من الموصل..مقاتلون لـ”الدولة” يصلون درعا

microsyria.com متابعة

فيما تنحصر المساحات التي يحتلها تنظيم داعش في سوريا بشكل يومي مع اشتداد المعارك ضده على معظم الجبهات في الرقة ودير الزور، بات التنظيم يبحث عن بديل يمكنه من المناورة وإعادة الروح المعنوية لمقاتليه بعد جملة الخسائر التي مني بها مؤخراً.

في جنوب سوريا وجد داعش موطئ قدم له في مثلث الحدود السورية الأردنية مع الجولان المحتل في بقعة تسمى حوض اليرموك بريف درعـا الغربي يحتلها ما يسمى ” جيش خالد بن الوليد ” المؤلف من عدة فصائل متطرفة على رأسها لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى وسرايا الجهاد والتي بايعت البغدادي وأعلنت ولاءها للتنظيم. وفق ما نقله تلفزيون “أخبار الآن”.

مرحلة التوسع الأولى

استطاع مسلحو داعش في الجنوب التمدد إلى أربعة قرى هي ” تسيل وعدوان وسحم الجولان وجلين” والتي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة حتى منتصف شهر فبراير الماضي، مما مكنه من التحرك بحرية أكبر على الرغم من استمرار حصاره من قبل فصائل الجيش الحر التي أعلنت عن عدة معارك خلال الأشهر الأخيرة بهدف تحجيم قدرات التنظيم وتحرير المنطقة من جديد إلا أن ذلك لم يكن كافياً وفق ما يراه المراقبون للمشهد السوري.

في التاسع مع شهر حزيران الفائت بدأ الجنوب السوري مرحلة جديدة بعيد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه في العاصمة الأردنية عمان بضمانات أمريكية روسية والذي أتبعه التصريح الإيراني على لسان المتحدث بإسم خارجيتها بهرام قاسمي بأنه “غير ملزم” لإيران.

مخطط توسعي جديد

مصدر خاص داخل مناطق احتلال داعش في ريف درعـا كشف لمراسل أخبار الآن بأن التنظيم يخطط لمرحلة جديدة من التوسع تشمل بلدات الشيخ سعد وإبطع وحيط ومساكن جلين والتي تشكل خط التماس الوحيد بين مناطق نفوذه والمناطق التي تسيطر عليها قوات النظام .

وأكد المصدر بأن عشرات المقاتلين تمكنوا من الوصول مؤخرا إلى حوض اليرموك قادمين من مدينة الموصل العراقية ومن الشمال السوري، البعض منهم كان يشغل مناصب قيادية ومن بينهم أيضاً خبراء في تصنيع المفخخات .

كما أشار المصدر إلى خلايا التنظيم المزروعة في الريف الغربي لمحافظة درعـا والتي ستشكل دوراً محورياً في مخططه التوسعي الذي سيحول معظم جبهاته إلى خطوط تماس مع قوات النظام والميليشيات الموالية لها المتواجدة في مدينة الشيخ مسكين حيث تبلغ المسافة بينهما أقل من عشرة كيلومترات.

خلايا داعش في المناطق المحررة

من جهتها كثفت فصائل الجبهة الجنوبية عملياتها الأمنية ضد خلايا داعش في المنطقة، حيث استطاعت التشكيلات العسكرية كشف عدة خلايا مؤخراً وإلقاء القبض عليها كان أبرزها الخلية التي تمت مداهمة أوكارها مساء يوم الجمعة في بلدة إبطع والتي شملت أكثر من عشرين شخص من بينهم أمراء.

أبو بكر الحسن الناطق بإسم جيش الثورة صرح لأخبار الآن بأن “الخلية التي تم إلقاء القبض عليها تتجاوز مهمتها زعزعة الأمن في المناطق المحررة وتنفيذ عمليات اغتيال بحق قادة فصائل الجيش الحر إلى أهداف أكبر من ذلك وقد تمت العملية بعد دراسة أمنية موسعة وتم تنفيذها بنجاح”.

وأكد “الحسن” بأن التحريات التي قام بها جيش الثورة بيّنت وجود تنسيق عالي بين داعش وقوات النظام بأدلة مثبتة وفق قوله.

من المستفيد؟

إن حالة الجمود في خريطة السيطرة جنوب سوريا مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار شهره الثالث وبقائه متماسكاً دونما تحقيق الجيش الحر تقدماً ملموساً على الأرض ضد تنظيم داعش يضع الفصائل المقاتلة في موقف حرج أمام الحاضنة الشعبية من جهة وأمام المجتمع الدولي من جهة أخرى.

كما أن التنظيم الإرهابي أيضاً يحاول أن يثبت لمؤيديه بأنه لم يزل قادراً على القتال والسيطرة على مساحات جديدة ووضع ريف درعـا الشمالي المحرر تحت حصار مزدوج يشاطره فيه قوات النظام.

في حال استطاع التنظيم تنفيذ أهدافه فإن قوات النظام ستجد بدورها مبرراً يمكنها من اطلاق معارك جديدة في درعـا للوصول إلى الحدود السورية الأردنية بحجة “مكافحة الإرهاب”، إضافة إلى دفعها باتجاه إجراء مصالحات مع مدن كبرى كنوى وجاسم وإنخل والحارة التي طالما حاولت التقدم إليها سابقاً.