التقرير الشهري شهر آب/ أغسطس 2017



المحتويات

أولًا: نظرة إلى أهم مجريات الشهر

الضحايا الوضع الميداني المعارضة والعملية السياسية

ثانيًا: الضحايا

بيانات عن ضحايا شهر آب قراءة مرصد حرمون لبيانات شهر آب/ أغسطس 2017 ملاحظات على البيانات رسوم بيانية مقارنة

ثالثًا: التغييب القسري (الاعتقال -الخطف -الأسر)

بيانات عن التغييب القسري لشهر آب/ أغسطس 2017 ملاحظات على البيانات المتعلقة بالتغييب القسري أخبار عن التغييب القسري

رابعًا: النزوح واللجوء والجاليات

أخبار عن النزوح أخبار عن اللجوء والجاليات

خامسًا: المشهد الميداني

تطورات المشهد الميداني في مناطق الحرب على (داعش) تطورات المشهد الميداني في باقي المناطق خرائط السيطرة والنفوذ

سادسًا: المستجدات على مستوى النظام السوري وحلفائه

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على باقي المستويات

سابعًا: المستجدات على مستوى المعارضة السورية

على المستوى السياسي على المستوى العسكري المستجدات في مناطق سيطرة المعارضة

ثامنًا: المستجدات على مستوى تنظيم (الدولة الإسلامية – داعش)

على المستوى العسكري أوضاع الناس في مناطق سيطرة تنظيم الدولة

تاسعًا: المستجدات على مستوى القوى الكردية

على المستوى السياسي على المستوى العسكري أوضاع السوريين في مناطق سيطرة الفصائل الكردية

عاشرًا: المستجدات على مستوى العملية السياسية

حادي عشر: المستجدات في مواقف القوى الإقليمية والدولية المؤثرة وسياساتها

الولايات المتحدة الأميركية روسيا الاتحادية دول الاتحاد الأوروبي دول الخليج باقي الدول العربية إسرائيل تركيا الأمم المتحدة

ثاني عشر: إطلالة على الإعلامين العربي والدولي تجاه سورية

أولًا: نظرة إلى أهم مجريات الشهر

الضحايا: 1678 ضحية تم رصدها خلال هذا الشهر، 42 بالمئة منهم من المدنيين (703 قتيل)، و10 بالمئة منهم من الأطفال (136 طفلًا)، و6 بالمئة من النساء (102 امرأة). أما قاتل المدنيين الأول فكان سلاح الطيران، وبالتحديد طيران التحالف في حربه على تنظيم الدولة (داعش) 40 بالمئة من القتلى كان من نصيب الرقة لوحدها، 46 بالمئة منهم من المدنيين (302 قتيل مدني) من بينهم 85 طفل، أي ما يعادل 52 بالمئة من إجمالي الضحايا من الأطفال، ومن بينهم 48 امرأة يعادلون 47 بالمئة من إجمالي الضحايا من النساء. تلي الرقة في عدد الضحايا محافظة دير الزور التي قتل فيها 356 شخصا، بينهم 130 مدني، وغالبية القتلى في المحافظتين كان بسبب القصف الجوي من طيران التحالف. 975 مقاتلاً قضوا هذا الشهر، 583 منهم (60 بالمئة) في الرقة ودير الزور فقط، ومعظم هؤلاء ليسوا من أبناء المنطقة سواء كانوا من مقاتلي (تنظيم الدولة) أو (قوات سوريا الديمقراطية)، أو قوات النظام. وجزء كبير من مقاتلي (تنظيم الدولة) ليسوا من السوريين. خمس محافظات كانت هادئة نسبيا خلال آب، لم يسجل فيها عدد يذكر من الضحايا، وهي دمشق والسويداء والقنيطرة وطرطوس واللاذقية (12 قتيل للمحافظات الخمس) كان مؤلمًا بصورة خاصة هذا الشهر، مقتل عناصر الدفاع المدني السبعة (الخوذ البيضاء) على يد مجهولين في مبنى الدفاع المدني في مدينة سرمين بإدلب.

