أمسية أردنية تجمع الموسيقى البدوية مع العصرية

23 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017
4 minutes

لم يكن مشهد المزج بين الماضي والحاضر مألوفاً في أمسية فنية جمعت بين البداوة القديمة والحياة المعاصرة الحرة، بيد أنه كان فريداً من نوعه إلى حد التماثل والتجانس على رغم اختلاف الثقافتين.

ففي أمسية بعنوان «تراثي» ضمن مشروع «التوسّع إلى الداخل»، تلاشت القيود وردمت الهوة بين حياة البداوة والحياة المعاصرة من خلال التقاء الأنغام البدوية الأردنية من شتى منابتها بالألحان المعاصرة والآلات الغربية على مسرح واحد.

موسيقيون من محافظات أردنية عدة حضروا بتراثهم وأزيائهم القديمة إلى مسرح في عمّان لينسجموا مع فرقة «أوتوستراد» التي اشتهرت بالأغاني والموسيقى الحديثة، في لوحة فنية فريدة أنتجت إبداعاً موسيقياً مختلفاً.

لكل محافظة أردنية موروث فني عُرفت به منذ زمن، كمدينة العقبة التي اشتهر سكانها القدامى بالعزف على آلة «السمسمية»، ومن محافظة الرمثا آلة «المجوز»، ومحافظة «اربد» آلة «الشبابة»، ناهيك بأساليب الرقص المعروفة عند بعض المناطق الجنوبية خصوصاً.

فرقة «نسيم البحر» الآتية من «العقبة» للمشاركة في حفلة «تراثي»، قدّمَت أغنيتين ارتبطتا بتاريخ «العقبة»، هما «بنت يا أم الدبل» و «يا العقبة يا عروس البحر» التي تحاكي طبيعة المدينة الساحلية بإيقاعاتها وأنغامها الصادرة من آلة «السمسمية».

ويقول مرسي أبو عبدالله أحد أعضاء فرقة «نسيم البحر»، إن «المشاركة في الأمسية أخذت التراث العقباوي إلى مجالات أوسع، فقد طوّرنا آلة السمسمية المعتمدة على 6 أوتار وجعلنا فيها 19 وتراً مع الحفاظ على مظهرها، حتى نصل إلى بعض المقامات الجديدة التي تحتاج إلى التنوّع الموسيقي».

واستخدمت فرقة «اربد» آلة «الشبّابة» وإيقاع الطبل يرافقهما أداء قصيدة قديمة، في مزيج فني تفاعل الجمهور معه بالتصفيق خصوصاً أنه تميز بالإيقاعات السريعة ذات الطابع الحماسي.

وازدادت الحماسة بأشكالها وتنوعاتها مع فرقة «البادية الجنوبية» التي اعتمدت فقرتها على أداء رقصتي «الهجيني» و «السامر» على أنغام آلة العود، وهما رقصتان بدويتان عُرفتا قديماً للتعبير عن الانتصار والفرح بين القبائل الأردنية.

أما الفرقة القادمة من محافظة «الرمثا» فقدّمت أغنيتين عادت بالجمهور إلى أكثر من عشرين سنة، فأغنية «يا ظريف الطول» و «ردّي شعراتك» اشتهرت عام 1996 بأدائها على آلة «المجوز» في التراث البدوي.

واختلفت الأجواء مع فرقة «وسط المملكة» باستخدامها آلة «الربابة» الحزينة التي قُدِّم على أنغامها شعر بدوي يحتوي على العتاب والرثاء، وما هي إلا لحظات حتى دخلت فرقة «أوتوستراد» بآلاتها الغربية كالغيتار الكهربائي والبيانو، في مشهد حمل أهدافاً ورسائل فنية عدة.

ويقول ايفو دميرجيان عضو فرقة «أوتوستراد» إن مشروع «التوسّع إلى الداخل» هدفه إيجاد حالة تعاون بين فنانين من شتى المناطق بحيث يعرض كل فنان الهوية الفنية للمنطقة التي نشأ فيها.

ويوضح دمرجيان أن «المشروع بدأ بجمع الفنانين المعنيّين بتراث منطقتهم في كل محافظة أردنية، ومن ثم تسجيل الأغاني والمقطوعات الموسيقية على شكل ألبوم بعنوان «تراثي»، وبعدها قررنا إحياء 3 أمسيات للترويج لهذا المشروع وتعريف الجمهور العربي على الصورة الحقيقة للتراث الأردني البدوي».

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]