تركيا تستعد لنشر قواتها في إدلب وسط ترحيب واسع من المعارضة



تزداد التحركات التركية على الحدود السورية، وداخلها من جهة إدلب، بالتزامن مع ثناء عريض من قبل المعارضة السورية حول على هذه التحركات، وتأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستنشر قوات في إدلب، بقوله: إن “تركيا ستنشر قوات في منطقة إدلب شمال سورية في إطار اتفاق عدم التصعيد”، وذلك في تصريحات لوكالة (رويترز)، أمس الخميس.

يأتي ذلك مع نية البرلمان التركي عقد جلسة طارئة غدًا السبت؛ بغية بحث تمديد تفويض الحكومة التركية لقيام الجيش بعمليات خارج الحدود في العراق وسورية، وقال نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب (العدالة والتنمية)، مصطفى أليتاش: إن “الجمعية العامة للبرلمان ستلتئم في الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي يوم السبت، من أجل النظر في مذكرة رئاسة الوزراء لتمديد التفويض”، وذلك بحسب وكالة (الأناضول).

وأكدت المذكرة الصادرة عن رئاسة الوزراء أن “المنظمات الإرهابية المتمركزة في شمالي سورية، كـ (داعش) وغيرها، تشكل تهديدًا للأمن التركي”.

على جانب المعارضة السورية، أعلن كل من الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات دعمهما المطلق للعملية التركية في إدلب ضد (هيئة تحرير الشام)، وشددا على أهمية الدور التركي في استئصال “سرطان الثورة” المتمثل بـ (القاعدة).

الأمين العام للائتلاف نذير الحكيم قال، خلال لقاء جمع الائتلاف مع مجلس محافظة إدلب، قبل يومين: إن الائتلاف “يدعم كافة التوجهات السلمية في رفض النظام وقوى الإرهاب معًا”، معربًا عن أمله في “انسحاب الذين غُرر بهم وانتسبوا إلى المنظمات المصنفة في خانة المنظمات الإرهابية”، وحذر في الوقت عينه “من عمل عسكري سريع ضد إدلب، على اعتبار أن (هيئة تحرير الشام) غدت واجهة لـ (جبهة النصرة) المصنفة من المنظمات الإرهابية عالميًا”، في إشارة إلى التحركات التركية وتحركات الجيش السوري الحر في المنطقة.

المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب ذهب إلى التأكيد المباشر على دعم الهيئة للتحركات التركية، حيث قال: إن الهيئة تقف مع أي عمل عسكري لتركيا والجيش الحر ضد (هيئة تحرير الشام) في إدلب، معتبرًا أن “القاعدة لم تخدم سوى النظام”، ووصفها بأنها “كالسرطان، دخل على الثورة السورية؛ فأساء إليها وصدّرها أمام العالم على أنها إرهاب، يقوم بشار وإيران بمحاربته”.

قال مصدر في الائتلاف لـ (جيرون): إن “المعارضة اليوم باتت تتحدث عن التدخل التركي ليس من باب الترجيح، بل من باب التأكيد، وذلك لإيصال رسالة إلى (هيئة تحرير الشام) مفادها أن لديها خيارين: تحل نفسها أو تتلقى مدفعية تركيا والجيش السوري الحر”.

أكد المصدر أن الائتلاف بدأ، منذ مدة، التحضير من أجل إدارة المنطقة، بعد سحب بساط الإدارة من (هيئة تحرير الشام)، موضحًا أن سعي الائتلاف يأتي في سياق تخليص إدلب من مجازر محتملة ضد المدنيين، في حال تُركت (النصرة) تدير المحافظة وتسيطر على كل مفاصل الحياة الاجتماعية للناس.

كما نبه المصدر إلى أن الائتلاف يأمل في أن تقوم الهيئة في حل نفسها بأسرع وقت ممكن، وإلا؛ فلن ترى في وجهها إلا البنادق والنار من كل الجبهات، سواء أكانت فصائل المعارضة، أم الجيش التركي الذي أعلن رسميًا أن الإرهاب على حدوده وبكل أشكاله بات يشكل تهديدًا على أمنه القومي، وسيتدخل لمنع أي تداعيات له على حياة الأتراك.




المصدر
جيرون