مسلحو “داعش” يسيرون سالمين عندما تتوافق الدول الكبرى




على الرغم من خطورة تنظيم “داعش” الذي يتفق الجميع على توصيفه بالتنظيم الأشد إرهاباً في العالم إلا أنّ المئات من مقاتليه، وصلوا فجر الخميس إلى محافظة دير الزور، شرقي سورية، بعد توافق أميركي – روسي، وعدم اكتراث بالسخط العراقي من وصول مقاتلي التنظيم إلى منطقة قرب حدوده.

القافلة التي انطلقت من منطقة القلمون الغربي، قرب العاصمة دمشق، في 28 أغسطس / آب الماضي، والتي تحمل مئات المقاتلين من تنظيم “داعش” وعائلاتهم، سارت بحماية النظام السوري و”حزب الله” اللبناني، وطائرات التحالف، التي لم تقصفها بناء على طلب موسكو، بهدف إبعادها عن مراكز قوة النظام وحزب الله، على الحدود السورية – اللبنانية، وتأمين الطريق في وجه إمدادات الحزب.

مسيرة القافلة مرت بحالات جذب وشدّ مرات عديدة، حيث أعلن التحالف الدولي، في بيان سابق أنه طلب من روسيا إبلاغ الحكومة السورية بأنه لن يسمح للقافلة التي تتألف من 17 حافلة بمواصلة التحرك شرقاً، صوب الحدود العراقية، وفق المتحدث باسم التحالف العقيد ريان ديلون.

وأضاف أن الطائرات أحدثت فجوة في طريق عبور بين منطقة حميمة بريف حمص والبوكمال بريف دير الزور، ودمرت جسراً صغيراً، لمنع القافلة من التقدم شرقاً، كما قصفت عربات ومقاتلين من التنظيم كانوا في طريقهم لاستقبال المقاتلين المرحلين”.

كما انتقد الاتفاق بين تنظيم “داعش” وحزب الله وقال إنه ليس معنياً به، وذكر بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأميركي لدى التحالف في تغريدة له أنه يجب “قتل إرهابيي تنظيم الدولة في الميدان وليس نقلهم على متن حافلات عبر سوريا نحو الحدود العراقية دون موافقة العراق”.

وبدوره حذّر حزب الله من أن منع التحالف تحرك القافلة من شأنه أن يؤدي إلى موت محقق للمرحلين، ومن بينهم نساء وأطفال وكبار السن.

وفي وقت لاحق أعلن التحالف أنه ونزولا عند طلب روسيا أوقف مراقبته عبر الطائرات المسيرة قافلة حافلات تقل مقاتلين من تنظيم داعش ومدنيين يرافقونهم في الصحراء السورية قرب الحدود العراقية.

وحينها أبلغت موسكو التحالف عبر “خط تجنب الاصطدام” أن قوات النظام السوري ستمر عبر المنطقة في طريقها لمدينة دير الزور، طالبة إخلاء المنطقة من الطائرات الاميركية.

لكن الاتفاق بين حزب الله وتنظيم “داعش” أثار غضب الحكومة العراقية، لأنه يساهم في تكثير سواد مقاتلي التنظيم، الذين تحاربهم وتحاول طردهم من أراضيها، و سيكون بوسعهم الانتقال الى الجانب العراقي من الحدود وبالتالي العودة الى جبهات القتال ضد الحكومة العراقية، إلا أن ذلك لم تكترث له الاطراف الدولية.

وبدروه أيضاً، سمح النظام السوري، للقافلة التي تضم نحو 300 مقاتل و300 من أقاربهم بالمغادرة نحود دير الزور، بموجب اتفاق أبرم بين الحزب والتنظيم، مقابل تسليم أسرى وجثامين مقاتلين لحزب الله، وهي المرة الأولى التي يوافق فيها التنظيم علانية على إجلاء مقاتليه من منطقة كان يسيطر عليها.




المصدر