ثوار وأهالي جنوب دمشق يرفضون إخلاء المنطقة للإيرانيين




محمد كساح: المصدر

أعلنت فصائل الجيش السوري الحر في جنوب دمشق رفضها لمضمون صفقة سُرّبت يوم الثلاثاء تمت بين أنقرة وطهران لتسليم جنوب العاصمة للأخيرة مقابل السماح لتركيا بدخول محافظة إدلب والشمال السوري.

وتقع بلدات يلدا و ببيلا و بيت سحم و حي القدم تحت سيطرة المعارضة منذ السنة الثانية للثورة وتقضي الصفقة بتهجير ثوار المنطقة مقابل السماح لإيران بوضع يدها عليها حيث يخشى نشطاء من مشروع إيراني على غرار الضاحية الجنوبية في بيروت.

وأصدرت الفصائل العسكرية العاملة جنوب العاصمة بيانا أكدت فيه رفضها كافة الاتفاقيات التي من شأنها التهجير القسري لقاطني منطقة جنوب دمشق.

وقال البيان الذي حمل توقيع ستة فصائل عاملة جنوب العاصمة وهي جيش الأبابيل، وجيش الإسلام، وشام الرسول، وحركة أحرار الشام، وفرقة دمشق، وأكناف بيت المقدس: “نؤكد رفضنا لأي اتفاق او مشروع يؤدي لذلك”.

* تسريب

وتفيد المعلومات التي سربتها صحيفة الشرق الأوسط بوجود ملامح صفقة جديدة ترتسم بين أنقرة وطهران برعاية موسكو تتضمن مقايضة وجود عسكري في إدلب مقابل سيطرة إيرانية على جنوب دمشق وتوسيع منطقة السيدة زينب، مما يعني توفير كتلة تأثير دائم على القرار السياسي في دمشق.

الصحيفة نقلت عن مسؤول غربي قوله إن “مراقبة الأولويات الإيرانية، تدل على الرغبة في توفير كتلة سكانية حول دمشق وبين دمشق وحدود لبنان تكون موالية لطهران بحيث يجري التأثير على القرار السياسي في العاصمة بصرف النظر عن الحاكم”.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الرغبة تزامنت مع إعطاء طهران الموافقة على اقتراح أنقرة لعب دور عسكري مباشر في إدلب؛ إذ التقت مصالح الدولتين مع مصلحة روسيا.

* استياء شعبي

“مطر إسماعيل” الناشط الصحفي وعضو تجمع ربيع ثورة العامل جنوب دمشق قال لـ (المصدر) إن “هناك استياء شعبي عام والتجهيز لتظاهرات حاشدة اليوم بعد العصر” ردا على الصفقة الإيرانية – التركية.

إسماعيل لم يخف شكوكه حول جدوى الحراك الجماهيري في المنطقة لوقف تنفيذ الصفقة، وقال “بالنهاية من يأخذ رأي الناس في تقرير مصيرهم عندما تصبح الدول صاحبة القرار؟ نأمل أن يؤدي الحراك الجماهيري إلى فشل الاتفاق”.

ويعتقد مراقبون أنه في حال تمت الصفقة ستعتبر المنطقة تحت نفوذ طهران حيث يسعى الإيرانيون لتحقيق حلمهم في المنطقة الأمر الذي يشابه نفوذ إيران في الضاحية الجنوبية.

إسماعيل علّق على هذه النقطة قائلا “نعم.. بالتأكيد والإيرانيون لا يخفون ذلك”.

ويظهر أن أعمال الإخلاء والهدم التي تجري في المنطقة المعروفة بـ (خلف الرازي) بدمشق ترتبط بنفس المشروع الإيراني الهادف لخلق مساحات في قلب دمشق تكون فيها السيطرة لطهران.




المصدر