تبادل الاعتقالات بين الوحدات الكردية وميليشيات الدفاع الوطني: قصة حب لا تنتهي




سامية لاوند: المصدر

يبدو أن مشهد الاعتقالات بين الوحدات الكردية وميليشيات الدفاع الوطني التابع للنظام قصة لن تنتهي في مدينة القامشلي (قامشلو)، فما إن تهدأ الأوضاع بين الطرفين حتى يقوم أحدهما بعملية خطف واعتقال لأحد عناصر الثاني.

ويتقاسم كل من الميليشيات التابعة للنظام والوحدات الكردية السيطرة على المدينة حيث تستطيع أن تلمح في أحد الشوارع نقطة تفتيش لعناصر النظام وفي شارع آخر مقابل الأول نقطة تفتيش لوحدات الكردية دون أن يتم إطلاق طلقة نارية واحدة استنادا إلى اتفاقيات سابقة بين الطرفين، إلا أن الاعتقالات المتفرقة فهي قصة يحللها السياسيون والنشطاء بأنها فقط “لإبعاد الشكوك من وجود أية اتفاقيات بين الطرفين”.

فما إن أصيب عنصر من الدفاع الوطني قبل ثلاثة الأيام الفائتة على يد قوات الاسايش في أحد أسواق مدينة قامشلو حتى قامت قوات النظام باعتقال “لقمان احمي” وزير البيئة في الإدارة الذاتية وسكرتير حزب الخضر الكردستاني، وفي عملية رد على اعتقال “احمي” أكد النشطاء إقدام الوحدات الكردية على اعتقال عدد من عناصر المخابرات الجوية في المدينة.

مصدر في مدينة قامشلو رفض الكشف عن اسمه صرح لـ (المصدر) قائلاً “جاء اعتقال النظام لوزير البيئة لقمان احمي نظرا لتصريحه الأخير ضد إيران”،  قائلا “فكما تعلمون إيران هي بمثابة اب لسوريا، وأي كلام ضدها يعني كلام ضد النظام،  ربما الكلام ضد النظام أهون على عناصره من توجيه أي تهمة لإيران” على حد تعبيره.

“مصطفى جمعة” عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، قال بدوره إن “ميليشيا الدفاع الوطني قوة عسكرية رديفة لحزب البعث ولفكره وممارساته الشوفينية تجاه الكرد، ووجودها داخل قامشلو والمجتمع الكردي خطر على السلم والأمان في هذه المنطقة”.

وتابع حديثه: ولكن المأساة ليست في تبادل الاعتقالات بين المنظومة العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي وميليشيا الدفاع الوطني، بل في النهج الفلسفي السحابي والوهمي الذي تسير عليها تلك المنظومة بما يسمح لكل المكونات والأطراف الأخرى بامتلاك أسباب القوة الذاتية، إلا للمجلس الوطني الكردي وبيشمركة روج فهما محرومان من العمل والدفاع عن الساحة الكردية”.

وأضاف “جمعة” في سياق متصل لـ (المصدر): أجزم أنه لو كان هناك وحدة سياسية كردية وخطاب موحد، أو على الأقل توافق سياسي كردي في كردستان سوريا لكان النظام أو أدواته حسب ألف حساب قبل الإقدام على أية تصرفات شوفينية، أو محاولة نشر الخلل الأمني.

وكان “علي الحسن” المتحدث الرسمي باسم قوات “أساييش روجآفا” قد اتهم أمس من خلال بيان قيام ميلشيات الدفاع الوطني “بتفخيخ دراجة نارية ووضعها بشارع السياحي في مدينة قامشلو، ما أسفر عن استشهاد طفل في الرابعة من عمره، وإصابة ٧ آخرين تم إسعافهم على الفور من قبل فقة الطوارئ والاسعاف التابعة لقوات الآساييش”.

ولا تعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها. حيث تكررت خلال المدة الأخيرة في مدينة قامشلو اشتباكات بين الطرفين واعتقالات لتنتهي في أغلب الأحيان بعملية تبادل للأسرى أو تدخل جهات رسمية.




المصدر