بلومبيرغ: كيف للاستفتاء الكردي أن يؤثر على أسواق النفط




تخطط المحافظات الكردية العراقية للتصويت على استفتاء حول الاستقلال يوم 25 أيلولسبتمبر، وهو استطلاع للرأي صنفته القوى الإقليمية والغربية والحكومة المركزية فى بغداد، على أنه عامل محفز لزيادة عدم الاستقرار فى منطقة مزقتها الحرب. ومن الجدير بالذكر أن  بعض الثروة النفطية للعراق موجودة في المناطق المتنازع عليها التي سيجري فيها الاستفتاء.

لماذا يجب أن يهتم سوق النفط بهذا الاستفتاء؟

تقول حكومة إقليم كردستان إن إقليم  كردستان العراق يمكن أن يحتوي على 45 مليار برميل من احتياطات النفط الخام، أكثر من نيجيريا العضوة في منظمة أوبك. ضخت المنطقة نحو 544.600 برميل من النفط يومياً في عام 2016، ومن المتوقع أن تعزز الإنتاج إلى 602.000 برميل هذا العام، وفقاً لما ذكرته منظمة ريستاد لاستشارات الطاقة في نيسان/أبريل. ويمثل إنتاج العام الماضي نحو 12 في المئة من إجمالي الاستهلاك العراقي، استناداً إلى البيانات التي جمعتها بلومبيرغ نيوز. وهذه الأرقام وحدها ستضع حكومة إقليم كردستان على نقطة المساواة مع قطر والأكوادور عضوتي أوبك.

ومن أجل تصديره إلى السوق تعتمد المنطقة الكردية غير الساحلية على خط أنابيب إلى ميناء جيهان في تركيا. وبلغت الصادرات الكردية 515.000 برميل يومياً في العام الماضي، وفقاً لإحصائيات البضائع التي جمعتها بلومبيرغ نيوز. وبلغت الصادرات 583.600 برميل يومياً حتى الآن هذه السنة.

مسار خط الأنابيب لنقل النفط من الإقليم الكردي في العراق
يقول الأكراد إن المنطقة تحتوي على 45 مليار برميل من احتياطات النفط
المربع الأصفر: أغلبية كردية، الخط الزهري: خط نقل النفط من كركوك إلى ميناء جيهان

هل يشكل الاستفتاء تهديداً لإنتاج النفط؟

لن يجري الاستفتاء في المحافظات الثلاث في المنطقة الكردية فقط، ولكن أيضاً في منطقة كركوك المتنازع عليها وعلى حقول النفط فيها، حيث اكتشف العراق لأول مرة النفط الخام في عام 1927. وتعتبر الحكومة أنه من غير القانوني بالنسبة لحكومة إقليم كردستان أن تشمل كركوك في الاستفتاء، وهددت بالانتقام. وقال أحمد العسكري رئيس لجنة الطاقة بمجلس محافظة كركوك فى مقابلة هاتفية: “إن ردود الفعل على الاستفتاء كانت صبيانية”. وأضاف: “نحن شعب سلمي ومستعد للتفاوض من أجل حقوقنا”.

يذكر أن القوات الكردية كانت قد استولت على الأراضي المحيطة بمدينة كركوك في يونيو/حزيران 2014، بعد فرار الجيش العراقي من مقاتلي الدولة الإسلامية، لكن بغداد ترفض الاعتراف بالسيطرة الكردية على المنطقة. وقال وزير النفط العراقي جبار لعيبي، في تصريح صحافي: “لدينا بعض الخلافات مع وزير الموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان على حقل كركوك”.

أما وزارة الموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان فرفضت  الرد على طلب بلومبيرغ بالتعليق. في حين قالت الوكالة الدولية للطاقة، فى بيان عبر البريد الإلكترونى، إنه نظراً لأن الاستطلاع غير ملزم، فإن الوكالة لا “تتوقع أي تغيير فوري للوضع الراهن فى هذا الوقت”، وستراقب التطورات في الوقت الذي تتضح فيه الأمور. وتقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتتبع الإمدادات من منظمة الدول المصدرة للنفط، بما في ذلك العراق، ثاني أكبر مصدر.

