العرس التقليدي… طقوسٌ تنقرض والبدائل (على الضيق)




إياس العمر: المصدر

أصبح العرس الشعبي (التقليدي) في درعا من الماضي بالنسبة لسكان محافظة درعا، وذلك لمجموعة من الأسباب وهي ارتفاع التكاليف فالعرس الشعبي بات يكلف 4 ملايين ليرة سورية نظراً لارتفاع سعر المجوهرات والملابس مقارنة بالسنوات الماضية، وارتفاع أسعار الملابس، بالإضافة للوضع الأمني والاجتماعي للمناطق المحررة والتي يخيم الحزن عليها منذ سنوات.

ماهر محاميد وهو أحد أهالي المناطق المحررة قال لـ (المصدر) إن تكلفة العرس الشعبي أصبحت خارج طاقة الأهالي في المناطق المحررة نتيجة لارتفاع الأسعار، فالعرس الشعبي في درعا في الماضي كانت تصل كلفته إلى ما يقارب من 300 ألف ليرة سورية، وتكون الأعراس في المواسم، ولكن الآن لم يعد هنالك مواسم لدى الأهالي.

وأَضاف أن من التقاليد في المحافظة في الماضي كانت (لبسة العروس) وهي عبارة من المجوهرات التي يقدمها العريس للعروس، وهي كانت وسطيا 75 غراماً من الذهب عيار 21، وكانت تصل تكلفتها لأكثر من 100 ألف ليرة سورية، بينما اليوم يصل ثمن نفس الكمية إلى مليون ونصف المليون.

ومن الطقوس التي كانت معتادة وجبة الغداء للحضور، وقد كانت تصل تكلفتها لأكثر من 100 ألف ليرة سورية، بينما تصل تكلفتها اليوم لأكثر من مليون و700 ألف ليرة سورية.

واعتاد أهالي درعا على شراء غرفة نومٍ للعروسين، كأحد طقوس الزفاف، وكان يتراوح ثمنها بين 70 ألف ليرة سورية و100 ألف ليرة سورية، بالإضافة للملابس والتي كان يصل ثمنها لـ 50 ألف ليرة سورية بينما اليوم يتجاوز ثمن نفس الكمية الـ 800 ألف ليرة سورية، بحسب محاميد.

واعتبر محاميد أن الارتفاع الكبير في الأسعار والفارق وغياب المورد المالي كانت من الأسباب الرئيسية لجعل العرس الشعبي من ماضي المحافظة، كما أن حالة التضامن الاجتماعي أجبرت الأسر المقدرة ماليا على الغاء الأعراس الشعبية.

(على الضيق) وبمليون ليرة

أحمد الزعبي وهو عريس جديد قال لـ (المصدر) إن الأعراس في المناطق المحررة باتت تقام على نطاق ضيق، فالمصاغ الذهبي المقدم للعروس لا يتجاوز 10 غرامات وهو عبارة عن (محبس وحابس) بتكلفة 200 ألف ليرة سورية، بالإضافة لمبلغ 200 ألف ليرة سورية ثمن ملابس.

وأضاف أن وجبة الغداء للحضور تكلف 250 ألف ليرة سورية، بينما يصل ثمن (غرفة النوم) المستعملة إلى 300 ألف ليرة سورية، وقال أن معظم الأعراس في المناطق المحررة باتت تقام على هذا الشكل ومع ذلك فإن هذه التكلفة والتي تعادل دخل متوسط دخل الأسرى لعامين تعتبر مبالغ كبيرة وليست في حوزة الجزء الأكبر من الشبان في المناطق المحررة.

وأشار إلى أن الشبان باتوا يتبعون طريقة جديدة لتأمين مصاريف العرس، وهي تعتمد على التكافل فيتم جمع الراتب الشهري من مجموعة من الشبان لتأمين تكاليف العرس لأحدهم، وفي كل شهر يتم تقديم المبلغ لشخص، موضحاً أن هذه الطريقة هي التي أمنت له المبلغ المالي المطلوب للعرس.

مشاكل اجتماعية

إبراهيم أحمد قال لـ (المصدر) إن الأعراس في المناطق المحررة باتت تخيف الحاضنة الشعبية، ولاسيما أن كان العرس لأحد مقاتلي كتائب الثوار، وذلك نتيجة لاطلاق النار، فخلال العام الجاري قُتل سبعة أشخاص في المناطق المحررة نتيجة لإطلاق النار العشوائي في الأعراس.

وأضاف أن بعض المجالس المحلية في المناطق المحررة باتت تعمل لوضع حد لهذه الظاهرة، وذلك من خلال منع إطلاق النار في الأعراس وتغريم كل من يقوم بإطلاق النار بمبلغ مالي.

وتواجه المقاتلين في كتائب الثوار مشكلة أخرى وهي رفض عدد كبير من الأسر تزويج بناتهم لهم بحجة الخوف على مستقبلهن، بحسب أحمد.




المصدر