ساحات المدارس السورية للإنتاج الزراعي


جيرون

ذكرت صحيفة (voice of America) الأميركية أنّ “المدنيين في عدة مناطق سورية، ولا سيّما الأطفال، تعرضوا لأضرار صحية كبيرة وخلل في النظم الصحية لأجسادهم؛ بسبب الفقر والبطالة، وضعف الموارد الغذائية التي تقتصر على المعونات الغذائية (الشحيحة) في كثير من الأحيان.

يشير التقرير-ترجمته (جيرون)- إلى أن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) قدمت الدعم لنحو 17 مدرسة ابتدائية موزعة، بين مناطق سيطرة النظام والمعارضة (حلب، حماة، إدلب، ريف دمشق)، من أجل زراعة ما يصل إلى 500 متر مربع من الخضار والفاكهة؛ لدعم سكان هذه المناطق، وتأمين مورد غذائي جديد.

أنتجت المدارس الابتدائية التي بدأت الزراعة في أيار/ مايو الماضي 12 طنًا من الفواكه والخضروات، ومن المتوقع أن تبدأ 35 مدرسة أخرى، في حلب وريف دمشق، بتحويل ملاعبها إلى حدائق زراعية. ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، فإن نسبة البطالة في سورية حاليًا بلغت نحو 50 بالمئة، من مجموع ما تبقى من سكان، أي أن 70 بالمئة، من السكان يعيشون في فقر مدقع.

ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في سورية آدم ياو، قال مطلع الشهر الجاري: إنّ “الأزمة المستمرة في سورية أثّرت تأثيرًا كارثيًا على صحة وتغذية جيل كامل من الأطفال”. وأضاف: “التغذية الجيدة هي أول دفاع للطفل ضد الأمراض الشائعة، وهي التي تجعله قادرًا على عيش حياة نشطة وصحية”. ويُعدّ الأطفال أكثر عرضة لسوء التغذية في الحروب؛ ما يترك آثارًا خطرة، وطويلة الأمد على نموهم وتطورهم في المستقبل.

أشار التقرير إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ارتفاعًا كبيرًا، منذ بداية الحرب، بالتزامن مع انخفاض الإنتاج الزراعي، إضافة إلى صعوبة نقل الأغذية بين المدن؛ بسبب الحواجز، والقصف وارتفاع تكلفة النقل.

يحتاج نحو 13.5 مليون شخص في سورية، إلى مساعدات إنسانية غذائية، حيث لا يستطيع سوى 7 ملايين منهم، تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية. فيما يتلقى 5 ملايين مساعدات غذائية دولية، ولا تصل المعونات إلى جميع المحتاجين في كثير من الأحيان.

شدد آدم ياو على أهمية المساعدات الغذائية، لكنه رأى أنّه “يجب الجمع بين المساعدات والزراعة، بطريقة تجعل الناس ينمّون طعامهم، ويبتعدون عن المساعدات الغذائية تدريجيًا”.

لفت التقرير أيضًا، إلى تراجع دعم المانحين، وذكر برنامج الأغذية العالمي أنه “يضطر، في كثير من الأحيان، إلى خفض كمية السعرات الحرارية في سلال الغذاء؛ بسبب نقص التمويل”. وختم التقرير، بالقول: “إنّ فكرة زراعة ملاعب المدارس أعطت أملًا للعديد من الناس، بإمكانية توفير طعامهم، ولا سيما في المناطق المحاصرة”. (ن. أ).




المصدر