لم هذه المشاركة الضخمة لكرد سوريا في حملات دعم الاستفتاء بإقليم كردستان؟

12 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017
7 minutes

سامية لاوند: المصدر

منذ إعلان حكومة إقليم كوردستان العراق قرار إجراء الاستفتاء والانفصال عن العراق، محددةً موعده في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، بدأت حملات الدعم من قبل مؤيدي الاستفتاء على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية، لتتحول في وقت قصير إلى الخروج بمسيرات ومهرجانات ضخمة، انطلقت أولها من ألمانيا في مدينة كولن حيث توافد اللاجئون من مختلف دول الاتحاد الأوروبي بالآلاف ليقولوا “نعم” للاستفتاء.

كما بدأت التجمعات الأخرى الكبيرة للاجئين في باقي الدول الأوروبية بدعم من أنصار المجلس الوطني الكردي في سوريا، لتأتي بعد ذلك دور مخيمات اللاجئين الكرد في إقليم كوردستان نفسه.

“كفاح محمود” المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كوردستان، قال “شعب كوردستان سوريا لديه حس قومي متوقّد عبر تاريخه وتاريخ حركة التحرر الكوردستانية، فقد كان بهذا الشكل منذ عشرات السنين، وما موقفه ومشاركته الفعالة في ثورة أيلول 1961 بقيادة البارزاني مصطفى إلا تعبير عن حسه الوطني والقومي العالي”.

وكان الملفت في معظم المهرجانات والحفلات الداعمة للاستفتاء هو الحضور الكبير من كورد سوريا، رغم إنهم لا يستطيعون الإدلاء بأصواتهم في صندوق الاقتراع وفق قوانين وتعليمات المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء الكوردستانية.

وأضاف “كفاح محمود” في معرض حديثه لـ (المصدر) “أما موضوع التصويت للاستفتاء يوم 25 أيلول فلا يستطيع -إشارةً منه إلى اللاجئين من كورد سوريا- التصويت بسبب الخصوصية العملية بشعب كوردستان العراق حصريا، وليس هناك أي استثناء في هذا الموضوع حسب قوانين وتعليمات المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء الكوردستانية”.

لكن ما السبب الذي يدفع كرد سوريا إلى المشاركة بهذا الزخم الجماهيري؟ فالنشطاء والمحللين السياسيين ذهبوا إلى أن اتفاقية سايكس بيكو التي فرقت الأجزاء الكردية وقسمتها بين أربعة دول (سوريا،العراق،تركيا،إيران) والرغبة العارمة لديهم منذ أكثر من مئة عام في أن تكون لهم دولة أسوة بباقي شعوب العالم هو ما يدفعهم ويحمسهم لأن تتواجد دولة تحت اسم جمهورية كوردستان، التي لم تحقق لهم ذلك جمهورية مهاباد التي زالت خلال 11 شهرا فقط رغم امتلاكها مقومات أي دولة.

الدكتور “نافع بيرو” عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، يقول “لم يتوان الكورد في كوردستان سوريا عن مناصرة القضية القومية الكوردية منذ اتفاقية سايكس بيكو، ولم تنل الحدود التي رسمتها الاتفاقية من شعورهم القومي، دائما كانوا سباقين في دعم بقية أجزاء كوردستان وثوراتهم ضد الأنظمة الغاصبة بدءا من ثورة الشيخ سعيد بيران وإحسان نوري باشا، ومرورا بمشاركتهم في تأسيس جمهورية كوردستان في مهاباد؛ وكذلك ثورتي أيلول وكولان فيما بعد”.

وتابع “بيرو” حديثه لـ (المصدر) قائلاً “ولعل لجوء الكثير من القادة الكرد إلى سوريا بعد انتكاسة ثوراتهم، وتأسيس النوادي والجمعيات الثقافية والحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا فيما بعد لعب دورا في تنامي شعورهم القومي، وتفانيهم في اخلاصهم ينطلق من اعتبارهم أن تحقيق أي مكسب للكرد وفي أي جزء هو انتصار لبقية الأجزاء”، وأضاف “وهذا ما نلتمسه اليوم من خلال دعمهم اللامحدود ومساندتهم لقرار استفتاء واستقلال إقليم كوردستان”. ثم عدا عن كون دعم الاستفتاء واجب قومي على الكرد باختلاف أماكنهم.

