الضغط على فصائل البادية… طموحات الكرملين


طارق أمين

أدى تراجعُ الدعم المُقدّم للمعارضة السورية في الجنوب السوري، من غرفة (الموك)، والضغطُ على المعارضة هناك لوقف معاركها ضد نظام الأسد، إلى تكثيف روسيا جهودها الرامية إلى إعادة تعويم بشار الأسد ونظامه، أمام الرأي العام الدولي.

قبول فصائل المعارضة -مرغمة- بمطلب غرفة (الموك)، ووقفُ الدعم أسفرا أيضًا عن تقدم النظام في جبهة البادية، وسيطرته على مواقع جديدة فيها؛ بما يضمن له “تعزيز موقفه، أمام الروس”، وفق ما رأى محللون.

قال سعيد سيف مدير المكتب الإعلامي لـ (قوات أحمد العبدو) العاملة في البادية لـ (جيرون): إن “الموافقة على القرار الدولي الذي يقضي بانسحاب (قوات الشهيد أحمد العبدو وجيش أسُود الشرقية) من المعارك في البادية، ما يزال مبدئيًا، ولا يوجد تطبيق على الأرض على نحو فعلي، من قبل قوات النظام وميليشياته”.

رضوخ المعارضة للضغط الدولي جاء على خلفية “قطع الدعم عن الفصائل في البادية، واتساع مساحة المعارك، إضافة إلى اتفاقات خفض التصعيد والتهدئة التي أثرت تأثيرًا كبيرًا على معارك البادية، حيث استطاع النظام استقدام أعداد كبيرة من مقاتليه ومن الميليشيات الرديفة له، للمشاركة في معارك البادية”، وفق ما رأى سيف.

وأضاف: بعد تحويل “النظام وميليشياته المعارك إلى ريف السويداء الشرقي، وبعد تهديد التحالف له وضرب قوات النظام وميليشياته، لأكثر من مرة على طريق التنف، وبعد معارك كر وفر، مع فصائل المعارضة في البادية؛ استطاع النظام، مدعومًا بالطيران الروسي والميليشيات العراقية والإيرانية، التقدمَ والسيطرة على بعض المناطق الحدودية مع الأردن والعراق”.

سيف كشف أن رسالة غرفة (الموك) في الأردن التي تم تسريبها إلى الإعلام “غير دقيقة، ولا تشمل كافة المطالب”، مؤكدًا أن “هناك رسالة دقيقة غير معلنة، تم التشاور عليها بين الفصائل، تتضمن موضوع وقف إطلاق النار وانسحاب النظام وميليشياته، لإيجاد منطقة عازلة في البادية السورية، والوصول إلى ضمانات فعلية”، وتابع: “غرفة عمليات (الأرض لنا) لن تقف ضد أي حل سياسي في المنطقة، يهدف إلى الحفاظ على أرواح المدنيين والمهجرين وعوائل المقاتلين في البادية السورية”.

من جهة ثانية، رأى الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد الركن عبد الله الأسعد، خلال حديث لـ (جيرون)، أن “النظام وحلفاءه سعوا للوصول إلى الحدود العراقية والأردنية -بدعم من السلاح الجوي الروسي والميليشيات الإيرانية والعراقية- مستغلًا الهدنة في جنوب غرب المنطقة الجنوبية”، معللًا ذلك التقدم بأهمية المنطقة، “من الناحية الاستراتيجية، باعتبارها عقدة حدودية تربط سورية بالعراق والأردن، وتحقق اتصالًا بشريًا، بين الميليشيات في العراق والميليشيات الموجودة في سورية، فضلًا عن سحب المعارك على طول الحدود الأردنية، ضمن محافظة السويداء”.

أضاف الأسعد أن النظام راغب في “حصار فصائل المعارضة، في منطقة لا تتجاوز مساحتها 19 كيلومترًا مربعًا عن الحدود الأردنية، وفصل القلمون الشرقي عن البادية؛ لمنع اتصال فصائل المعارضة بين البادية والقلمون، وقطع الإمداد والتعزيزات، كما أن الهدف الرئيس هو الوصول إلى طريق بري، يربط بيروت ودمشق وبغداد وطهران”.




المصدر