مصير إدلب أولوية “أستانا” السادس


سامر الأحمد

أكد الدكتور يحيى العريضي المستشار الإعلامي في الهيئة العليا للمفاوضات، في تصريح خاص لـ (جيرون)، أن الوفد غالبًا سيوافق على حضور المحادثات المقبلة في العاصمة الكازاخية؛ “لأنها تكتسب أهمية، بسبب التغيرات التي تشهدها سورية حاليًا، وبخاصة في ما يتعلق بمصير محافظة إدلب”.

تأتي تصريحات العريضي، بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “جولة أستانا المقبلة ستشكل المرحلة النهائية من المحادثات السورية”. وقد أشار أردوغان، بعد اجتماعه في أستانا مع الرئيس الكازاخي نور سلطان نزار باييف، اليوم السبت، إلى اكتمال المحادثات الأولية حول مفاوضات أستانا المقبلة، وقال إنه “يأمل أن تساهم في دفع مفاوضات جنيف”.

من جانب آخر، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن محادثات أستانا في جولتها السادسة ستعقد، أيام 13 و14 و15 من شهر أيلول/ سبتمبر الحالي، مؤكدًا أن “جميع الأطراف متفقة على إنهاء الحرب السورية”، معربًا عن “أمله في الاتفاق على منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب”.

أكد العريضي أن هذه المحادثات ستركز على مصير إدلب، منبّها إلى أن “المعارضة تتعامل مع هذا الموضوع بحذر، بسبب حساسية الوضع في إدلب، حيث يتواجد ما يقارب مليوني مدني سوري، وعشرات المخيمات التي تحوي نازحين من مختلف المناطق السورية”، ولكن العريضي أشار إلى “تعقيد المسألة، بسبب وجود جبهة فتح الشام (النصرة سابقًا) في إدلب”.

اتهم العريضي الجانب الروسي بعدم الإيفاء بوعوده التي أطلقها، خلال محادثات أستانا بنسخها الخمسة، والمتعلقة بجانبين أساسيين: هما “الجانب العسكري الذي ينص على وقف كامل لإطلاق النار في مختلف المناطق السورية، وعدم الذهاب لتوقيع هدن منفردة. والجانب الإنساني المتعلق بقضايا الإفراج عن المعتقلين ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة أيضًا، ولم يتحقق منه شيء”.

توقع الدكتور باسل الجنيدي مدير مركز (الشرق) للدراسات، في حديث لـ (جيرون): “ألا يكون هناك نتائج جدية، بخصوص ضم إدلب إلى مناطق خفض التصعيد، بسبب عدم نضوج الرؤية حول هذه المنطقة من قبل مختلف الأطراف، وتعدد الاحتمالات القائمة هناك”.

أكد الجنيدي أن “مسار محادثات العاصمة الكازاخية تفرغ من مضمونه، بعد أن ذهبت روسيا لتوقيع اتفاقات هدن منفردة في معظم المناطق، ضاربة بعرض الحائط مقررات أستانا التي تنص على وجود أربع مناطق منخفضة التصعيد في سورية”. وأضاف: “مسار أستانا حاليًا يشكل مكانًا فقط لإنتاج المبادرات الجديدة التي تطرحها روسيا غالبًا، وقد تدخل حتى في المستوى السياسي الذي يعد خارج اختصاص مسار أستانا”.

تعقد الجولة السادسة من المحادثات، بعد إعلان المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن جولة جنيف المقبلة ستكون منتصف الشهر القادم. وطالب دي ميستورا المعارضةَ السورية بأن تكون “واقعية بسبب عجزها عن تحقيق نصر عسكري على نظام الأسد”؛ ما دفع الأخيرة إلى اتهامه بـ “فقدان الحيادية”، بصفته راعيًا للمفاوضات، وبأن تصريحاته “غير مدروسة”.

يشار إلى أن محادثات أستانا انطلقت برعاية تركية روسية، بعد اتفاق أنقرة، نهاية العام الماضي، وقضى بخروج فصائل المعارضة من مدينة حلب، واقتصرت هذه المحادثات على حضور ممثلين عن الفصائل، وغياب الائتلاف الوطني والهيئة العليا للمفاوضات، حيث عقدت حتى الآن خمس جولات، لم تنجح في تحقيق الأهداف التي وضعت للمحادثات والمتعلقة بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية.




المصدر