الوضع الميداني: على صعيد الحرب على (داعش) رصدنا هذا الشهر تقدماً كبيراً لقوات النظام مدعومة بسلاح الجو الروسي والميليشيا الطائفية الرديفة في البادية السورية، ودخولها المناطق الإدارية لمحافظة دير الزور، ونرصد تقدما أخف وتيرة لقوات سوريا الديمقراطية في الرقة التي تجاوزت سيطرتها حدود الـ 65 بالمئة من المدينة، وحشرت داعش في المربع الأمني الذي يتمركز فيه، ونرصد تزايد التصريحات التي تؤكد أن نهاية التنظيم في سورية أصبحت على مسافة شهرين تقريبًا. كان لافتاً انتعاشة قوات النظام المفاجئة، وهجومها الواسع باتجاه دير الزور، واستماتتها في السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من المناطق التي تحتلها (داعش)، مع جهود روسية كبيرة لضبط جبهات النظام الداخلية وتخفيف العبء العسكري عنها، لتمكين النظام من تشديد الجهد على جبهة دير الزور. هذا الانتعاش والمبادرة ما كان بالإمكان تصورهما قبل أشهر من الآن، ما يعني أن التطورات العسكرية عمومًا تسير في مصلحة النظام، في ظل الدعم العسكري الروسي والإيراني اللامحدود، وسيطرة الروس على الملف السوري، وتمكنهم من تجميد القتال في الداخل عبر الهدن ومناطق خفض التوتر والمصالحات، الأمر الذي سمح لقوات النظام بالتعبئة والهجوم باتجاه البادية. ساعد على ذلك أيضًا ضعف المعارضة المسلحة وتوقفها، وتوقف برنامج الدعم الأميركي لها. اهتمام النظام وحلفائه بدير الزور، يقابله اهتمام مقابل من قبل قوات سورية الديمقراطية وحلفائها، حيث تحدث بعض مسؤوليها عن عزمهم التوجه باتجاه دير الزور على الرغم من أن معركة الرقة ما زالت في منتصفها، وطبعًا لا يمكن تصور صدور هذه التصريحات من هؤلاء من دون توجيه من القوات الأميركية. يشير ذلك كله إلى أن ثمة سباقًا محمومًا غير معلن بين المعسكرين للسيطرة على مناطق دير الزور والحدود السورية العراقية، وفرض أمرٍ واقع فيهما. وفي سياق الحرب على (داعش) يستمر سقوط المدنيين وتستمر معاناة من لم يسقط، فـ (داعش) تحتمي بالبيوت، وتتخذ من المدنيين دروعًا بشرية، وتحاول قتل من يحاول الفرار منهم، سواء بالقنص، أم بالمفخخات المزروعة في الطرقات، وطيران التحالف يرى أن سقوطهم أمر طبيعي في حرب كهذه، وما زال هناك 20000 مدني على الأقل عالقين في جحيم الحرب في الرقة بين مطرقة طيران التحالف وقصف (قسد)، وسندان (داعش)، ولا أحد يكترث بهم. ويبدو أن هذه الحرب على داعش التي لا تأبه بحياة البشر ومعاناتهم، ستحول سكان الرقة معظمهم، وربما سكان دير الزور معظمهم في المستقبل القريب، إلى نازحين في المناطق التي تسيطر عليها (قوات سوريا الديمقراطية) في ريف الحسكة. تطور مهم أيضًا هذا الشهر يتعلق بالحرب على داعش، حيث حصل اتفاق غير متوقع بين (حزب الله اللبناني) و(داعش) يقضي بخروج مقاتلي داعش وأسرهم من القلمون الغربي إلى منطقة البوكمال التابعة لدير الزور على الحدود مع العراق. وقد حضر الأمين العام لحزب الله إلى دمشق، وحصل على موافقة الأسد على مرور القافلة في سورية، وخرجت القافلة بالفعل لكن قبل أن تصل إلى هدفها أوقفتها قوات التحالف، ومنعتها من الدخول إلى دير الزور، وما زالت عالقة في مناطق سيطرة النظام. على صعيد الوضع العسكري في إدلب، فالدلائل تشير إلى احتمال تعرض إدلب لحرب مدمرة للقضاء على الجهاديين الذين تجمعوا فيها، وفي مقدمتهم مقاتلو هيئة تحرير الشام التي سيطرت على المحافظة سيطرة شبه كاملة مؤخرًا، يعزز هذا التوقع البيان الخطر للمبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني الذي حمل فيه جبهة النصرة مسؤولية العواقب الوخيمة التي ستطال محافظة إدلب بسبب سيطرة النصرة عليها، حيث لن يكون بإمكان الولايات المتحدة في هذه الحال إقناع الأطراف الدولية بألا تتخذ إجراءات عسكرية، الأمر الذي يمكن قراءته بأنه رخصة أميركية للحرب على الجهاديين في إدلب. على صعيد الهدن، نلاحظ أنها محترمة بصورة معقولة في منطقة خفض التصعيد جنوبي سورية، وساهمت فعلاً في تقليص حجم العنف، ويعود ذلك على الأغلب إلى اهتمام إسرائيل والأردن بهذه المنطقة. أما هدنة الغوطة الشرقية فعلى العكس من ذلك، حيث يثم خرقها على مدار الساعة من قبل قوات النظام، أما هدنة ريف حمص الشمالي فقد خفضت العنف جزئياً، لكنها تتعرض لخروقات جدية من قبل قوات النظام، ما أدى إلى انسحاب عناصر الشرطة العسكرية الروسية من عدد من نقاط التماس الموجودين