إسرائيل نفّذت أكثر من 100 هجوم بسوريا




حلل الخبير الإسرائيلي بالشؤون العربية، والكاتب بصحيفة إسرائيل اليوم،  آيال زيسر، أبعاد الغارات الإسرائيلية على سوريا وآخرها بريف حماة، مركزاً على أن نظام الأسد وداعميه لم يقوموا بأي حركة تسجل على أنها رد على الهجمات الإسرائيلية.

وقال آيال زيسر، إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ أكثر من مئة هجوم داخل سوريا في السنوات الأخيرة وفقاً لشهادة قائد سلاح الجو السابق الجنرال أمير إيشل، لكن الهجوم الأخير قبل أيام بناء على توقيته ومكانه وهدفه “يجعله مختلفاً عن كل الهجمات السابقة”.

وأضاف أنه يمكن فهم هجوم ريف حماة بسبب انتهاء حرب سوريا التي أظهرت أن المنتصرين فيها هم من تجندوا لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة وهم إيران و”حزب الله” بالإضافة إلى روسيا.

في خدمة من؟

زيسر الذي يعمل أستاذاً لدراسات الشرق الأوسط بالجامعات الإسرائيلية رأى أن موسكو تقود اليوم خطوة تصميم وجه سوريا المستقبلي بتوافق اللاعبين الإقليميين والدوليين، وعلى رأسهم تركيا والأردن.

وتابع الكاتب أن الولايات المتحدة التي تستهدف تنظيم “داعش” فضلت الابتعاد عن الملف السوري، وتسليمه للروس.

وفي تحليله للعلاقات المتشابكة في “الأزمة” السورية، قال الكاتب الإسرائيلي إنه بينما تحتاج روسيا لإيران لاستقرار سوريا، فإن إسرائيل حذرت موسكو من تثبيت سيطرة طهران في دمشق لأنه “خط أحمر” بالنسبة لها، وقد يتسبب في تدهور الأوضاع بالمنطقة لتصير حرباً شاملة.

ولفت إلى أن “روسيا تمتنع عن كل رد على الهجمات الإسرائيلية في سوريا، رغم أنها تجري تحت عيونها المفتوحة، وفي الوقت نفسه تترك لإيران تثبيت نفسها هناك، مما يرجح فرضية أن تكون الهجمات الإسرائيلية في سوريا تخدم الروس، بحيث مرت هذه الهجمات كسابقاتها دون رد سوري أو إيراني”.

إلى متى؟

وفي السياق ذاته، استغرب جدعون ليفي، الكاتب بصحيفة هآرتس، من تحمس المجتمع الإسرائيلي لأي هجوم تنفذه إسرائيل، سواء كان ضرورياً أم لا، بزعم أنه يضيف لسلاح الجو “هالة بطولية”.

وأضاف الكاتب أنه رغم مزاعم إسرائيل بأن قصف السلاح الذي يأخذ طريقه لـ “حزب الله” يخلق الردع، فإن الحزب لديه اليوم 150 ألف صاروخ وقذيفة، مما يحول “جيش الدفاع الإسرائيلي” إلى “جيش الهجوم الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن عجرفة الجيش الإسرائيلي تسمح له بخرق سيادة لبنان بصورة يومية، وقصف سوريا وفعل ما يشاء.

وبينما برّر ليفي هذه الهجمات بأن من حق إسرائيل التسلح، ومنع ذلك عن الآخرين، سواء بالقوة أو الضغط الدولي، فقد حذر من الثمن المتوقع لعمليات القصف المتواترة على سوريا، “لأنها تولد الحروب، وإسرائيل التي تقيم حضورها في الشرق الأوسط على قوتها، لا تستطيع الاستناد إليها للأبد، فلا توجد حصانة إلى إشعار آخر، وقد تدفع إسرائيل الثمن على هجماتها المتتالية في المنطقة”.

ليس جديداً

الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دأبت على شن غارات جوية وقصف مدفعي ضد أهداف في سوريا منذ بدايات الألفية الثالثة، ومع اندلاع الثورة السورية في آذار 2011 كثفت إسرائيل تلك الهجمات تدريجياً ولأسباب مختلفة. وكان آخرها يوم 8 أيلول الجاري، حيث قالت قوات نظام الأسد إن الطيران الإسرائيلي استهدف من الأجواء اللبنانية موقعاً عسكرياً بريف حماة وقتل عنصرين بعد أن أطلقت الطائرات الإسرائيلية عدداً من الصواريخ على موقع عسكري قرب مدينة مصياف بريف حماة.




المصدر