انشقاق جديد يصدع (هيئة تحرير الشّام)


جيرون

خسرت (هيئة تحرير الشام) نحو ألفي مقاتل، بعد إعلان (جيش الأحرار)، وهو من أبرز تشكيلاتها العسكرية، الانشقاقَ عنها. وأعلن قائد الجيش أبو صالح طحان، في بيان صدر يوم أمس الأربعاء: “كنّا من أحرص الناس على وحدة الصف وجمع الكلمة؛ لذا باركنا الاندماج بين فصائل الثورة المباركة، ووضعنا فيه كل إمكاناتنا، أملًا في أن تكون سفينة النجاة للثورة”.

أضاف البيان: إن “أحداثًا مؤلمة تكررت على المستوى الداخلي للساحة، ما كنا نرتضيها، وقد تجملنا بالصبر، بغية الإصلاح، ورافق ذلك تجاوزات، آخرها التسريبات التي تحطّ من قدر العلم الشرعي؛ لذا قرر مجلس الشورى في (جيش الأحرار) الانفصالَ عن (هيئة تحرير الشام)، وقد تم الاتفاق مع قيادة الهيئة على تشكيل لجنة قضائية، للنظر في الحقوق”. ويأتي انشقاق (جيش الأحرار) عن الهيئة، بعد يومين من انشقاق المنظرين الجهاديين السعوديين، عبد الله المحيسني، وصالح العلياني.

يُعدّ انشقاق (جيش الأحرار) عن الهيئة تطورًا لافتًا على ساحة التنظيمات الإسلامية في الشّمال السوري، حيث يعدّ الجيشُ من أهم الفصائل الإسلامية العاملة في ريف إدلب، ويتخذ من بلدة تفتناز ومحيطها مركزًا له، ويُعدّ القوة الضاربة في المنطقة، من حيث عدد المقاتلين ونوعية السلاح الثقيل الذي يمتلكه.

أُعلِن عن تشكيل (جيش الأحرار) بقيادة هاشم الشيخ، المكنى بأبي جابر، في أيلول/ سبتمبر 2016، بعد صراع داخل (حركة أحرار الشّام)، بين التيار الإخواني في الحركة، الذي يقوده رئيس المكتب السياسي فيها (لبيب نحاس)، والتيار الجهادي الذي يقوده (أبو صالح طحان)، بُعيد انتخاب القائد العام السابق للحركة علي العمر رئيسًا لها.

التحق (جيش الأحرار) بقيادة الشيخ بـ (هيئة تحرير الشّام)، منذ الإعلان عن تشكيلها في كانون الثاني/ يناير الماضي، ليتسلّم (الشيخ) رئاستها، فيما أصبح طحان قائدًا عسكريًا فيها. ويُعدّ طحان القائد الحقيقي لـ (جيش الأحرار)، فيما كان يُعدّ الشيخ إلى ما قبل الانشقاق الواجهة القيادية له، كما هو وضعه الآن كقائد عام لـ (هيئة تحرير الشّام)، دون أن يكون له دور قيادي حقيقي فيها، وسط سيطرة (أبو محمد الجولاني) على مفاصل القرار العسكري والسياسي فيها.

انشقاق (جيش الأحرار) ليس الأول في صفوف الهيئة، فقد انشق عنها من قبل (حركة نور الدين الزنكي) التي تضم نحو 5 آلاف مقاتل، في تموز/ يوليو الماضي، إثر اندلاع القتال بين الهيئة والأحرار، والذي أدّى إلى تقلّص نفوذ الأخيرة في الشمال السوري، وخسارة أبرز معاقل الحركة، ومنها معبر باب الهوى الحدودي.




المصدر