سلة سوريا الزراعية.. خراب تحت وطأة الحرب




يواجه المزارعون في مناطق جنوب سوريا التي تعتبر سلة البلاد الزراعية مشاكل كبيرة أدت لتدهور أوضاع الزراعة وخسائر كبيرة، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات التي تأتي من مناطق سيطرة النظام، وعدم توفر المبيدات الزراعية الفعالة، يضاف إلى ذلك عدم وجود أسواق تستوعب الكميات الكبيرة من المحاصيل.
وتمكنت قوات النظام السوري من قطع خطوط الإمداد الرئيسة التي تزود محافظة درعا التي بالمحروقات، وذلك عن طريق سيطرتها على مساحات واسعة تتضمن نقاطا إستراتيجية في بادية السويداء على وجه التحديد ومناطق أخرى من البادية السورية.
وتسبب انقطاع إمدادات المحروقات من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في جنوب سوريا من محافظتي درعا والقنيطرة بارتفاع أسعار المحروقات عموما، وهو ما أدى لارتفاع أسعار مواد أخرى كالخضراوات والمياه.

ارتفاع الأسعار
ويقول عبد الله الغزالي وهو تاجر محروقات بريف درعا إن المعارك المشتعلة حاليا بين النظام السوري والمعارضة في البادية السورية وريف السويداء الشرقي ودير الزور أثرت بشكل كبير على تجارة المحروقات، وتسببت بارتفاع حاد في أسعارها.
وأضاف الغزالي في حديث للجزيرة نت أن عددا كبيرا من الذين كانوا يعملون على نقل المحروقات عبر ريف السويداء من الشمال السوري إلى درعا عزفوا عن عملهم بسبب تخوفهم من وقوعهم بأيدي قوات النظام السوري أو بأيدي قطاع الطريق، مضيفا أن هناك تحكما بالأسعار من قبل الموردين للمحروقات الموجودين بالشمال السوري.
من جهته، تحدث المزارع من ريف درعا كنان الربداوي عن حجم المعاناة التي يتعرض الفلاحون لها بريف درعا، ويقول إنه أجبر على التوقف عن ري محصوله من البندورة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات بشكل جنوني، مما أدى إلى كساد في سوق الخضروات وسط ارتفاع التكاليف وانخفاض الأسعار.
في السياق ذاته، قال مدير زراعة درعا الحرة السابق المهندس أنس الزوباني إن مجلس محافظة درعا الحرة وسكان المناطق الخاضعة للمعارضة في درعا لا يملكون أي طريقة تمكنهم من التخفيف من حجم الخسائر التي يتعرض لها قطاع الزراعة في المحافظة، الذي يعتبر العصب الرئيس للعمل في المحافظة.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الزراعة تعتمد بشكل كبير على مادة الديزل كونها تدخل في جميع مراحل العمل الزراعي منذ البذر وحتى جني المحاصيل الزراعية، ونقل المحاصيل إلى السوق والمستهلك، وبالتالي أي تغير بأسعارها من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على القطاع الزراعي بشكل كامل.

البحث عن بدائل
وأشار الزوباني إلى ان النظام قطع المحروقات عن المناطق الخارجة عن سيطرته بشكل كامل، “مما أدى إلى ارتفاع أسعارها عشرة أضعاف، فسعر اللتر الواحد ارتفع من 50 ليرة سورية إلى ما يقارب 450 ليرة”.
وأوضح أن مجموعة من الفلاحين لا تتجاوز نسبتهم 5% من مجمل الفلاحين قاموا بتجربة استخدام الري بالطاقة الشمسية للاستغناء عن مادة الديزل، ولكن بسبب ارتفاع تكاليف التحول لهذه الطريقة لم يكملوا التجربة فيها.
وقال إن تكلفة تحويل بئر واحد من العمل على الديزل للعمل على الطاقة الشمسية تتراوح بين 10 آلاف و12 ألف دولار، وناشد الحكومة الأردنية السماح بإدخال المحروقات لإنقاذ القطاع الزراعي فيه فلا بديل عن مادة الديزل.
وتبلغ مساحة محافظة درعا نحو 373 ألف هكتار مربع يتجاوز حجم الأراضي الزراعية فيها الثلثين، وتمتلك المحافظة أعدادا كبيرة من الأيدي العاملة في المجال الزراعي صاحبة الخبرة، بالإضافة إلى توفر المياه والمناخ الملائم لغالبية أنواع المزروعات.




المصدر