خمسيني يقضي حزناً على طفله الذي قتله قناصة النظام في حرستا




المصدر: رصد

قضى رجلٌ خمسيني أمس السبت 9 أيلول/سبتمبر، حزناً على طفله الذي قتله قناصة النظام في مدينة حرستا بريف دمشق.

وأفاد “مركز الغوطة الإعلامي” بأن قصة الطفل “خالد” ووالده الخمسيني سرعان ما انتشرت تفاصيلها بين أهالي الغوطة الشرقية الذين ذرفوا الدموع حزناً عليهما.

وأشار إلى أن “خالد الدقر” طفل في الثالثة عشر من عمره، من أطفال مدينة حرستا، لم يعرف من طفولته إلا حمل الهموم والمسؤولية، فخالد كما عشرات الأطفال من الغوطة الشرقية يخرجون بحثاً في القمامة عن قطع البلاستيك وأكياس النايلون والحطب، أو أي شيء يمكن أن يُباع. لا ليشتروا بثمنه المأكولات اللذيذة، إنما ليساعدوا أهاليهم بالإنفاق على المنزل.

وكالعادة خرج خالد مع اثنين من أصدقائه ليبحثوا عن رزقهم في إحدى الحاويات بمدينة حرستا، وقد أطل عليها أحد قناصة النظام، ليقوم الأخير بقنص خالد وأحد رفاقه، ويتمكن الصديق الثاني من الفرار بسلامة.

نجا الطفل الثاني رغم تفجر الرصاصة في صدره، إلا أن خالداً فارق الحياة شهيداً صغيراً وطفلاً بريئاً بين يدي الأطباء الذين عجزوا عن إنقاذ حياته بالوسائل المتوفرة بالغوطة المحاصرة.

خبر مقتل خالد لم يكن خبراً طبيعياً على مسمع والده، إنما نزل على قلبه كالصاعقة، فربما خلال لحظات استذكر “أبو عمر” حياة طفله الصغير البائسة والكد الذي مارسه خلال سنوات عمره القصيرة، وكيف كان يعمل في النهار ويئن بفراشه خوفاً من قصف النظام في الليل.

يشحب وجه أبو عمر ويتمايل على مرأى ومسمع الرجال العاجزين عن إنقاذه، ويسقط صريعاً على الأرض، ليس مغشياً عليه، إنما شهيداً لطيبة قلبه وحزنه على فراق ولده.

سنوات من الرباط على جبهات الغوطة لم تنل رصاصة من صدر هذا الرجل، لكن نالت منه عاطفته القوية تجاه ولده الصغير الذي قتله ذلك القناص بدم بارد.

لم تكن هذه القصة الأولى ولا الأخيرة لأطفال يطعمون عائلاتهم ولا لأطفال ارتقوا برصاص القناصات، فهناك عشرات القصص التي تحدث باستمرار، وتُدخل الألم لذوي الضحايا من أوسع الأبواب.




المصدر