أنقاض منزل سوري في معرض بهلسنكي


حافظ قرقوط

افتتح في مدينة المعارض في العاصمة الفنلندية هلسنكي، يوم أمس الأربعاء، عرضُ أنقاض بيتٍ سوري مهدم، بسبب قصف نظام الأسد للمدن، وقد صُممَ العرض ليكون مشروعًا فنيًا، يسلط الضوء على جانب من تلك الحرب التي تسببت بالقتل والدمار وتشرد السوريين، في أنحاء العالم.

البيت المهدم الذي تم شحنه منذ أشهر، بالتعاون ما بين (المعهد الفنلندي) في بروكسل، و(جمعية الصداقة الفنلندية السورية)، كان قد نُقل من الداخل السوري إلى تركيا، بمساعدة عدد من السوريين في الداخل، عملوا جاهدين للحفاظ على معالم الأنقاض المتعلقة بالمنزل، كما هي؛ لتكون ذات صدقية بالتعبير عن الواقع السوري.

المنسق العام لجمعية (الصداقة الفنلندية السورية) عماد الخطيب قال لـ (جيرون): “الفكرة كانت للفنان التشكيلي الفنلندي أنسي بولكينين، وقد قدمها ضمن مسابقة أعلن عنها معهد (اليكسي مالمبيري) في بروكسل، لتفوز بالمسابقة”، وأضاف أن الفنان حاول، من خلال “فكرة المنزل”، التعبير عن “الهجرة والحرب في سورية برؤية فنية جديدة”. وأضاف أن المعهد قرر التعاون مع جمعية الصداقة للحصول على “أنقاض منزل”، وكانت العقبات الأهم هي “طرق إخراج تلك الأنقاض من الداخل، لتبقى كما هي بعد تعرضها للقصف، وتصل إلى فنلندا دون أي تغيير”.

أضاف الخطيب مبينا بعض التفاصيل: “تم العمل في مناطق محافظة إدلب، لنقله بطريقة تحفظه ككتلة متكاملة”، لتأتي العقبات الأخرى المتعلقة بـ “إخراجه عبر المنافذ الحدودية”، ليتم بالنهاية الحصول على موافقات متعددة، ونقله “إلى تركيا؛ من ثم شحنه إلى أوروبا”.

أوضح الخطيب أن المنزل، بعد أن وصل إلى بلجيكا، تم تثبيته على “شاحنة كبيرة مكشوفة خصصت بشكل دائم له، لتسهيل نقله كما هو”، وقد عُرض بداية في “المتحف الوطني في بروكسل، ولاقى اهتمامًا كبيرًا، كما أثار جدلًا في أوساط النخبة الثقافية والسياسية”، ثم عُرض في أماكن أخرى في بلجيكا، ليُنقل بعدها إلى “السويد، ويعرض في بعض مدنها، ليصل حاليًا إلى هلسنكي في فنلندا، ويوضع في مدينة المعارض، وبدأ العرض يستقطب حضورًا لافتًا”.

أشار الخطيب إلى أن عرض “المنزل السوري” محجوز في “عدة مدن أوروبية، حتى نهاية عام 2019″، وبعد ذلك سيعود إلى فنلندا، ليتجول فيها من جديد، مضيفًا أن العمل قد بيع لجهة أوروبية كـ “ملكية ثقافية، وسيتم تثبيته في المستقبل، في مكان مخصص”، ويصبح بمثابة “وثيقة دلالية” على الحرب في سورية.




المصدر