هل الصادرات النفطية معرضة للخطر؟

وأكبر خطر على الصادرات سيكون تركيا المجاورة، التي تعارض الاستفتاء؛ نظراً إلى أن لديها أقلية كردية مضطربة، في حال قيامها بإغلاق خط الأنابيب الذي ينقل ما يصل إلى 700.000 برميل من حقول النفط الكردية إلى جيهان، وفقاً لمتخصصين إقليميين في معهد واشنطن ومعهد المشاريع الأمريكية.

وقال المعهد إن إن الإغلاق التركي لخط الأنابيب من شأنه أن يقضي على المكاسب الأخيرة في صناعة الطاقة في إقليم كردستان، مشيراً إلى قيام الإقليم بدفع مستحقاته بانتظام لشركات النفط الدولية في العامين الماضيين، وتسوية المستحقات المتأخرة لبعض هذه الشركات، والاقتراح من قبل شركة روسنفت للنفط في روسيا لبناء خط أنابيب للغاز الطبيعي في المنطقة. وأضاف التقرير أن عمل أنبوب النفط دون انقطاع، منذ إعلان الأكراد الاستفتاء في حزيران/يونيو، يجب أن يطمئن شركات الطاقة.

هل هناك مخاطر على شركات النفط؟

تشمل شركات النفط العالمية المدرجة في البورصة العاملة في الأراضي الكردية شركة غلف كيستون للبترول المحدودة، وشركة جينيل للطاقة المحدودة، وشركة دنو آسا. تعمل شركة غلف كيستون في حقل شيكان الذي يبلغ إنتاجه 36.700 برميل في اليوم، في حين تنتج شركة دنو في حقل طاوكي. وفي أنحاء كركوك تقوم شركة نفط محلية، وهي مجموعة كار، بتشغيل حقول خورمالا وافانا وباي حسن. وقد قلت مخاطر التشغيل في المنطقة وسط التقدم الذي ذكره معهد واشنطن، والتقدم العسكري الأخير ضد الدولة الإسلامية في شمالي العراق.

وقال جون فيرير، الرئيس التنفيذي لشركة غلف كيستون، في مقابلة أجريت في 19 سبتمبر/أيلول: “إن صناعتنا هي أهم صناعة في المنطقة، ومن مصلحة الجميع أن يحميها”.

أين تكمن أهمية كركوك؟

يتنافس الأكراد والعرب والتركمان على السيطرة على كركوك؛ ممَّا يجعل المدينة التي تعتبر منطقة غنية بالنفط نقطة انطلاق محتملة للنزاع والتوترات، بعد اشتباكات بين الأكراد والتركمان خلال هذا الأسبوع بسبب الاستفتاء، قد تحتدم وتشتد. وصرح رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني أن مجلس النواب العراقي صوت لإقالة حاكم إقليم كردستان العراق؛ الأمر الذي ينهي الشراكة مع بغداد. وقال نائب وزير النفط العراقي فيض النعمة إن حقول كركوك الخاضعة للسيطرة الكردية تضخ 350 ألفاً إلى 400 ألف برميل يومياً. وقال خالد المفرجي، الذى يمثل كركوك فى مجلس النواب العراقي، فى مقابلة هاتفية: إنه “إذا كان الأكراد سيشملون كركوك بالقوة في عملية الاستفتاء، فإنها ستصبح بعد ذلك محافظة محتلة من قبل قوات غير عراقية؛ ممَّا سيلزم  رئيس الوزراء باتخاذ إجراءات لاستعادة هذه الأراضي”.

المصدر: بلومبيرغ
الرابط: https://www.bloomberg.com/news/articles/2017-09-20/iraq-s-kurds-seek-independence-what-impact-for-oil-markets  

Share this:


المصدر