مخيم عين الحلوة على صفيح ساخن



أكدت مصادر خاصة، من داخل مخيم عين الحلوة، لـ (جيرون) أن “الأوضاع الأمنية داخل المخيم تشهد توترًا كبيرًا، يهدد حالة الهدوء الهش، وأنه قد يشهد انفجارًا في أي لحظة، إن لم تبادر كافة الفاعليات إلى تبني موقف موحد من قائمة الطلبات الأخيرة للأجهزة الأمنية اللبنانية”.

لم تفصح المصادر عما وصفته “بالمطالب التعجيزية” لبيروت، إلا أنها شددت على أن جميع الأطراف داخل عين الحلوة تسعى للتهدئة، والتفاهم مع القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية؛ بما يقود إلى تجنيب الأهالي ويلات فصل جديد من الصراع والحرب.

تمثل مسألة المطلوبين المحسوبين على تنظيمات متطرفة، داخل المخيم، العقدة الأبرز أمام أي حل، حيث تؤكد الأجهزة الأمنية في لبنان أن عددًا من قيادات ميدانية داخل عين الحلوة استطاعت، خلال الأشهر الأخيرة، أن تبني خلايا تنظيمية وبؤرًا أمنية داخل المخيم، لكل من (داعش) و(النصرة)، وباتت بعض المربعات في عين الحلوة أشبه بالإمارات الإسلامية للتنظيمين.

أشارت مصادر (جيرون) إلى أن وضع المخيم الآن يشبه “الجمر تحت الرماد”، بخاصةً بعد أن قُطعت الاتصالات، بين ممثلين عن الجماعات الإسلامية داخل عين الحلوة، والقوى الأمنية اللبنانية، موضحين أن “جمال الخطاب رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة، وأبو طارق السعدي مسؤول (عصبة الأنصار) اتخذا قرارًا بعدم مغادرة المخيم”.

لفتت المصادر إلى أن الرجلين اتخذا هذا القرار، بعد أن وصلت جولات المفاوضات مع القوى الأمنية اللبنانية إلى طريق مسدود، وآخرها يوم الأحد الماضي.

يعد الرجلان أبرز من ساهم، من القيادات الإسلامية داخل عين الحلوة، في تهدئة الأوضاع والاستجابة لمطالب الدولة اللبنانية، ولعبا دورًا كبيرًا في حلّ الكثير من ملفات المطلوبين في المخيم، وتسليمهم للمخابرات أو الجيش في لبنان، إلا أن الرجلين -بحسب الكثير من المعلومات الواردة مؤخرًا- أبلغا معظم الفصائل الفلسطينية بأن مطالب الجيش والأمن اللبنانيين أصبحت غير قابلة للتنفيذ.

في السياق ذاته، لم تخفِ الفصائل الفلسطينية داخل المخيم مخاوفها من تطورات الأوضاع الأمنية في عين الحلوة، وانعكاساتها على ملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث عبّر مسؤولو حركة (فتح) في لبنان، في أكثر من تصريح لوسائل الإعلام خلال الأيام الماضية، بأن هناك مخططًا كبيرًا غير واضح المعالم يحاك للمخيم، وما يرجح هذا التصور الإنذارات الأخيرة لعدد من الدول، على رأسها فرنسا، لرعاياها بمغادرة لبنان؛ خوفًا من تدهور الأوضاع الأمنية، بسبب ما يدور في مخيم اللاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان.

يقابل المخاوف الفلسطينية تصعيد كبير من عدة أطراف لبنانية، أبرزها (حزب الله)، لإنهاء أي ملمح سياسي للمخيمات الفلسطينية، بذريعة إنهاء البؤر أو الجزر الأمنية (للإرهابين) داخل الدولة والتي يعدّ عين الحلوة أكبرها، ولا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهائها؛ ما يعني عمليًا الدخول في صراع مسلح بين المخيم والجيش اللبناني؛ يؤدي إلى إنهاء أكبر التجمعات الفلسطينية في لبنان؛ وبالتالي ضرب الوجود الفلسطيني برمته في دول الطوق، تماشيًا مع تسويات كبرى لم تتضح كامل معالمها بعد في المنطقة.




المصدر
جيرون