الفنانة (مي سكاف): نُريد دولةً مدنيةً لا يحكمها بشار الأسد وأعوانه




المصدر: رصد

منذ اليوم الأول للثورة السورية حسمت الفنانة السورية “مي سكاف” أمرها وقررت الانحياز لمطالب أبناء شعبها المُحقة، والوقوف في وجه نظامٍ ظالم، وتقول إن ثباتها على موقفها ليس أمراً شخصياً، وإنما يعوّل عليه الكثيرون، مؤكدةً أن الضعف في هذه المرحلة يُعتبر خيانة، وأنه لا بد من الثبات على موقفٍ موحدٍ للمطالبة بدولةٍ مدنيةٍ يسودها العدل ولا يحكمها بشار الأسد وزبانيته.

وقالت الفنانة “مي سكاف” في حوارٍ مع موقع “جيرون”، إنه على الثوريين الثبات على موقفهم، مشيرةً إلى أن “ثباتنا ليس شخصياً، وإنما يعوّل عليه الكثيرون، فهناك الكثير من السوريين الذين لا يزالون مضللين بادعاءات النظام، حول المؤامرة الكونية التي تستهدف البلد”، مؤكدةً “ثباتنا ليس ترفًا ولا فذلكة مثقفين، أو أناس لم يعيشوا الثورة. نحن جزء من الحراك الثوري”.

وأشارت إلى أنه حتى الصوت العلماني اليساري غير المسلح، كان يشكل خطورة على النظام، ولذلك أخرج “الإرهابيين” من السجن، في السنة الثانية من الثورة، حتى يقول للعالم “أنا أحارب الإسلاميين والمتطرفين”.

وأردفت “أكبر دليل على كلامي هو السؤال الكبير: أين هو عبد العزيز الخيّر وخليل معتوق؟ أين يختفي الناشطون السلميون؟ أكبر دليل أن ضابط التحقيق هددني، وأنا في فرع الأمن، بأن العصابات المسلحة ستقتلني، قال: ثمنك رصاصة، ولن تكون منا، بل من العصابات المسلحة. قالها بكل صراحة ووقاحة”.

وأضافت الفنانة “سكاف”: “لا أستطيع أن أتخلى عن أي كلمة قلتها، أو أن أبتعد عن أي موقف اتخذته، لا أستطيع أن أتغيّر، حتى إنْ خسرت كل شيء، وبالفعل أنا خسرت كل شيء، هذه ليست نزعة هوائية، إنما موقف ثابت، وأعتبرها خيانة كبيرة أن نضعف الآن، ولو أنه ليس لنا الكثير من التأثير، لأن ما يحدث أكبر بكثير منا”.

وعن تجربة اللجوء، وماذا أعطتها وماذا أخذت منها، قالت الفنانة السورية: “أخذتْ روحي، أنا خرجت مرغمة من سورية، بعد ثلاث سنوات على قيام الثورة، مُنعت خلالها من العمل ومن السفر، أخذوا بيتي، وكان هاتفي مراقباً، ولم أفكر بمغادرة البلد، لكن حين صدرت بحقي تسع تهم إرهاب، من بينها الخيانة العظمى؛ اضطررت إلى الخروج، تحت تأثير عاطفي من أمي وأختي وأهلي وأصدقائي. مررت بكل التعب الذي يمر به أي لاجئ، وفي النهاية أنا مجرد لاجئة، يعني مجرد رقم، ولا أريد أن أكذب على نفسي، أنا بنت سورية، وليس لدي ما يكفي من العمر، كي أؤسس خارج بلدي، لكن ينبغي عليّ ألا أيئس إلى أن تنتهي روحي، هذا ما أستطيع أن أفعله، أنا لا أملك غير كلمتي، أؤمن بالسلمية، وأؤمن بثورة الشعب السوري، وأتمنى إن جاء موتي أن أُدفن في سوريا”.

وعن دور المثقفين السوريين في بلدان اللجوء، شددت “سكاف” على أنه يجب “أن نستثمر كل منبر، مهما كان صغيراً، حتى لو كان في الشارع أو المقهى، كي نقول الحقيقة، ونذكر العالم أن الثورة السورية قامت من أجل الكرامة، وأن هذا النظام لم يكن قادراً أن يرد إلا بجوهره المتوحش، هذا الكلام علينا أن نكرره إلى أن نموت”.

وأضافت “ليس لدينا سوى وسيلة واحدة، أن نثبت على موقف موحد: نريد دولة مدنية، دولة مؤسسات، من دون جهاز أمني عسكري، نريد فصل السلطات، نريد قضاء نزيهاً، ونريد أن يسقط بشار الأسد وكل أعوانه والواقفين إلى جانبه، هؤلاء هم من يستحقون أن يكونوا في السجون وفي القبور. شهداء سوريا هم العهد، الشباب الذين رحلوا وتركوا رسالتهم لنا، أجسادهم رحلت عنا لكن أرواحهم باقية فينا، ويجب ألا نتنازل وألا نخون دماءهم”.




المصدر