ندوة في “القوتلي”.. مأسسة العمل المدني في الشمال السوري



نظّم (منتدى القوتلي للحوار)، ندوةً حواريةً اجتماعيةً، بعنوان (منظمات المجتمع المدني في الشمال السوري: ما لها وما عليها)، ناقش فيها كلٌّ من المحامي عمر طيجان عضو مجلس محافظة حلب، والناشط عمار العبسي مدير (رابطة مهجّري حلب)، الصعوبات التي تواجه العمل المدني في الشمال السوري، وتحدياته الراهنة، بحضور فاعليات مدنية وثقافية، وذلك في مقر المنتدى في مدينة إعزاز.

استهلّ العبسي الندوة التي عقدت، الأربعاء الماضي، بتقديمه ملخصًا عن العمل الذي تقوم به المنظمات في الشمال السوري “من سدّ الاحتياجات الإنسانية، الطبية، والتعليمية، للمهجرين قسرًا والنازحين، وأبناء المنطقة”، لافتًا إلى أن أبرز المشكلات التي يعاني منها هذا القطاع  بالمجمل “غياب المركزية والتنسيق، وانتشار المخيمات العشوائية بين المدن والقرى”.

من جانبه، قدّم طيجان شرحًا عن آليات ترخيص المنظمات، مشيرًا إلى أن “غالبية المنظمات النشِطة في الشمال لم تُنجز هذا الإجراء، على الرغم من سهولة استخراجه من مجلس المحافظة؛ ما أفضى إلى غياب المركزية”.

شارك الحضور في الندوة، من خلال طرح مجموعة من الأفكار والمداخلات التي ركّزت على “افتقاد المنظمات للمسار المؤسساتي، وغياب التخطيط عن جلّ نشاطها، على الرغم من توفّر المستلزمات التنظيمية، والطاقات البشرية، فضلًا عن ابتعادها عن التخصّص؛ ما أدى إلى التخبّط في التنظيم، وإفساح المجال للداعمين في التحكم بسير العمل”.

بعض الفاعليات التي حضرت الندوة أكدت أن “المجالس المحلية قصّرت في تعاطيها مع ملف العمل المدني؛ ما أدى إلى تراجع الخدمات المُقدّمة، مستشهدةً بالمهجرين قسرًا الذين كانوا في الفترة الأخيرة محورَ عمل المنظمات المدنية والإغاثية”، حيث عدّت الفاعليات أن “العمل على هذا الملف بقي عشوائيًا، ولم يرقَ إلى المأمول، فضلًا عن الثبات على حالة الإغاثة والدعم الإنساني، عوضًا عن الانتقال إلى التنمية والإنتاج”.

توصّل الحضور إلى أن “العمل في المجال الإغاثي تحوّل -بالنسبة إلى عددٍ كبير من العاملين- من الهدف الإنساني إلى الارتزاق؛ ما يستدعي اتخاذ قرارٍ صارم بحق المنظمات غير المتعاونـة التي ترفض استصدار الترخيص كخطوة أولى لتحقيق المركزية، ومن ثم الانتقال بالعمل من الإغاثي إلى التنموي”.

اختُتمت الندوة بعدة توصيات: “الضغط على المنظمات لإجبارهم على تشكيل نواة محورية واحدة، تمثّلهم في عموم الشمال السوري. عقد اجتماعات دورية للمنظمات لبحث الاحتياجات وتوزيع المهمات. تطوير الكفايات الموجودة بين المهجرين والنازحين في الشمال السوري وإيجاد فرص عمل لهم. دعم فكرة وجود مكتب ارتباط وتنسيق بين مجلس محافظة حلب والحكومة التركية، الضغط على المنظمات للترخيص في مجلس محافظة حلب لكي يكون لهم قاعدة بيانات موحّدة. التأسيس الجدّي للانتقال من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة التنمية البشرية. إعادة إحياء ثقافة التطوّع بين الأُطُر العاملة في المنظمات. إنشاء فرق إحصاء قادرة على تحديد احتياجات المجتمع، سواء كانت إغاثية أو طبية أو تعليمية، وترتيبها وفق سلم الأولويات”.

(منتدى القوتلي للحوار) هو أحد المنابر الحوارية لمركز (حرمون للدراسات المعاصرة)، يُعنى بالموضوعات السياسية، الفكرية والاجتماعية، ويهتم بالحاضن الشعبي، لكونه اللبنة الأولى لإعادة بناء المواطنة وتكريس مفاهيم الثورة. آ. ع.




المصدر
جيرون