الاستقرار يزيد خصوبة السوريين في تركيا



بلغ عدد الولادات السورية في تركيا -ما بين كانون الثاني/ يناير عام 2014، وتموز/ يوليو 2017- نحو 225 ألف طفل، وأفادت فاطمة بتول كايا وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية التركية أنّ نحو 508 آلاف طفل سوري يتوجهون إلى المدارس في تركيا، بحسب (ترك برس).

أكدت كايا، في أثناء افتتاحها مركزًا للأيتام، في مخيمٍ للاجئين في ولاية (شانلي أورفا) التركية الواقعة على الحدود مع سورية، يوم الجمعة الماضي، أن “الحكومة التركية ستستمر بتقديم الدعم النفسي والمساعدة الاجتماعية والطبية وغيرها، للاجئين السوريين”، وأنها استقبلت ما يقارب 3.1 مليون لاجئ سوري منذ عام 2011، بحسب الإحصاءات التركية.

الدكتورة غادة حمدون -وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل- قالت لـ (جيرون): إن أرقام الولادات المرتفعة التي أوردتها (كايا) تشير إلى أن الأسر السورية أخذت تشعر بالاستقرار في السنوات الأخيرة”، كما أن “الرعاية الطبية المجانية التي تلقاها المرأة السورية والأطفال المولودون ساهمت في خلق شعور الاطمئنان لدى الأسرة السورية؛ ما أدى بدوره إلى زيادة في نسبة الولادات”.

وكانت وزارة الصحة التركية قد كشفت في تقرير عام 2014، أن عدد ولادات النساء السوريات، منذ عام 2011 إلى عام 2014، وصل إلى نحو 48 ألف ولادة، خلال السنوات الأربع، فيما تم تطعيم نحو 874 ألف طفل، خلال تلك الفترة.

أوضحت حمدون أن السنوات الأولى للجوء السوريين “اتسمت بعدم إحساسهم بالاستقرار والأمان؛ وهذا أثر بدوره على الحالة النفسية للأسرة السورية، مع ما راكمته الحرب في النفوس”، كما “لوحظ ارتفاع في عدد حالات الطلاق، والعزوف عن الزواج”، إضافة إلى ارتفاع نسبة “الأرامل”، مع الضغط “المعيشي والأعباء المالية المرافقة”، كل ذلك أدى إلى “انخفاض في عدد الولادات السورية في تركية”.

يذكر أن عدد ولادات السوريين عام 2011 -بحسب تقرير وزارة الصحة التركية- بلغ “307 أطفال”، بينما كان في عام 2014 نحو “39 ألفًا”، وبالنظر إلى الأرقام؛ يمكن الاستنتاج أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسوريين كانت آخذة في التحسن، مع ملاحظة زيادة عدد اللاجئين مع تفاقم الأحداث، لكن هنالك استقرارًا اجتماعيًا أخذ يتشكل ويثبت.

ترى حمدون أن ذلك مؤشر على أن “عددًا جيدًا من الأسر السورية قد حسم أمره بالاستقرار الدائم في تركيا”، واستثنت “كبار السن” الذين يمكن أن يعودوا إلى سورية في المستقبل، إلا أن “جيل الشباب -وبخاصة بعد قرار التجنيس التركي- قد اعتاد عدد كبير منهم على الحياة الجديدة، وأخذ يبني أسرة ومستقبلًا بناء على هذه المستجدات”.

من جانب آخر، أوضحت حمدون أن زيادة “عدد ولادات اللاجئين السوريين”، داخل المخيمات في تركيا، يعود في جانب منه إلى حصولهم أيضًا على “رعاية صحية منتظمة ومجانية”، مع عدم وجود تكاليف للسكن.

يشار إلى أنه يتم تسجيل الولادات في تركيا كواقعة، في مراكز وزارة الصحة، فبعد الحصول على تقرير طبي موجه من المشفى أو المركز الصحي الذي حصلت فيه الولادة، يؤخذ (التقرير) إلى دائرة الهجرة، ويحصل ذوو المواليد الجدد، بعد نحو شهرين، على بطاقة الحماية المؤقتة (كيملك). يذكر أن تركيا لا تمنح الجنسية للمولودين على أراضيها، كما يحصل في عدد من دول العالم.




المصدر
حافظ قرقوط