الغارديان: تراجع مقاتلي (داعش) يحضر لـ “مقاومة أخيرة” في سورية


أحمد عيشة

الغارديان: تراجع مقاتلي (داعش) يحضر لـ “مقاومة أخيرة” في سورية

بعد فقدان السيطرة على مدينة دير الزور، تراجع مقاتلو (داعش) باتجاه نهر الفرات

أفراد من القوات السورية على مشارف دير الزور. تصوير: جورج أورفليان/ وكالة الصحافة الفرنسية/ صور جيتي

بعد أن خسر مقاتلو “الدولة الإسلامية” معقلهم في دير الزور، وبعد أن طُردوا بعيدًا عن معقلهم في الرقة، انسحبوا إلى نهر الفرات؛ للإعداد لما سيحضّره بعض كبار القادة الآن، كمقاومةٍ أخيرة في شرق سورية.

فرَّ العشرات من أعضاء (داعش) إلى مدن وقرى على طول وادي الفرات، بعد أن تخلوا عن دير الزور، حيث كانت قواتهم تحاصر قاعدةً عسكرية سورية، ونحو 100 ألف من السكان المحليين، طوال السنوات الثلاث الماضية. وقد استعادت قواتٌ تقاتل لصالح نظام الأسد، المدينةَ، في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، وهي قواتٌ تضم وحدات من الميليشيات العراقية و”حزب الله” من لبنان، والجيش السوري نفسه.

شكَّل الدخول السريع الى المدينة الصحراوية لحظةً حاسمة أخرى، في الحرب متعددة الأطراف ضد المنظمة الإرهابية التي تبيّنَ أنها فقدت مساحاتٍ شاسعة من الأراضي، خلال العام الماضي، وتواجه احتمالات الهزيمة الشاملة، في كلٍّ من سورية والعراق.

في الرقة إلى الشمال، حيث استولت القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على البلدة القديمة، تلاشت مقاومة (داعش) لصد التقدم الكبير جنوبًا من شمال شرق سورية. ويوجد الآن ما لا يقل عن 60 في المئة من المدينة (14 حيًّا من أصل 23 حيّ)، تحت سيطرة القوات المتقدمة التي تتوقع أن يتم استعادة بقية الرقة، خلال الشهرين المقبلين.

ما تزال سرعة الهجوم في كلتا المدينتين تسلط الضوء على التراجع الحاد في ثروات (داعش)، مما يزيد من عجزها المتزايد عن القتال، بوصفها وحدةً متماسكة كبيرة، ويجبرها على العودة إلى جذورها كمنظمة حرب عصابات. وقال هشام الهاشمي، وهو باحثٌ عراقي في شؤون الجماعة الإرهابية: “إنهم بارعون في الحرب السرية”. وأضاف: “دعونا لا ننسى الضرر الذي تسببوا به لسنواتٍ عديدة، قبل أنْ يأخذوا الموصل”.

لجأ زعماء (داعش) إلى بلدة الميادين السورية، واحتفظوا بوجودٍ في بلدة السخنة القريبة، فضلًا عن البوكمال، على الجانب السوري من الحدود العراقية. قال شهودٌ: إنّ زعيم تنظيم (داعش) أبو بكر البغدادي شوهد في البوكمال، في اليوم الأول من عيد الأضحى، وكان الشاهد قد أبلغ من قبلُ عن مشاهدته للزعيم الهارب، وجرى التأكد منه فيما بعد.

الحكومة الأميركية أعلنت، الأسبوع الماضي، أنّها لا تعرف مكان وجود البغدادي، إلا أنّها ادعتْ وجود “مؤشرات استخباراتية” تشير إلى أنَّه ما زال على قيد الحياة. وكانت إيران، وروسيا قد ادعت، في وقتٍ سابق، أنَّه قتل في غارةٍ جوية قرب دير الزور. وكثيرًا ما قُدمت تقاريرٌ عن وفاة “الخليفة” الذي نصّبَ نفسه على مدى السنوات الثلاث الماضية. وكانت صحيفة (الغارديان) قد أكدَّتْ في وقتٍ سابق على أنّه أُصيب في غارةٍ جوية، قرب شوكات في العراق، في مطلع عام 2015. ومع ذلك، لم يظهر إلا القليل من الأخبار عن مكان وجوده أو صحته، منذ ذلك الحين.

يعدّ وادي الفرات، منذ مدةٍ طويلة، موقعًا لمواجهةٍ حتمية بين (داعش) وخصومها، والتي تشمل الجيوش من إيران، والولايات المتحدة، والعراق، وروسيا وسورية، وقوات الميليشيات الشيعية التي تسيطر عليها إيران، وتديرها. وقال مسؤولٌ إقليمي “إنها أرض خصبة جدًا ومتميزة”. وأضاف: “الناس هناك محافظون تقليديًا، وكثيرٌ منهم متضامنون مع قضية (داعش). وسوف يكون من الصعب الإطاحة بها”.

تشير التقديرات الإقليمية إلى أنَّ ما يصل إلى 5000 عضو من (داعش)، معظمهم تثيرهم قناعاتٌ أيديولوجية، انتقلوا إلى المنطقة، من دير الزور والرقة، وكذلك من غرب العراق، حيث طردهم هجوم واسع النطاق من كلِّ مكان، ولم يتبقَ لهم سوى جيوبٍ صغيرة في البلاد.

ربحت القوات العراقية معركة مدينة تلعفر في شمالي العراق، في وقتٍ سابق من هذا الشهر، بعد معركةٍ أقصر بكثير مما كان متوقعًا لها، لاستعادة السيطرة عليها. ولا تزال بلدة الحويجة، التي تقع جنوبًا، في أيدي (داعش)، لكن يُعتقد أنَّ مئات من أعضاء (داعش) من المدينة استسلموا للقوات الكردية، في أواخر آب/ أغسطس؛ ما يعني أنَّ الذين بقوا سيصارعون من أجل المحافظة على المدينة.

اسم المقال الأصلي Retreating Isis fighters prepare for ‘last stand’ in Syria الكاتب مارتن تشولوف، Martin Chulov مكان النشر وتاريخه الغارديان، The guardian، 8/9 رابط المقالة https://www.theguardian.com/world/2017/sep/08/retreating-isis-fighters-prepare-for-last-stand-in-syria ترجمة أحمد عيشة


المصدر