تقارير: صفقة “ماكرة” بين كردستان وإسرائيل




كشفت صحيفة نيوزويك الأميركية أن وسائل إعلام تركية تزعم أن جماعات كردية متنافسة عقدت اتفاقاً لجلب مئتي ألف يهودي من أصل كردي لإعادة توطينهم في إقليم كردستان العراق، وذلك في صفقة سرية مقابل دعم إسرائيلي لاستقلال الأكراد.

وأوضحت المجلة أن تقارير ظهرت الأربعاء الماضي في بعض الصحف التركية تزعم أن زعيم إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني وافق على الترحيب بعودة نحو مئتي ألف يهودي إسرائيلي من أصل كردي إلى الإقليم.

وأضافت أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تقوم في المقابل بدعم البارزاني في محاولته لإقامة دولة كردية عبر الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان العراق يوم 25 أيلول الجاري، وسط معارضة من جانب معظم اللاعبين في المنطقة مثل إيران والعراق وتركيا.

وأشارت نيوزويك إلى أن تركيا تعارض إقامة دولة كردية مستقلة بينما تقوم لعقود بمواجهة حركة التمرد الكردي التي يقودها حزب العمال الكردستاني التي تعتبرها منظمة إرهابية.

تقرير المصير

وتحدثت المجلة بإسهاب عن دور الأكراد في القتال ضد تنظيم “داعش” في كل من العراق وسوريا، وعن الدعم الأميركي لهم في سياق هذه المواجهة ضد التنظيم.

ونسبت إلى اللواء يائير غولان، نائب قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق تصريحه الأحد الماضي، بأنه شخصياً لا يعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وأضافت أن إسرائيل لا تعتبره إرهابياً.

واستدركت بأن رئيس الوزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، صرح في وقت لاحق بأن إسرائيل تدعم إقامة دولة كردية لكنها تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.

وبالعودة إلى الاتفاق الكردي الإسرائيلي المزعوم، فقد أوضحت مجلة نيوزويك أن أحد التقارير التركية وصف الاتفاق بأنه “خطة كردستانية ماكرة”.

وأشارت إلى انتشار مجلة “كردية إسرائيلية” وقالت إنها تلقى رواجاً في إقليم كردستان العراق، لافتةً إلى أنها ظهرت للمرة الأولى عام 2009.

ونسبت إلى محلل الشؤون الكردية ديلمان عبد القادر، تشكيكه بهذه التقارير التركية، وقوله إن محاولة ربط الاستفتاء الكردي مع اليهود أو إسرائيل يُعد أمراً شائعاً في تركيا والشرق الأوسط بشكل عام.

وأضاف عبد القادر: صحيح أن هناك أكثر من 150 ألفاً من اليهود الأكراد في إسرائيل ولكن ليس لهذا الأمر صلة بالدفع بين الأكراد من أجل تقرير المصير.

المكان الوحيد

وفي شأن متصل قال الكاتب في صحيفة “معاريف” سيث فرينتسمان في تقرير مطول له إن المكان الوحيد في الشرق الأوسط الذي لا يُحرق فيه علم إسرائيل، بل بات يُرفع بصورة دورية، هو المناطق الكردية شمالي العراق، وحيث يوجد الأكراد في أنحاء أوروبا.

وقد جاء رفع العلم الإسرائيلي في هذه المظاهرات الكردية عقب صدور عدد من التصريحات الإسرائيلية الأخيرة المؤيدة لهم.

وأضاف “هذه ظاهرة جديدة وجديرة بالانتباه، لا سيما وأنها آخذة بالتزايد خلال الأسابيع الأخيرة استعداداً لإجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق للحصول على الاستقلال الذاتي”.

وأوضح أن عدداً من المدن الأوروبية مثل كيلن وجنيف وأوسلو شهدت رفع علم إسرائيل في مظاهرات عامة في هذه المدن خلال آب الماضي، وخلال الأسبوع الجاري رُفع هذا العلم في مدن بروكسل وهامبورغ وستوكهولم.

دولة كرديّة

وكانت وزيرة القضاء بدولة الاحتلال الإسرائيلي آييلت شكيد، اعتبرت أن من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة قيام دولة للأكراد في المنطقة، على أن تكون بداية في العراق، وقد حان الوقت لأن تدعم واشنطن هذا الأمر.

ومن وجهة نظر الكاتب فرينتسمان، فإن تأييد قيام دولة مستقلة للأكراد ليس موقفاً إسرائيلياً جديداً، فقد قال نتنياهو كلاماً مشابهاً في 2014، لكن الكلام الجديد يكتسب أهميته لأنه يخرج قبل أيام قليلة من الاستفتاء الشعبي في المنطقة الكردية بالعراق.

وختم بالقول “التأييد الإسرائيلي للأكراد يأتي كأنه رسالة إسرائيلية بأن من يؤيد في العالم قيام دولة فلسطينية مستقلة، فمن الأفضل أن يستعد لتأييد إسرائيل إقامة دولة كردية مستقلة”.




المصدر