فيها. جيش الإسلام يكاد أن يحكم سيطرته على الغوطة الشرقية، ويكاد ينجح في إخراج هيئة تحرير الشام منها، بينما نجحت هيئة فتح الشام في السيطرة على مناطق إدلب معظمها، بما فيها الحدود التركية ومعبر باب الهوى، وقد أنشأت ما يشبه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأطلقت عليها اسم (سواعد الخير)، وأطلقت يدها لملاحقة البشر والتضييق عليهم. ولوحظ تصاعد الاحتجاجات الشعبية في مناطق وجود (هيئة تحرير الشام) للمطالبة برحيلها كان لافتًا هذا الشهر، طلب غرفة عمليات (الموك) التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية من فصيلين من فصائل الجيش الحر الرئيسة المحاربة في البادية السورية، وهما (قوات الشهيد أحمد العبدو) و(أسود الشرقية) التوقف عن قتال النظام، والانسحاب من البادية السورية باتجاه الأردن للخضوع لدورات تأهيل تمهيدًا للمشاركة في قتال داعش. عموماً، يوحي المشهد الميداني بأن القتال ضد النظام يخمد، وأن ميزان القوى العسكري أصبح راجحًا لجهة النظام وحلفائه، وأن الهُدن التي تفرضها روسيا أراحت النظام، وساعدته على تحرير قواته للتوجه نحو دير الزور، وأصبح واضحًا أن إنهاء داعش في سورية سيتم على يد قوات النظام المدعومة من الروسيين فنيًا وجويًا على جبهة دير الزور، ومن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الأميركيين فنيًا وجويًا على جبهة الرقة. المعارضة والعملية السياسية: تعيش هيئة المفاوضات أزمة يرجح ألا تتمكن من النجاة منها، بعد أن اتجهت القوى العظمى بوضوح إلى المحافظة على نظام الأسد في المرحلة الانتقالية، ورضوخ الآخرين لهذا المطلب، وبعد أن تورطت الهيئة بقبول الشركة الندية مع منصة موسكو القابلة ببقاء الأسد، ومنصة القاهرة المتساهلة في بقائه. وبعد أن حافظت الهيئة منذ تأسيسها على موقف صلب واضح من بقاء الأسد، يقوم على ضرورة رحيله مع بداية المرحل الانتقالية. لذلك تتعرض الهيئة بصورة خاصة، والقوى السياسية المعارضة بصورة عامة، لضغوطات كبيرة من أجل إحداث اختراقات في مواقفها تجاه الحل السياسي عمومًا، وملف الانتقال السياسي خصوصًا، نزولًا عند إصرار موسكو على ذلك من جانب، وغياب السيناريوهات البديلة من جانب آخر، ويرجح دعم إسرائيل لهذا التوجه من جانب ثالت. اجتماعات الرياض لتوحيد موقف هيئة المفاوضات مع موقفي منصتي القاهرة وموسكو لخوض مفاوضات جنيف القادمة بوفد موحد؛ باءت بالفشل بسبب الموقف من مصير الأسد ودوره في المرحلة الانتقالية، حيث تتمسك الهيئة بموقفها المعلن القاضي برحيل الأسد قبل بدء العملية الانتقالية، بينما ترى منصة موسكو أن ذلك شرط مسبق مرفوض. ديميستورا من جانبه يعلن أن محادثات جنيف ستكون في تشرين الأول/أكتوبر القادم، ويطالب المعارضة بالاستعداد لمفاوضات أكثر جدية وحسمًا. وأعلنت كازاخستان بدورها أيضًا أن جولة محادثات آستانة القادمة ستكون في منتصف أيلول الجاري. أما لافروف فطالب المعارضة بالواقعية والتخلي عن (الإنذارات النهائية). أما فورد، السفير الأميركي الأسبق في سوريا، فيبشرنا بأن الأسد سيبقى في الحكم، وأن إيران ستبقى، وعلى الجميع الاعتراف بهذه الوقائع والتعامل معها لأنها صعبة التغيير. يبدو إذن أن ثمة توافق بين اللاعبين الكبار على بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية على الأقل، وأن الحرب حسمت تقريبًا لصالحه، وأنه سيتجه للحسم العسكري الكامل في سورية حتى لو تطلب ذلك سنوات مستغلًا اتفاقات وقف إطلاق النار لصالحه.

على صعيد المواقف السياسية:

رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، يصر على منع إيران من تعزيز وجودها وإحكام سيطرتها على سورية، ويعلن استعداد إسرائيل للتدخل المباشر عند اللزوم لمنع ذلك. هذا ما قاله نتنياهو لبوتين في لقائهما هذا الأسبوع في منتجع سوتشي على البحر الأسود. أما رئيس النظام السوري بشار الأسد، فيرى أن كل هذا الثمن الذي دفعته سورية من خيرة شبابها، ومن بنيتها التحتية لم يذهب هباء، لأن البلد ربح بالمقابل مجتمعًا أكثر صحة وتجانسًا، هذا ما قاله الأسد بصلف في خطابه الذي ألقاه يوم الأحد، قبل يوم واحد من ذكرى مجزرة الكيماوي التي راح ضحيتها 1400 مدني سوري من أبناء الغوطة الشرقية، وكان لمرورها من دون عقاب الأثر الأكبر في استمرار مأساة سورية والسوريين، وتعميقها.

اضغط هنا لتحميل الملف




المصدر
مركز حرمون للدراسات المعاصرة