كما ذهبت بعض الشخصيات السياسية الكردية في سوريا إلى أن وجود القيادات الكردية السورية في الإقليم هو ما يدفعهم لأن يقوموا بحملات دعم للاستفتاء، مشيرين إلى أنه حتى اللحظة لم يروا أية ندوة تدعم الاستفتاء أو ما شابه ذلك في المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا رغم وجود الأحزاب التي تتخذ الفكر البارزاني نهجا لها، ولكن بالرغم من هذه التحليلات التي ظهرت بأوقات متفرقة من شخصيات سياسية مختلفة، إلا أن هناك عامل آخر يقف حاجزا دون إقدام الأحزاب الكردية السورية على تنظيم مسيرة أو ندوة مؤيدة للاستفتاء وهو إن معظم مكاتبهم مغلقة من قبل الإدارة الذاتية ونشاطاتهم تتطلب ترخيص وهذا ما لا يقبله الطرف الأول.

وأردف “بيرو” القول في سياق كلامه لـ (المصدر) “كون الاستفتاء واجب قومي على الكرد باختلاف أماكن تواجدهم هناك خصوصية بالنسبة للكورد وحركتهم السياسية في كوردستان سوريا، فغالبيتهم العظمى تتبنى المشروع القومي الكردستاني وتعتبر الرئيس مسعود البارزاني حاملا له، ويمتلك هذا الفكر أكبر حاضنة جماهيرية في عموم أرجاء كوردستان سوريا، وسبق أن أشار الرئيس مسعود البارزاني إلى دورهم في ثورة كولان ١٩٧٦ حيث أكد على أن الثورة لم تكن لتنتصر لولا دعم ومساندة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في سوريا”.

القيادي الكردي تابع حديثه لـ (المصدر) مشيرا “الإحساس العالي بالشعور القومي لدى الكورد في كوردستان سوريا، والتزامهم بقضيتهم القومية وإدراكهم حساسية المرحلة والفرصة التاريخية التي ربما لن تتعوض، وكونهم على دراية بأن جزئي كوردستان الملحقين ب العراق وسوريا يشكلان لبعضهما بعد استراتيجي وجغرافي والفرصة جدا مواتية لتوحيدهما، كل هذا يدفعهم إلى مؤازرة الاستفتاء رغم عدم امتلاكهم حق التصويت، لكن بدون شك هذا يجعل حافز الإدلاء بنعم لمن يحق لهم التصويت أكبر”.

وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كوردستان قد أعلنت في وقت سابق عن موعد انطلاق الحملة الدعائية لاستفتاء استقلال إقليم كوردستان، والذي يبدأ من يوم الثلاثاء المقبل المصادف 5-9-2017 وتستمر لغاية 22-9-2017، أي لمدة 18 يوماً.

الناشط الكردي “سرور علي” أحد اللاجئين الكرد السوريين في مخيم دوميز أوضح لـ (المصدر) “شاركنا بحملة دعم استفتاء ودعم كلمة سروك بارزاني الذي أقامه الحزب الديمقراطي في مخيم دوميز؛ وذلك لنوصل أصواتنا لشعب باشور ليتوجه إلى صناديق الاقتراع في الوقت المحدد، تصويتهم للاستفتاء ليس فقط من أجل كوردستان باشور فقط، إنما مصير باقي أجزاء كوردستان متعلقة بتصويتهم فأي جزء يحصل على استقلاله يكون دعم لباقي أجزاء.

ويذكر أن إقليم كردستان العراق بحكمٍ ديمقراطيٍّ برلماني مع حكم برلمان إقليمي يتكون من 111 مقعداً والرئيس الحالي هو مسعود البارزاني الذي انتخب في بداية عام 2005 وأعيد انتخابه في عام 2009. ويتشكل الإقليم من محافظات أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة، وتبلغ مساحة الإقليم حوالي 40,000 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانه حوالي أربعة ملايين نسمة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]