المعارضة السورية تحشد التأييد على هامش اجتماعات الأمم المتحدة



تسعى المعارضة السورية إلى حشد تأييد لمبادئها ورؤيتها في الحل السوري، وذلك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقد في نيويورك، في الوقت الذي قال فيه مصدر معارض إن المعارضة تريد سبر آراء المجتمع الدولي، حول مستقبل سورية.

عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني، بدر جاموس، والموجود في نيويورك، قال: “إن الشعب السوري ما زال يعاني في المخيمات، وفي الدول المجاورة، وفي سجون نظام الأسد؛ بسبب تأخير بدء عملية الانتقال السياسي التي نصت عليها القرارات الدولية”، ورأى أن “التأخير في العملية السياسية يخلق لديهم انطباعًا بفقدان الأمل”.

دعا جاموس الأممَ المتحدة إلى احترام “مؤسساتها التي أكدت أن نظام الأسد هو المسؤول عن الكثير من المجازر في سورية”، وإلى أن يكون لها موقف “يعيد ثقة السوريين التي فقدوها، خلال السنوات الست الماضية في ثورتهم”، وفق ما نقل موقع الائتلاف الرسمي.

أكد الائتلاف أن وفده إلى نيويورك (الذي يضم بدر جاموس إلى جانب عضو الائتلاف الوطني عبد الحكيم بشار، ووفد من الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة المنسق العام رياض حجاب) يهدف من زيارته إلى “إيصال مطالب الشعب السوري إلى العالم، والتأكيد على ثوابت الثورة، وتسليط الضوء على معاناة السوريين، في أحد أبرز المنابر العالمية التي تأسست لتحقيق السلام، وإنصاف الشعوب في العالم”.

في السياق ذاته، التقى رياض حجاب بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الإثنين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأثنى على مبادرة الرئيس الفرنسي الأخيرة بتشكيل لجنة اتصال من الدول الخمس دائمة العضوية، بالقول إن “هذه المبادرة تكسر محاولات القوى الحليفة للنظام احتكار صياغة الحل السياسي، وفق أطماعهم التوسعية وأجندات مد نفوذهم عبر الحدود”.

ودعا حجاب إلى “محاسبة بشار الأسد الذي قتل أكثر من نصف مليون سوري، وهجّر الملايين، ودمّر البينة التحتية، ومزق النسيج الاجتماعي السوري، وولّد الإرهاب”، وعدّ أن “خروجه وزمرته، من الذين ثبت تورطهم بارتكاب جرائم في حق السوريين، يُعدّ أحد أهم المطالب الشعبية، لإنهاء الدولة القمعية الدكتاتورية، والبدء بمرحلة جديدة من حكم المؤسسات والقانون”. وقال، وفق ما نشرت الهيئة عبر معرفاتها الرسمية: إن “الدعوة إلى بقاء بشار الأسد، خلال الفترة الانتقالية، من شأنها مفاقمة الأزمة القائمة، وإطالة أمد نظام فقد شرعيته”. وتابع: “نحن لا نملك تخويلًا من الشعب بذلك، وخصوصًا أنه فقد تأييد غالبية مكونات المجتمع السوري”.

كما التقى حجاب مع وزير الدولة لشؤون التنمية الدولية ووزير الدولة للشرق الأوسط، البريطاني أليستر بورت، موصلًا له رسالة مفادها أن “المعارضة السورية ملتزمة بالحل السياسي والانتقال السياسي الحقيقي والكامل في سورية”. وبحث الطرفان “سبل إيقاف الانتهاكات بحق الشعب السوري، وضرورة اتخاذ إجراءات فاعلة للقضاء على تحول بعض مناطق سورية إلى حضن للإرهاب وبيئة خصبة لانتشار أفكار التطرف والكراهية والاحتقان الطائفي”.

من جهة ثانية، قال مصدر معارض: إن وفد المعارضة السورية اليوم تغيب عنه الرؤية الحقيقية للمجتمع الدولي والدول الفاعلة حول مستقبل سورية، وما يحاول الوفد فعله -على هامش اجتماع الأمم المتحدة- هو سبر هذه الرؤى ومعرفتها، ثم محاولة التأثير فيها.

وأضاف المصدر ذاته، في حديثه لـ (جيرون)، أن “الرؤى والتصورات، حول الحل السوري، تتمخض بين الأطراف الدولية، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، ويمكن قراءة الدعوة المقدمة إلى المعارضة لحضور هوامش الاجتماع، من هذا الجانب”.

تابع المصدر: “في الحقيقة، التطورات المتسارعة في الملف السوري تعكس سعي الدول لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد، لكن لا يمكن التنبؤ بهذه النهاية، ولا سيما أن وقائع الأرض تقول إن واشنطن تسحب كل نفوذها وتأثيراتها على الملف السوري، لحساب روسيا؛ وهو ما يعني أن الجزار بدأ يستفرد بالضحية”.




المصدر
جيرون