حماية المعلومات وضرورتها للصحفيين السوريين


آلاء عوض

يتعرّض الصحفيون السوريون، والناشطون الذين يعملون في المجال الصحفي، من داخل سورية، لأنواعٍ كثيرة من المخاطر؛ إذ إنهم معرضون للتفتيش الدوري من قبل الحواجز الأمنية، فضلًا عن مراقبة أجهزة أمن النظام للمحتويات المتداولة على الشبكة العنكبوتية.

يتفق مختصون في مجال الأمن الرقمي على أن دراية السوريين بأسس وطرائق حماية المعلومات هي، بشكلٍ عام، ضعيفة؛ نظرًا إلى عدم وجود منهج علمي يؤسّس لهذه المعرفة، أما بالنسبة إلى العاملين في المجال الإعلامي، فقد تطورت معرفتهم وخبرتهم نسبيًا، منذ اندلاع الثورة، بالتوازي مع احتكاكهم بالطرائق المحمية لنقل الأخبار والتقارير الصحفية.

يرى معن. ه، وهو ناشط ومسؤول إعلامي سابق في مبادرات مجتمعية سورية، أن المستوى المعرفي لحماية المعلومات، داخل المجتمع السوري، ما يزال ضعيفًا، لا سيما بين الناشطين الصحفيين الذين برزوا خلال الثورة. وأوضح لـ (جيرون): “تتفاوت نسب الاطلاع على برامج الحماية بين الناشطين، وتتصل بمستواهم العملي وثقافتهم العامة، إلا أنها بالمجمل متواضعة”.

وأضاف مفصّلًا: “ينقسم أمن المعلومات إلى قسمين: الأول الحفاظ على المعلومات من التلف أو الضياع. والثاني حمايتها من التداول الخارج عن إرادة أصحابها، والحفاظ على سريتها. والمعلومات -بالنسبة إلى العاملين في مجال الإعلام- هي أساس عملهم، وأساس أمانهم كذلك؛ إذ يُعرّض اختراق حسابات التواصل الاجتماعي الصحفيين والناشطين لمخاطر كثيرة، وحصلت حوادث من هذا القبيل مع ناشطين سوريين، تعرضوا لاختراق إلكتروني؛ ومن ثمّ لمضايقات وتهديد واعتقال”.

في لفتةٍ لحماية الصحفيين حول العالم، ضمن مشروع (صحافة فيسبوك)، أطلقت شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أخيرًا، بالتعاون مع مجموعة من المنظمات الدولية والهيئات التي تُعنى بالصحافة، دليلًا لسلامة الصحفيين في الشرق الأوسط، يوفّر أدوات تضمن حماية بياناتهم وحساباتهم الشخصية.

لجنة حماية الصحفيين (سي بي جي)، وهي جهة مشاركة في الدليل، أصدرت بيانًا خاصًا حوله، حصلت (جيرون) على نسخة منه، جاء فيه: “أصبح (فيسبوك) جزءًا لا يتجزأ من عمل الصحفيين، في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك فإن استخدام الصحفيين لأكبر شبكة اجتماعية يمكن أن يعرّضهم ومصادرهم للخطر، وبخاصة إذا كانوا لا يعرفون كيفية التعامل الصحيح معها”.

يتوفر المشروع بعدة لغات، من بينها العربية، ويقدم الدليل 10 نصائح، تُعرّف الصحفيين على طرائق المحافظة على أمن معلوماتهم، وحماية مصادرهم الصحفية، وجهات الاتصال الخاصة بهم، ومتابعيهم، كما يتضمن أساليب التحكم بالمنشورات الخاصة، وحماية المراسلات، وحظر الإساءة، والإبلاغ عن المحتويات المسيئة، وانتحال الشخصية، وكيفية التعامل مع مواقف اختراق الحسابات. وسيجد الصحفيون على الموقع مقاطع فيديو، تتضمن تعليمات تركز على أفضل ممارسات السلامة على (فيسبوك)، تم إنتاجها بالتعاون مع المركز الأوروبي للصحافة.

في هذا الصدد، قال معن: “إن توفر أي تقنية جديدة، تساعد العاملين في المجال الصحفي على حماية معلوماتهم، تعدّ جيدة ومفيدة، لا سيما في الحالة السورية، حيث يتعرض العاملون في هذا القطاع لمخاطر وتهديدات من جهات متعددة”، وأكد أن “الثقافة الرقمية أصبحت ضرورة في يومنا هذا، وينبغي إعطاؤها الحيز اللازم”.

منذ أوائل 2012، قدمت عدة منظمات دولية برامجَ وورش عمل تدريبية خاصة للصحفيين السوريين؛ لرفع كفايتهم، في مجال أمن المعلومات، ومن ثمّ أمنهم الشخصي، إلا أن معظمها كان يُتاح للمقيمين خارج سورية (في دول اللجوء)، فيما لم يستفد المقيمون داخل سورية منها إلا بالحدود الدنيا.




المصدر