من قَصّ أجنحتي إذًا؟

18 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017

4 minutes

في الحلم أبدو طائرًا

ويديَّ تُشبه غيمتين

الشمسُ ظلي والهواء صديقي

فرحٌ خفيف هزني

قمة الأشجارِ عِشقُ طريقي

من قَصّ أجنحتي إذًا؟

من ذا يصدِّق رؤيتي وجنون ذاكرتي وماذا تستعيد!

جدي البعيد

ربما هو لَقْلَقٌ

أو مَحضُ عصفورٍ يُغرد في الأماسي

من مُبدل الزغب الجميل على الجناح

بِخُطىً على أرضٍ تميد

من قَصّ أجنحتي إذًا؟

في الحُلم لا لغة لديَّ ولا حُروفًا

لستُ أحتاج اللُغة

فِكْرَتي مَحمولةٌ فَوقَ التَرَدُّدِ والأثيرْ

كمسيرِ ظبيٍ واضح العينين، في دِعَةٍ تسير

تأتي لمن أَرسلتُها كامِلةً

ساطعة المعنى

وملأى بالعواطفِ

والروائحِ

بالخفيفِ وبالمُثيرْ

بسيطةً مفهومةً

كتبادُلِ الشَهَقاتِ في حُمّى السَريرْ

أخالُ تِلكَ حقيقتي

فَمَنْ عَساهُ اغتالَ موهِبَةَ التواصلِ في دمي؟

وَرَمى إليَّ العَظْمَ رمزًا أو لغة

مَن أَرادَ لِرِحلَتي هذا المصيرْ؟

في الحُلم، لم أرَ كائنًا في عُلَبِ الكِبريت

لا سياجًا عاليًا

ولا جدارًا باليًا

ولا حديدًا للنوافذِ

باردًا ومقيتا

شجرٌ وأوراق شَجَر

تَشْتَقّ هَندَسَةَ المكانْ

وتنحني فيها الخُطوطُ

وتنتهي بِدوائر

وأخالُ تِلكَ غِوايَتي

أن أَستحِمَّ مِنَ الخُطوطِ المستقيمةِ والخزائِنَ والستائِر

مَنْ أَحرَقَ الغابات في روحي؟

وأَسكَنني بُيوتًا كالحظائِر

مَنْ سَنَّ مَسرى غُربَتي

عَن بيئتي الأُولى

لأصبح خاسرًا وابنًا لِخاسِر

في الحُلم يبدو الماء ناصيتي السعيدة

وكأن ماء البحر أُمّي

وقربَ قاع البحرِ تبدو الكائنات

مترفاتٍ بالتفاصيلِ الملونةِ الغريبة

حيث يَبدو الوقتُ لا يمضي على عَجلٍ

وما تيسَّرَ من شعاع الشمسِ

يَكشِفُ مهرجانًا للفقاعاتِ التي

تَمضي معًا للسطحِ

فيما تَعبُر الأسماك من حولي

كموسيقا الهُروب

أيّ سِحر عصًا تقود الانسجام

لينثني سربٌ بِكامِله

كما اللحنِ الطروب

هُنا أَعومُ برِفقَة الحيتانِ تَضرُبُ ذَيلها في الماءِ.. تلعَبُ

تَحتَفي بِسَفينةٍ تَمضي

وثانية تؤوب

الماء سِري

فمن رَماني فَوقَ ظَهرِ اليابسةْ

وَمَنْ أَزالَ غلاصِمي

والِملحُ في جَسدي بقايا البحر؟

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

سميح شقير