الأطرش :الجولاني يسعى إلى فتح علاقات سياسية مع إيران


جيرون

قال حسام الأطرش القيادي في حركة (نور الدين الزنكي)، إن قائد (هيئة تحرير الشام) أبو محمد الجولاني، “يسعى إلى فتح علاقات سياسية مع إيران، وقد ناقش الأمرَ مرتين متواليتين، مع أعضاء مجلس شورى الهيئة”.

أشار الأطرش، في تغريدات له، عبر معرفاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الجولاني قال، خلال اجتماعه -لم يحدد مكان وزمان الاجتماع- بمجلس الشورى: إن “الأتراك في السياسة (…) أما الإيرانيون فهم يفهمون بالسياسة، ويقفون مع حلفائهم. ونقتصر في العلاقة مع تركيا على الحد الذي نستطيع به إدخال الجرحى”.

الأطرش كان عضوًا في مجلس شورى (هيئة تحرير الشام)، إثر اندماج حركة (نور الدين الزنكي)، معها، في كانون الثاني/ يناير الماضي، قبل أن ينفصل عنها لاحقًا، مع فصيله، في تموز/ يوليو الماضي، إثر القتال بين الهيئة و(حركة أحرار الشام)، والسيطرة على معظم مناطق الأخيرة في الشمال السوري.

قال الأطرش: “يا جنود (تحرير الشام)، هل تعلمون من هي قيادتكم، ومن أين تتلقى أوامرها؟ هل تعلمون أن أمراء لكم، في الصف الأول، لا يعلمون أسماء بعضهم البعض”، وأضاف: “‏أما سألتم أنفسكم كيف تصل 100 مليون دولار، من صفقة الفوعة وكفريا، إلى يد الجولاني؟ الطريق الوحيد لإيصالها هو عبر إيران أو النظام”.

في السياق ذاته، رأى حسن الدغيم، المختص بشؤون الجماعات الإسلامية أن “كلام الأطرش ليس بجديد”، وقال لـ (جيرون): إن “الجولاني يُريد أن يُظهر العلاقة، لا أن يُقيمها، فهي تعود إلى عام 2001، حين وقع اتفاق، بين زعيم (تنظيم القاعدة) أسامة بن لادن، وولي الفقيه في إيران علي خامنئي”. وأوضح أن “إيران كافأت الجولاني بـ 100 مليون دولار، لإنجازه اتفاق المدن الأربع، في آذار/ مارس الماضي”، وأضاف: “ندعو، منذ خمس سنوات، للانشقاق عن القاعدة، والتنظيمات التي تنتمي إليها؛ كونها تنظيمات استخباراتية، ومخترقة على أعلى المستويات”.

أشار الدغيم إلى أن “الجولاني ورفاقه يمثلون الثورة المضادة، على ثورات الشعوب في الحرية والكرامة”، ووصف العلاقة بين تنظيم القاعدة وملحقاته في العراق وسورية، مع إيران بـ “الاستراتيجية”، فيما اعتبر علاقاتها بالشعوب بـ “التكتيكية”؛ لـ “تحقيق مصالح أعداء الشعوب”.

وظيفة القاعدة ومشتقاتها -كما يرى الدغيم- تتمثل في “إنشاء مناطق توحش، وإعادة تأهيل الأنظمة التي ثارت عليها شعوبها”، ووصفهم بـ “العملاء، والخونة”، مبشرًا بـ “انتشال طائرات التحالف لعملائها في (النصرة)، خلال الأيام القليلة القادمة، في ريفي إدلب وحلب، كما يجري الآن في مناطق (داعش)”. ودعا إلى “انشقاق مقاتلي (تحرير الشام) عن الجولاني، واعتزالهم القتال”، وتساءل عن “جدوى القتال، تحت راية رجل مجهول النسب!”، على حد تعبيره.

الدغيم من أشد مناوئي (هيئة تحرير الشام)، وقد كوّن موقفه تجاه (الهيئة)، من خلال لقاءات متوالية مع قادتهم، حيث اكتشف كذبهم وضلالهم وتدليسهم -كما يقول في عدد من حواراته الصحفية، أو عبر معرفاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي- كما كان من أبرز من طلبهم (الجولاني) للقائه، في آب/ أغسطس الماضي، لكن الأخير عدل الموعد أكثر من مرة، قبل أن يتهرب من اللقاء، بحسب الدغيم.

في الموضوع ذاته، قال الشرعي عباس شريفة: “الجولاني لا يريد إقامة علاقات مع إيران، إنما يريد إظهار علاقة زواج المتعة السرية القديمة، بين المخابرات الإيرانية والقاعدة”، بحسب تغريدة له على (تويتر).

يحاول الجولاني، متزعم (هيئة تحرير الشام/ النصرة سابقًا)، أن يتهرب من الاستحقاقات الدولية في إدلب؛ ولذلك وجه دعوات لشخصيات أكاديمية ومحلية، لتشكيل إدارة مدنية في المدينة، وقد قلل من أهمية هذا الأمر عضوٌ سابق في مجلس المدينة (تحفظ من ذكر اسمه)؛ إذ يرى أن (تحرير الشام) تلعب في الوقت بدل الضائع، ويؤكد على عدم جديتها في الوصول إلى أي إدارة مدنية على الأرض، من خلال سطوتها على كامل مقدراتها.

قال العضو السابق في مجلس المدينة لـ (جيرون): “إن توجه الجولاني، إلى صوغ إدارة مدنية في إدلب، يتماهى مع تسريبات الأطرش في فتح علاقة مع الإيرانيين”، واعتبر أن “مشاريع الجولاني، سواء السياسية أو المدنية، تهدف إلى الحفاظ على (تحرير الشام)، في أرض الميدان كقوة أمر واقع، تراوغ عسكريًا وسياسيًا”، متهمًا إياها بـ “العمالة للاستخبارات السورية والإيرانية”.

يتزامن كشف القيادي في حركة (الزنكي) حسام الأطرش، لشخصية الجولاني ومسارعته لتطبيع العلاقات مع إيران، إضافة إلى جهل أعضاء مجلس شورى الهيئة بأسماء بعضهم، وغير ذلك من أمور خفية، مع تسارع خطى (هيئة تحرير الشام)؛ لإقامة إدارة مدنية في إدلب، تُجنبها قصف التحالف الدولي، لكن الوقائع على الأرض تشي بأن الهيئة تطمح إلى الاستفراد بحكم كل شيء على الأرض، والانقضاض على المكتسبات المدنية فيها، والفصائل العسكرية، في وقت تكشف فيه الصحف المقربة من صناع القرار في تركيا، أن لا مستقبل لـ (هيئة تحرير الشام)، سوى بحل نفسها.




المصدر