إعلام النظام و(ب ي د)… اتجاهٌ معاكسٌ أمام العدسات وتوافقٌ وتنسيقٌ تحت الطاولة
18 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017
زياد عدوان: المصدر
حاول إعلام النظام إلى جانب وسائل الإعلام الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) منذ العام 2011، طمس وتشويه صورة الثورة السورية وكتائب الثوار من خلال أسلمة الثورة ونقلها للمتابع على أنها ثورة تخريبية وثورة قتل وتدمير.
وعملت على ذلك العديد من وسائل الإعلام التي تتبع لميليشيا حزب الله اللبناني وغيرها من الميليشيات الشيعية وخصوصا محطات التلفزة الإيرانية، وكان نتاج هذه الحملة الممنهجة والمستمرة حتى تاريخ اليوم ظهور العديد من وسائل الإعلام التي تتبع للقائمين على الثورة السورية يقوم عليها مئات الناشطين الثوريين والإعلاميين من خلال توثيق جرائم القتل والتدمير والقصف التي قامت بها قوات بشار وميليشياته، والتي خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين، بالإضافة لتدمير مئات الآلاف من المنازل.
وفي المقابل، كثفت الإدارة الذاتية من الدورات التدريبية التي سعت من خلالها لتوظيف بعض الشبان في مجال الإعلام من أجل تغيير وطمس الحقائق الإعلامية التي تضر بالثورة السورية ونسب الكثير من الإنجازات لما تسميه ثورة روجآفا، ولكن مع ذلك لم يفلح الشباب الذين خضعوا لدورات في مجال الإعلام بالوصول إلى لهدفهم الحقيقي بسبب عدم اكتساب الخبرات والتجارب الكافية في مجال الإعلام وخصوصاً أن معظمهم لم يدرسوا الإعلام وغير ممارسين له إلا خلال فترة لم تتجاوز عدة أشهر.
واقتصر التقارب بين إعلام النظام وإعلام الإدارة الذاتية على إظهار الثورة السورية بأنها ثورة تدمير وقتل وذبح يقودها أشخاص معظمهم ليسوا سوريين قادمين من دول الخليج وأفغانستان وغيرها من تلك الدول، ولكن الحقائق التي تكشفت هي تسخير إعلام الطرفين للبدء بالحملات الإعلامية المستمرة والتي تحرض على معاداة قيم الثورة السورية وكتائب الثوار الذين استطاعوا من خلال إرساء دعائم التعاون في مناطق سيطرتهم على تغيير الصورة التي نقلها إعلام النظام وإعلام الإدارة الذاتية، التي سمحت لوسائل إعلام النظام بالدخول إلى مناطق سيطرتها لإجراء مقابلات تلفزيونية مع المدنيين الذين تعرضوا للترهيب ليتكلموا ما يمليه عليهم عناصر ميليشيا الآسايش.
وعملت معظم وسائل الإعلام الكردية خلال سنوات الثورة السورية على إيصال الصورة بشكل مغاير للحقيقة، وخاصة خلال فترة النزوح الجماعي للمدنيين في الأحياء الشرقية، حيث اشترطت الإدارة الذاتية في حي الشيخ مقصود على العديد من المدنيين أن يتحدثوا عن تعرضهم للضرب والإهانة ومحاولة قتلهم من قبل كتائب الثوار إذ ما حاولوا الدخول إلى الحي، وذلك كشريطة لدخولهم إلى حي الشيخ مقصود نهاية العام الماضي.
وبعد دخول العديد من وسائل الإعلام إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية وعلى رأسها قناة روسيا اليوم ومراسلي وكالة الصحافة الفرنسية، أصبحت وسائل إعلام النظام تدخل إلى الأحياء التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية من أجل متابعة تزوير الحقائق وتصوير بعض المدنيين الذين يمرون من مناطق سيطرة الإدارة الذاتية على أنهم هاربين من الأحياء الشرقية والتي يسيطر عليها كتائب الثوار، وقد استغل إعلاميو الإدارة الذاتية هذه الحالات لزيادة خبرتهم الإعلامية التي تضر بالثورة السورية ونسب الإنجازات لميليشيا قسد وهي تقوم بدحر “الإرهاب” في ريف حلب الشرقي.
وأمام هذا الأحداث قام إعلاميو الإدارة الذاتية بإجبار بعض المدنيين النازحين والقاطنين في مناطق سيطرتها على مطالبتهم لقوات سوريا الديمقراطية بالتوجه لتحرير مناطقهم من الإرهاب لكي يعودوا إليها.
وفي معلوماتٍ حصلت عليها “المصدر” من مصادر خاصة، أفادت عن إجبار رجل مسن نزح من ريف حلب الشرقي إلى حي الشيخ مقصود بتوجيه رسالة إلى قوات سوريا الديمقراطية للتوجه إلى مناطق ريف حلب الشرقي لتحريرها من الإرهاب، ولكن الرجل الذي ينحدر من قرية أم العمد تعثر بكلماته عدة مرات بسبب تواجد عناصر من الآسايش بقربه، كما تم تصوير العديد من المدنيين وأغلبهم من سكان الحي على أنهم نازحين من ريفي حلب الشمالي والشرقي وهم يوجهون رسالتهم لقوات سوريا الديمقراطية من أجل أن تقوم بتحرير مناطقهم من كتائب الثوار وتنظيم داعش.
ولأن الإعلام هو الناقل لجميع الأحداث و المجريات في سوريا استغل إعلام النظام تصوير المدنيين أثناء حصولهم على المساعدات الأممية في مناطق سيطرة الإدارة على أنهم هاربين من الأحياء الشرقية والتي يعم فيها القتل من قبل الإرهابيين بحسب ما يفرضه إعلام النظام على المدنيين من خلال تلقينهم كل كلمة يقولونها أمام الكاميرات التي يرافقها عناصره وخاصة الشبيحة الذين يقومون بترهيب المتحدثين أمام الكاميرات، وخلال تصوير أحد الإعلاميين التابعين للإعلام الروسي فلم وثائقي عن حي الشيخ مقصود، رافق عناصر من الشبيحة فريق التصوير الذي استطاع أن يصور بعض المدنيين في جامع معروف وسط الحي وهم يتحدثون عن قصف كتائب الثوار للحي واستهداف المدنيين بشكل مباشر ويومي، وعقب انتهاء التصوير حصل المتحدثون أمام الكاميرا على مبالغ مالية كبيرة لقاء مهاجمتهم كتائب الثوار، و اتهامهم بقتل المدنيين بسبب القصف الذي تعرض له الحي.
ويبقى التنسيق الإعلامي بين الطرفين بشكل كبير وغير متفق عليه، إذ أن الإدارة الذاتية قامت خلال العامين الماضيين بتدريب العشرات من كوادر الشبيبة في المجال الإعلامي في محاولة منها لإنشاء جيش إعلامي مهمته تزوير الحقائق الإعلامية إلى جانب إعلاميي النظام الذين يمارسون التشبيح الإعلامي على شاشات التلفزة.
[sociallocker] [/sociallocker]