أهالي حي القدم الدمشقي على شفا التهجير




فادي شباط: المصدر

أفادت مصادر مُطّلعة في منطقة جنوب دمشق عن إبرام اتفاقٍ مبدئيٍ بين قوات النظام والمعنيين في حي القدم الدمشقي يقضي بخروج مقاتلي الحي ومن يرغب من العائلات المحاصرة فيه إلى الشمال السوري يوم الثلاثاء القادم.

وأكّدت المصادر لـ (المصدر) أنّ الاتفاق بُني على وجود مجموعة صغيرة من مقاتلي “هيئة تحرير الشام” بقيادة المدعو “صالح فضو” المُلقب بـ “الزمار” تُرابط على أطراف الحي، والتي كانت سباقةً ومُصرةً على إتمام الاتفاق بالرغم من سياسة المماطلة التي اتبعها فصيل “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” ووجهاء حي القدم في أملٍ منهم بإيجاد حل يضمن لهم بقاءهم في أرضهم بعزةٍ وأمان.

مصدر في حي العسالي رفض الكشف عن اسمه قال لـ (المصدر) إنّ الاتفاق يُحمّل الراغبين في البقاء بحي القدم مسؤولية حمايته أمنياً وعسكرياً من تنظيم “داعش” في تخوم حي العسالي تحت مظلة “التسويات” و”المصالحة الوطنية”.

اختلاف توجهات أبناء الحي بين “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” و”هيئة تحرير الشام” أدى إلى تعدد وجهات التهجير بين محافظة إدلب ومدينة جرابلس في الشمال السوري، بحسب المصدر.

وأضاف المصدر، ينقسم حي القدم إلى منطقتي “العسالي والجورة” الواقعتين تحت سيطرة تنظيم “داعش” ومنطقتي “المادنية وبور سعيد” الواقعتين تحت سيطرة “أجناد الشام” وأبناء الحي.

وقوع كامل مدينة الحجر الأسود وأجزاء كبيرة من مخيم اليرموك وحي العسالي تحت سيطرة تنظيم “داعش” أدى لفصل حي القدم عن بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم الواقعة تحت سيطرة كتائب الثوار، الأمر الذي وضع أبناء حي القدم بموقف ضعيف خلال المفاوضات الجارية.

وعلى إثر انتقال شباب من حي العسالي إلى حي المادنية يوم الثلاثاء الماضي آملين أن يُغادروا المنطقة مع المُغادرين، منع تنظيم “داعش” عبور الشباب من الحاجز الفاصل بين حيي المادنية والعسالي صباح يوم الأربعاء الماضي.

في ذات السياق، ضيّق عناصر النظام منذ يوم الأربعاء الماضي على المُهجرين في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم أثناء مرورهم من المعبر الإنساني الوحيد للمنطقة في مدخل بلدة ببيلا، حيث يقومون بمصادرة هوياتهم الشخصية ومنعهم من التجول إلا في نطاق مساحة 2 كيلو متر مربع في محيط المعبر، بالإضافة إلى تهديدهم بعدم السماح لهم بالمرور ذهاباً وإياباً.

وقال الناشط الإعلامي “قيس الشامي” لـ (المصدر)، إنّ التضييق يندرج كورقة ضغط على المُهجرين تزامناً مع فتح ملف منطقة جنوب دمشق مُجدداً، ليتم الرضوخ لمطالب النظام في عملية المفاوضات الجديدة.

وتتواتر إشاعات في البلدات عن نيّة أجهزة أمن النظام بحسم ملف منطقة جنوب دمشق في الأيام القليلة القادمة.

ويُذكر أنّ حي القدم يخضع لاتفاق “البلدات الأربع” المُبرم برعاية قطرية بين جيش الفتح وميليشيا حزب الله والذي ينص في بنده الأول على تثبيت وقف إطلاق نار شامل لمدة تسعة أشهر وإدخال مُساعدات إنسانية غذائية وطبية بصورة دورية طيلة فترة وقف إطلاق النار.




المصدر