آف.بي.ري: كيف يمكن التحدث مع الطفل عن التدخين؟




نشر موقع “آف.بي.ري” الروسي تقريرا، استعرض من خلاله السبل المثلى للتحدث مع الطفل عن التدخين. والجدير بالذكر أنه من غير الممكن فتح مثل هذا الحوار بشأن التدخين مع الأطفال في سن مبكرة للغاية، ما يستوجب اختيار الوقت الملائم لفعل ذلك.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إن الكثير من الأشخاص يعتقدون أنه من غير المنطقي الخوض في مثل هذه المواضيع مع طفل لم يتجاوز ست سنوات بعد. فمن غير المرجح أن يقرر الطفل التدخين في مثل هذه السن المبكرة، علما أن الأطفال غالبا ما يتبنون مثل هذه العادة بشكل سريع.

ومن المثير للاهتمام أنه وحسب بعض الدراسات، يشرع 90 بالمئة من المدخنين في مزاولة هذه العادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة. ويعزى ذلك إلى رغبة الأطفال في تقليد آبائهم والاقتداء بهم. وبالتالي، من المهم التركيز على اهتمامات الطفل ومراقبته عن كثب.

وأشار الموقع إلى أن التدخين يعد السبب وراء الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، فضلا عن مشاكل في الرئة، وغيرها من الأمراض. وفي الأثناء، لا يمكن اعتماد حجة أن التدخين يسبب السرطان لإقناع الطفل بمساوئه؛ نظرا لأن الأطفال لا يميلون للقلق بشأن ما سيحدث على المدى الطويل.

وفي هذا الإطار، يمكن للوالدين التحدث عن الآثار الفورية للتدخين على غرار رائحة الشعر والملابس السيئة، واصفرار الأسنان، والرائحة الكريهة التي يخلفها التدخين في الفم، فضلا عن مشاكل الجلد وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، عادة ما يهتم الطفل بالحديث عن الجانب المادي للتدخين. ومن هذا المنطلق، يمكن إقناع الطفل أنه يستطيع إنفاق المبالغ التي يخصصها لشراء السجائر على أشياء أخرى تعود بالفائدة.

وذكر الموقع أنه في حال كانت الأنشطة الرياضية ضمن اهتمامات الطفل، يمكن إخباره بمدى تأثير التدخين على أداء الرياضيين. ففي الواقع، يحول التدخين دون القدرة على الركض لمسافات طويلة، فضلا عن أنه يخلق العديد من المشاكل على مستوى التنفس.

وتطرق الموقع إلى أهمية شرح ماهية الإدمان على التدخين والصعوبات التي يواجهها الشخص للإقلاع عن هذه الآفة. وفي هذا السياق، من المهم أن يدرك الطفل بأن النيكوتين يجعل الإنسان في تبعية للسجائر، وفي حاجة ملحة لها، تماما مثل المخدرات، في حين أنه أكثر خطرا من الهيروين والكوكايين.

وأورد الموقع أن تزايد شعبية السجائر الإلكترونية وأنواع التبغ الأخرى، من شأنها تدفع الطفل للاهتمام أكثر بهذه العادات الضارة. ففي الحقيقة، تبدو هذه الأساليب البديلة بمثابة طريقة عصرية، ما يشجع الطفل على التدخين. وفي هذا الإطار، ينبغي على الوالدين البوح بمختلف عواقب هذه الوسائل البديلة للتدخين على الصحة، إضافة إلى إخبار الطفل أن السيجارة الإلكترونية ليست أقل ضررا من السيجارة العادية.

وأفاد الموقع بأنه في غالب الأحيان تكون تجربة الطفل للتدخين للمرة الأولى من باب المزاح، إلا أن الإصرار على تكرار التجربة يعد مشكلة حقيقية. وبالتالي، يجب التعامل بجدية مع موضوع التدخين، حيث ينبغي عدم تجاهل قيام الطفل بالتدخين، وحتى ولو كان ذلك للمرة الأولى. فقد يفتح ذلك الباب أمامه لإعادة الكرة مرة أخرى.

وأوضح الموقع أن مهمة الآباء فيما يتعلق بالتدخين لا تقتصر على إبراز مخاطر التدخين للطفل، فحسب. فوفقا لبعض البحوث، قد يؤدي الإلحاح المستمر من قبل الوالدين على التكلم مع أطفالهم عن الموضوع ذاته، أي التدخين، إلى ارتفاع احتمال ميله إلى ممارسة هذه العادة. وبالتالي، قد يدفع الحظر التام للتدخين أو إخباره أن جميع المدخنين سيئون بالطفل إلى التمرد وإثارة الشغب مستقبلا.

وفي هذا الإطار، من الضروري أن يجد الآباء طريقة ملائمة لفتح حوار مع الطفل بشأن التدخين خالية من التخويف والترهيب والتهديد. كما يجب أن يشعر الطفل بالراحة خلال مناقشة هذه المواضيع، ما من شأنه أن يحفزه على قول الحقيقة، والكشف عما إذا كان جرب التدخين.

وذكر الموقع أن النظام الغذائي الصحي، والنوم لساعات كافية، والتدريب المنتظم، كلها عوامل تساهم في الحفاظ على الشكل المثالي للجسم. وفي هذا السياق، قد يرفض الطفل تعريض صحته للخطر في حال أدرك أن التدخين يحول دون ممارسته للأنشطة الرياضية، في حين أنه من المهم أن يحظى بصحة جيدة، حتى يكون متفوقا في مشواره الدراسي.

والجدير بالذكر أن الأطفال غالبا ما يقلدون السلوكيات التي ينشؤون على رؤيتها. وبالتالي، وحتى تتمكن من حماية صحة طفلك، لا بد أن تقلع بدورك عن هذه العادة. وفي هذا الصدد، يوصى باستشارة الطبيب؛ بهدف مساعدتك في عملية الإقلاع عن التدخين. والجدير بالذكر أن هناك بعض الأدوية، فضلا عن بعض النصائح التي تقدمها أطراف متخصصة، من شأنها أن تسهل عملية الإقلاع عن التدخين.

وأكد الموقع على ضرورة وضع قواعد داخل المنزل تمنع التدخين والاحتفاظ بالسجائر في المكان. وبالتالي، سيتمكن الطفل من إدراك هذه الحدود التي لا تسمح بالتدخين، ما يسهل عملية تقييمه للمسألة، ويجعله يبتعد عن هذه العادة السيئة تلقائيا.

وفي الختام، شدد الموقع على أهمية التفطن إلى العلامات التي تدل على قيام الطفل بالتدخين، على غرار الانتباه إلى صحته، ورائحة الفم، وما إذا كان يعاني من ضيق التنفس، والسعال. وفي حال كنت ترغبين مواجهة طفلك بشكوك، يجب أن تتحدث معه بصراحة وصدق.




المصدر