“إسرائيل”: إيران تقترب من إنشاء قاعدة بحرية في سورية



تحدث وزير استخبارات الاحتلال الإسرائيلي (يسرائيل كاتس) مؤخرًا، عن اتفاقية مرتقبة، يجري الاشتغال عليها بين النظام السوري وإيران، في ما يخص أوضاع سورية. وقال (كاتس) في مؤتمر أمني في تل أبيب: “إن دمشق وطهران قريبتان من التوصل إلى اتفاق مماثل للذي أُبرم بين حكومتي سورية وروسيا، في تموز/ يوليو المنصرم، ويقضي بمواصلة قاعدة حميميم الجوية الروسية في ريف اللاذقية عملها، على مدى خمسين عامًا”. وأشار (كاتس) إلى أن “الحديث يدور عن قاعدة بحرية، وعدة قواعد لسلاح الجو والقوات البرية الإيرانية، علاوة على عشرات الآلاف من المسلحين الشيعة القادمين من الدول المختلفة، للقتال إلى جانب العسكريين الإيرانيين و(حزب الله)”.

(جيرون) سألت بعض الباحثين والسياسيين من سوريين وأحوازيين، عن قرب توقيع مثل هذا الاتفاق؟ ولماذا اليوم؟ وهل كان كلّ هذا التدخل الاحتلالي الإيراني، في الأوضاع السورية، من دون اتفاق؟

الباحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، الدكتور عبد الله تركماني قال لـ (جيرون): “مع اقتراب ساعة الحقيقة في سورية، بمعنى الإقرار بتقاسم النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية؛ ليس مستبعدًا توقيع مثل هذا الاتفاق، ويبدو أن الحضور الكثيف لإيران في سورية، كان بحكم واقع العلاقات القائمة بين البلدين، منذ سبعينيات القرن الماضي، ويبدو لي أن إيران، إزاء اقتراب ساعة الحقيقة، استدركت ضرورة توثيق هذه العلاقات، وترسيخ نفوذها عبر اتفاقات معلنة، كما هو حال روسيا مع النظام السوري، ولعل ذلك يكشف تخوف إيران من محاولات أميركا و(إسرائيل) للحد من نفوذها في سورية”.

وأضاف: “أعتقد أن هذا النمط، من العلاقات السورية الإيرانية، يدل على مدى التحاق سلطة آل الأسد بالمشروع الإيراني، ولكن مع اقتراب ساعة توزيع المغانم السورية، أدركت إيران ضرورة صياغة عقود إذعان سوري لنفوذها في سورية، ولكن مشروع التوسع الإيراني في المنطقة انطلاقًا من سورية أفقه مسدود في المدى المتوسط، مهما عقدت من اتفاقات”.

الإعلامي الأحوازي صباح الموسوي رئيس تحرير قناة (المحمرة) قال لـ (جيرون): “علينا بداية معرفة أن سورية تُعد جبهة عسكرية بالنسبة إلى (إسرائيل)، ولهذا لا يمكن لإيران الدخول في المعترك السوري بهذا الشكل من النفوذ السياسي والعسكري، دون موافقة القوى الكبرى و(إسرائيل) تحديدًا، وبما أن إيران أصبحت طرفًا رئيسًا في المعترك السوري، فإن الهدف من الاتفاق المزمع هو إعطاء صبغة رسمية لهذا الوجود، لكي يكبل سورية باتفاقات تحمي المصالح الإيرانية، في كل من لبنان وسورية، ويسهل المجال لإيران أكثر من قبل، لتكون على مقربة من فلسطين، حتى تقوم بدورها في تفتيت المجتمع الفلسطيني، على غرار ما فعلت في العراق وسورية، وهذا طبعًا فيه ضمان لمصلحة (إسرائيل)؛ إذ إن (إسرائيل)، طوال ستين عامًا مضت، لم تستطع التأثير على وحدة الشعب السوري، ولا استطاعت التأثير على وحدة الشعب الفلسطيني”.

وأردف قائلًا: “ما عجزت عنه (إسرائيل) تمكنت إيران من فعله في العراق وسورية، وسوف تفعله في فلسطين، إذا ما تمكنت من ضمان بقائها في دمشق، وهذا هو سبب الرضى الإسرائيلي عن الوجود الإيراني في الشام”.

الدكتور جعفر الهاشمي باحث أحوازي تحدث لـ (جيرون) قائلًا: “بتصوري أنه بعد التقارب الخليجي الروسي وما يتم تداوله حول تفاهمات بينهما، تتضمن اعتراف دول الخليج ببقاء الأسد، مقابل طلب الأخير من إيران مغادرة الأراضي السورية، لكن إيران الآن تسعى لإضفاء مزيدٍ من الشرعية للحؤول دون ذلك، وللبقاء في سورية، وأظن أن النظام السوري قد يفضل الروس على الإيرانيين، ما إن يحصل على ضمانات من الروس، بدعم خليجي ودولي للبقاء في السلطة ومساعدته في إعمار سورية. مع ذلك سيوقع اتفاق كهذا مع إيران”.

القيادي الأحوازي محمود أحمد الأحوازي أمين عام جبهة الأحواز الديمقراطية أكد لـ (جيرون): “أن العلاقة بين الفرس والصهاينة يجمعها العداء للعرب، وهذا يعني أن هذه الدول حتى ولو لم ينسقوا، فمصلحتهم مشتركة، والتوافق الضمني موجود. وتزويد إيران بالسلاح الإسرائيلي، في حرب إيران على العراق، معروف، وسكوت (إسرائيل) أمام وجود (حزب الله) في سورية أيضًا يبين ذلك، ونحن واثقون بأن الطرفين أعداء لنا، لكن خطر إيران اليوم، بسبب سرعة وتوسع نفوذها، في نظرنا، بات الخطر الأول، حيث إن (إسرائيل) جمد الشعب الفلسطيني تحركها، لكن إيران وهي (دولة إسلامية) توسعت وما زالت تتوسع”.




المصدر
أحمد مظهر سعدو