أكراد سوريا يتوجهون لصناديق الاقتراع وسط تحذيرات عشائرية وقبلية

microsyria.com القدس العربي

في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ سوريا المعاصر، يتجه أكراد سوريا اليوم الجمعة، إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم ضمن النظام الفدرالي الذي أعلنته الإدارة الذاتية المشكلة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، في شمالي سوريا، في حين حذر المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية من هذه الخطوة التي اعتبرها بداية طريق نحو التجزئة والتقسيم.
وتجري الانتخابات التي ستبدأ اليوم على ثلاث مراحل باختيار لجان محلية 22 ايلول/سبتمبر وتنتهي في كانون الثاني/يناير العام 2018 بانتخاب مجلس تشريعي لـ»روج آفا»، أي ما يعرف بغرب كردستان.

واعتبر الصحافي الكردي مصطفى عبدي المقرب من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أن الانتخابات التي ستجري الجمعة خطوة أولى باتجاه شرعنة الفيدرالية في شمال سوريا، حيث ستشمل مناطق الادارة الذاتية كافة التي قسمت إلى ثلاثة اقاليم هي، اقليم الجزيرة، واقليم الفرات، واقليم عفرين، بغطاء من انتشار القواعد العسكرية الأمريكية في الجزيرة والفرات والروسية في عفرين.

وأوضح عبدي في حديثه لـ»القدس العربي»، أن «النظام الفيدرالي الشمالي» الذي أعلن خلال مؤتمر الرميلان حدد 22 أيلول/سبتمبر لإجراء انتخابات الكومينات (الوحدات الصغيرة)، وفي 3 نوفمبر (تشرين الثاني) ستجري المرحلة الثانية بانتخابات الإدارات المحلية (انتخابات مجالس القرى، والبلدات، والنواحي، والمقاطعات)، أما في 19 يناير (كانون الثاني) 2018 فستجري «انتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي في شمال سوريا».

وأشار إلى أن 11 الفاً و581 شخصاً يتنافسون على الرئاسة المشتركة للكومينات /3 آلاف و 947 (مقعداً) كوميناً. كما ستجري انتخابات مجالس البلديات والمقاطعات في 3 تشرين الثاني من العام الجاري، وانتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي في 19 كانون الثاني لعام 2018، تمهيداً لتشكيل حكومة اتحادية في شمال سوريا، ستشمل إضافة إلى المقاطعات الثلاث – الجزيرة، الفرات، عفرين – الرقة، ومنبج.

كما أوضح عبدي ان مؤتمر الشعوب سيكون بمثابة برلمان يضم 300 شخص، ستتمخض عنه هيئة تنفيذية (بمثابة حكومة).
وكان أكراد سوريا قد أعلنوا في آذار/ مارس 2016 عن النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد التي قسموها إلى ثلاثة اقاليم هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب واخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب).

في المقابل أعلن المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية، رفضه للانتخابات التي سيجريها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، معتبراً هذه الخطوة بداية للتجزئة والتقسيم في سوريا. وجاء في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، إن سوريا أرضاً وشعباً مهددة اليوم من أزلام الدول المعادية للشعب السوري من أجل تفتيت الشعب السوري وتقسيم تراب سـوريا.

وحسب البيان، فإن الدعم الكبير الذي قدم للعصابات الإرهابية المسلحة التي جاءت من جبال قنديل والمدعومة بشكل كبير من أمريكا بحجة محاربة إلارهاب، ساهمت بقتل الشعب السوري ومساعدة نظام الاجرام، بتهجير أبناء محافظات الحسكة وديرالزور وريف حلب من أجل إجراء سياسة التغيير الديمغرافي بهدف تقسيم سوريا إلى دويلات وكانتونات وامارات.

ودعا البيان امريكا ودول العالم على وقف الدعم عن العصابات المسلحة الإرهابية ال bkk وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وما يطلق عليه اليوم قوات سوريا الديمقراطية وكذلك الوقوف بحزم تجاه محاولات ما يدعى تيار الغد الذي يسعى مع حزب العمال الكردستاني لتجزئة سوريا واقتسامها مع أعداء الشعب السوري عامة.

ويقول المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الاسعد، إن البيان الصادر عن المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية جاء من أجل قطع الطريق أمام كل من يعمل ويسعى إلى إجراء التغيير الديمغرافي في منطقة الجزيرة والفرات من قبل ميليشيا Pyd الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني.

وأضاف حديثه لـ «القدس العربي»، إن ميليشيات Pyd تسعى بكل الطريق الإرهابية إلى فرض الأمر الواقع في المنطقة بقوة السلاح وبدعم كبير من أمريكا وإيران وبتماهٍ كامل من النظام السوري الذي تنازل لهم عن محافظة الحسكة مقابل أن يقفوا معه في بقية المناطق فشكلوا معًا غرفة عمليات عسكرية وأمنية لضرب الثورة السورية ومحاربة الشعب السوري.

وأكد الأسعد على رفض المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية رفضاً قاطعاً للانتخابات المزمع إقامتها في الحسكة من قبل ال Pyd وكذلك تكريد المناهج الدراسية والسيطرة على المدارس والمعاهد والجامعات من أجل القضاء على اللغة العربية التي تعتبر اللغة الرئيسة للسكان العرب.
وأعلن الائتلاف السوري المعارض رفضه للانتخابات التي سيجريها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الجمعة ضمن النظام الفدرالي في شمالي سوريا، حيث قال إن جميع المشاريع التي تحاك بالالتفاف على إرادة الشعب السوري هي مشاريع باطلة وغير شرعية أو قانونية.

وأشار الائتلاف السوري في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، إلى أن الانتخابات المزعومة التي يحاول حزب الاتحاد الديمقراطي (بي يي دي) تسويقها لتمرير مشاريعه في سوريا، وإصراره على إجرائها، مستخدماً وسائل الترهيب كافة المستوحاة من أساليب عصابة الأسد، والقائمة على مختلف ألوان الضغط والتهديد بحق أبناء الشعب السوري.
وأكد على أن أي خطوة في اتجاه مستقبل سوريا لا بد أن تنطلق من قاعدة أساسها احترام حق الشعب السوري في الاختيار الحرِّ، وأن يحدد مستقبله دون تدخل أو إملاء.

وشدد البيان على أن الإصرار على تسويق أي خيار استباقي، بالقوة والإكراه، في توقيت مقصود، سواء جاء تحت اسم انتخابات محلية أو بلدية أو في ظل عناوين أخرى، هو انتهاك لحق الشعب السوري في تقرير مصيره ومستقبله، كما أنه محاولة واضحة للالتفاف على نضال السوريين الطويل في سبيل الحرية والكرامة.