الهافينغتون بوست : سوريون يساعدون ضحايا إعصار إيرما: “حتى لا تشعروا بآلامنا”


يولا جمال

لم تستطع الأختان السوريتان عبير، ونورا الشيخ بكري، أن تقفا مكتوفتي الأيدي، عند رؤيتهما المنازل تنهار أمام أعينهما، بعد أن بطش إعصار (إيرما) بجنوب شرق الولايات المتحدة، مشرِّدًا أكثر من نصف مليون شخص، مع حلول يوم الأحد الماضي، وهما اللتان تدركان المعنى الحقيقي لهذه المأساة، بعد أن اضطرتا إلى ترك منزلهما في دوما بدمشق، والسفر إلى مصر، عام 2012 هربًا من الحرب؛ لتستقرا لاحقًا في كلاركسون جورجيا، بعد طلب اللجوء إلى أميركا عام 2016.

سمعتْ عبير (28 عامًا)، من صديق مقرّب، عن إجلاء العديد من الناس من منازلهم، بسبب العاصفة؛ فاتصلت بأختها نورا، واشتريتا العديد من المكونات الغذائية، لتطبخا أطباقًا شرق أوسطية مختلفة (كالكباب والتبولة)، ثم قادتا سيارتهما نحو ساعة من الوقت، للوصول إلى مركز “الحمزة الإسلامي”، في مدينة أفاريتا بجورجيا، حيث يوجد 39 شخصًا نزحوا من بيوتهم، وفقًا لموقع (هاف بوست).

حاول القائمون على المسجد دفعَ ثمن الطعام الذي قدمته الأختان، إلا أنهما رفضتا ذلك، واعتبرتاه خدمة إنسانية للمجتمع الذي يعيشون فيه، ووصفت عبير المشاعرَ التي دفعتها لتقديم المساعدة قائلة: “هربنا من الحرب، ونعرف جيدًا ماذا يعني أن تفقد كل شيء”، في حين قالت نورا (30 عامًا): “خفت جدًا، عندما سمعت بقصة الإعصار، وبخاصة بعد كل ما مررت به، كمواطنة سورية”، وأضافت: “أردت أن أقدم العون لهؤلاء الناس، حتى لا يشعروا بآلام النزوح، مثلما حصل معنا”.

تأمل الأختان أن تعطي هذه اللفتة انطباعًا لطيفًا عن حقيقة السوريين للشعب الأميركي، وبأنهم محبّون ومسالمون، ولا يتمنون الأذى لأحد. قالت نورا: “هذه طبيعتنا -السوريين على وجه العموم، والمسلمين على وجه الخصوص- يأمرنا ديننا أن نقدم العون لكل من يطلبه، ونساعد كل المحتاجين”.

لاقت مبادرة الأختين اللطيفة، تفاعلًا محببًا من قبل الأميركيين، على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كتبت ستيفاني إيستبي، عندما رأت صور الوجبات على (فيسبوك): “يبدو الطعام شهيًا جدًا، شكرًا لكما، ونرحب بكما في وطنكما الجديد”، في حين قالت كلوديا موس، من ويسكونسن: “أعتقد أنها لفتة إيثار لطيفة، يبدو الطعام لذيذًا، مرحبًا بكما في بلدنا، وأتمنى أن تُعامَلا بلطف واحترام هنا، وأن يزدهر عملكما طوال السنوات القادمة”.

اعتادت الأختان الطهي للمجموعات الكبيرة، ومن المقرر أن تفتتحا قريبًا شركة تقدم الخدمات الغذائية باسم (سويت أند سيفاري)، في حين يحاول زوجاهما افتتاح مقهى، بعد أن فكرا بالأمر، منذ كانت العائلتان في مصر، وتؤكد طبيبة الأطفال منى مجاهد، نائبة رئيس فرع أطلانطا لشبكة المجتمع السوري (منظمة غير ربحية تساعد اللاجئين في جورجيا)، أنها تتذوق مقبلاتهما اللذيذة في كل مرة تزورهما فيها، وتشجعهما باستمرار على بيعها.

لم تكن عائلتا “الشيخ بكري” العائلتين السوريتين الوحيدتين اللتين بادرتا لتقديم المساعدة، إذ سارع الشيف السوري ناظر غزال (53 عامًا)، لطبخ وجبات متعددة مكونة من الدجاج والأرز، والسلطة، وتقديمها لمسجد عمر بن عبد العزيز، يوم الأحد الماضي، حيث يقيم 25 شخصًا، ممن نزحوا من بيوتهم بسبب الإعصار.

يعرف غزال تمامًا شعور ترك كل شيء والبدء من جديد، بعد أن ترك دمشق إلى الأردن، ثم إلى جورجيا، في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، ويقول: “اضطررنا إلى القدوم إلى أميركا بسبب الحرب، إلا أن من واجبنا أن نقدم الخير لهذا البلد، مثلما قدمه لنا”، وأضاف: “اعتدنا على الحرب إلا أن الأعاصير أمرٌ جديد بالنسبة إلينا، لكنها لم تكن مخيفة جدًا، بعد كل ما مررنا به”.

اسم المقالة الأصلي Syrian Refugees Respond To Hurricane Irma By Cooking Feasts For Evacuees الكاتب Rowaida Abdelaziz ,  Willa Frej مكان النشر وتاريخه الهافينغتون بوست ، .huffingtonpost، 12/9 رابط المقالة http://www.huffingtonpost.com/entry/syrian-refugees-hurricane-irma_us_59b7e89be4b027c149e277ae ترجمة يولا جمال


المصدر