دروسًا، سوف نتفاداها في العام المقبل.




المصدر