مليشيات النظام السوري تستولي على منازل مقاتلين بالجيش الحرّ في حي الوعر




استولى عدد من المقاتلين الموالين للنظام السوري، على منازل تعود لمقاتلين في الجيش السوري الحر بحي الوعر، وذلك بعدما هجّر النظام مدنيي الحي ومقاتليه إلى الشمال السوري، مُعلناً سيطرته على مدينة حمص.

وأبلغ مدنيون فضّلوا البقاء في الحي، أقرانهم الذين هجّروا إلى الشمال السوري، بوجود عمليات سيطرة على عدد من المنازل التي تعود إلى مقاتلين معارضين كانوا داخله سابقاً.

ولم يُعرف فيما إذا كانت هذه الممارسات هي عبارة عن تصرّفات من “الشبيحة” أو أنّها تأتي ضمن قرار من النظام بالسيطرة على هذه المنازل.

وتواصل “العربي الجديد” مع “رياض” وهو مقاتل في المعارضة السورية خرج من حي الوعر تجاه جرابلس بموجب اتفاق التهجير. وقال رياض، إنّ “جيرانه في الشارع الذي كان يقطن به في حي الوعر، أبلغوه منذ عدّة أيام أن أشخاصاً كانوا يرتدون ملابس عسكرية ومدجّجين بالأسلحة، توجّهوا إلى منزله ومنازل عدد من المقاتلين وحتّى المدنيين وقاموا بوضع إشارة “x” عليها”.

وأضاف أنه، أمس الأول الثلاثاء، أقدم عناصر آخرون على وضع صور بشار الأسد على بوابة المنزل واقتحموه ودخلوا إليه.

ولم يعرف رياض تحديداً فيما إذا كان هذا الاقتحام معنوياً لفرض سطوة النظام على منازل المعارضين، أم أنّ خطوة الشبيحة تأتي للسيطرة على المنزل بشكلٍ دائم، لكنه أشار إلى أن منزله ليس الوحيد، إذ إنَّ عدداً من المهجّرين من حي الوعر ولا سيما المقاتلين تعرّضت منازلهم لذات الأمر.

وبحسب ناشطين مطلعين على أوضاع حي الوعر بعد تنفيذ الاتفاق، فإن هذه الخطوة ليست جديدة، وإنّما بدأ التحضير الفعلي لها منذ خروج أهالي حي الوعر نحو شمالي سورية.

وقال “أبو عبدالله” وهو اسم مستعار لمدني خرج من الحي نحو محافظة إدلب، فضل عدم نشر اسمه حفاظاً على أمنه، لـ”العربي الجديد”، إنه “بعدما غادر الحي بساعات، أقدمت ميليشيات سورية محلية تابعة للنظام على التوغّل في الحي وتفتيش المنازل ومعرفة أصحابها الحقيقيين ونشاطاتهم داخل الحي قبل دخول النظام إليه”. وأشار إلى أن هذه الخطوة كانت متوقّعة، لكنه اعتبر أنّها “تأتي في سياق الحرب المعنوية التي يشنّها النظام وذلك من خلال استعراض صور الأسد على منازل المعارضين، وأنَّ “الشبيحة” غير قادرين على السيطرة على المنازل، لأن نقل ملكيتها ليس أمراً سهلاً بموجب القانون، حسب قوله.

ومنذ تنفيذ اتفاق التهجير وخروج 11 دفعة من المهجّرين من حي الوعر إلى الشمال السوري، كان هناك تساؤل يتردّد حول مصير منازلهم ومحالهم التجارية وسياراتهم وأملاكهم التي تركوها خلفهم قبل أن يغادروا الحي، ولا سيما مع الأعداد الكبيرة للمهجّرين وكثيرة الأصول التي تعود لهم، وسط عدم وضوح أفقٍ قريب لعودتهم في ظل تعنّت النظام.

وكان أهالي حي الوعر، والمقاتلون فيه قد خرجوا من حيهم في شهر إبريل/ نيسان الماضي، وذلك بموجب اتفاق أبرمته المعارضة مع الروس خلال شهر مارس/ آذار من عام 2017 الجاري.

وتأتي انتهاكات النظام على الرغم من تعهّد قدّمه الروس خلال إبرام الاتفاق، ينص على عدم سماح القوات الروسية لقوات النظام بإجراء أي ممارسات تؤذي المدنيين المتبقين داخله أو تطاول حرمة الحي.




المصدر