أستانا في يومه الثاني…رسائل إقليمية ودولية متناقضة


صبحي فرنجية

تستمر، اليوم الجمعة، مفاوضات أستانا في يومها الثاني، والأخير، وسط تشابك الملفات وتفاوت الرؤى بين الأطراف المتفاوضة من جهة، والأطراف الراعية والمراقبة من جهة أخرى؛ الأمر الذي يجعل أي اتفاق، يتم مع نهاية اليوم، هو على شفير انهيار مسبق، وفق ما قال مصدر معارض متابع للمفاوضات.

المصدر قال لـ (جيرون): “في اليوم الأول من أستانا، أتتنا عدة رسائل: الأولى من الجانب التركي تؤكد لنا أنه لن يساوم على تهجير المدنيين من الجنوب، تحت أي ظرف كان، وأنه سيسعى لتحصيل اتفاق وقف إطلاق نار شامل. في حين كانت الرسالة الأميركية غامضة قليلًا، حيث أكد لنا الجانب الأميركي أن الأسد لن ينتصر، ما لم يتوفر له الدعم الدولي”، وعقّب المصدر قائلًا: “الإشكالية هي كيف سنفهم هذا الكلام، هل واشنطن تقف على الحياد الآن، أم أن واشنطن تقول إنها ستعرقل أي دعم دولي للأسد؟”.

أشار المصدر إلى أن الوفد الأوروبي (البريطاني-الفرنسي) قال: إنه “لا مستقبل لسورية بوجود الأسد”، وعدّ أن “العبارة ليست حازمة من جانب إبعاد الأسد عن السلطة، وإنما حازمة من حيث إنه في حال بقي الأسد؛ فلا مستقبل لسورية”. وكشف أن “الجانب المصري اليوم يحاول الدخول بقوة في ملف أستانا، وأعتقد أن دخوله سيكون من بوابة إعلانه عن رغبته في إرسال قوات مراقبة إلى سورية، لضمان تطبيق وقف إطلاق النار في المناطق الأربعة التي سيتم الاتفاق عليها نهاية اليوم”.

حول موقف المعارضة، قال المصدر: “قدمنا ورقة للمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، طلبنا فيها توضيحات عن تصريحاته الأخيرة التي قال فيها إن علينا أن ندرك أننا لن ننتصر على الأسد، كما أوضحنا له انقطاع المساعدات عن عشرات ألوف اللاجئين”.

مصدر معارض آخر قال لـ (جيرون): إن “أستانا اليوم سينتهي من الناحية العسكرية، لكن بتصوري سيكون هناك أستانا يبحث جوانب من الملف السياسي التي لا تستطيع الأمم المتحدة بحثها في مفاوضات جنيف، ما يتم في أستانا هو تيسير لجزئيات تحاول الأمم المتحدة أن تبقى بعيدة عنها، باعتبارها مظلة أممية”.

من جهة أخرى، قال دبلوماسي روسي: إن موسكو “أقامت توازنًا بين الطرفين، بهدف تقليص مخاوف المعارضة الرافضة للمشاركة الإيرانية من جانب، وتلبية المطلب التركي”، موضحًا في تصريحات لـ (الشرق الأوسط) أن ذلك سيتم من خلال “تعزيز دور أنقرة في الإشراف على نظام الهدنة في إدلب من الجانب الآخر”، في إشارة إلى أن تركيا ستكون المراقب في مناطق المعارضة، وروسيا وإيران ستكونان المراقب في مناطق النظام.

المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرينتيف، قال في تصريحات صحفية له، أمس الخميس من أستانا: إن “مهمتنا الرئيسية هي وضع اللمسات النهائية وإقامة أربع مناطق لخفض التوتر”، مضيفًا “نحن قريبون جدًا من ذلك”. وأكّد أن عددًا من الدول ترفض دورًا إيرانيًا في التسوية السورية، وأنّ روسيا ستواصل العمل ضمن مسار أستانا، والانخراط في وقت لاحق، في بحث مسائل التسوية السياسية للأزمة السورية.

واعتبر أن “الجميع مهتمون بأن يعم السلام على الأراضي السورية. والجميع يفهمون جيدًا ويدركون ويرحبون بكل العمل الذي يجري حول إقامة مناطق خفض التصعيد”، مشيرًا إلى أن “الدول الضامنة ستقوم بأعمال المراقبة، وهناك توافق مبدئي حول تشكيل لجنة ثلاثية (روسية، تركية، إيرانية)، مهمتها ضمان عمل تلك المناطق، باستثناء منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سورية”، في إشارة إلى اتفاق الجنوب الذي تم باتفاق روسي أميركي.




المصدر