اغتيالات أجانب “تحرير الشام” هل يقف وراءها الفصيل ذاته
24 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017
تزايدت في الآونة الأخيرة حالات اغتيال قياديين، في “هيئة تحرير الشام” معظمهم شرعيون، ومن الجنسية السعودية، على يد مجهولين، في محافظة إدلب، التي تسيطر الهيئة على معظمها، شمال غربي سورية.
حيث بلغ عدد القتلى في صفوف القياديين ستة، بينهم أربعة شرعيين، اثنان منهم يحملان الجنسية السعودية، إضافة إلى تونسي، وآخر مغربي.
وقُتل الداعية السعودي سراقة المكي، يوم الجمعة الماضي، برصاص مجهولين في مدينة إدلب، وهو خطيب جامع سعد بن أبي وقاص في المدينة، حيث جرت عملية إطلاق النار عليه بعد خروجه من المسجد الذي كان يخطب فيه.
وسبقه بيومين، مقتل أبو محمد الحجازي، المعروف بـ”المدني”، وهو سعودي الجنسية أيضاً، جرّاء إطلاق النار عليه من قبل مجهولين، قرب مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي.
وكان قتل مسؤول العقارات في “الهيئة”، أبو ياسر الشامي، في مدينة حارم شمال إدلب، برصاص مجهولين أيضاً، بالتزامن مع مقتل “أبو نسيبة التونسي”، مسؤول المنطقة الحدودية في الهيئة، على الطريق الواصل بين مدينتي حارم وسلقين، شمال غربي إدلب.
وتتزامن الاغتيالات مع توتر تعيشه “تحرير الشام” على خلفية تسريبات صوتية لقائدها العسكري “أبو محمد الجولاني”، قلّل فيها من شأن الشرعيين، واستقالة الشرعيين السعوديين عبد الله المحيسني ومصلح العلياني، وانشقاق “جيش الأحرار”.
يقول الناشط السياسي، المطلّع على أمور الفصائل السورية، مازن رسلان، لـ”صدى الشام” إنّ، “هناك احتمالان لاغتيال الشرعيين في الهيئة، أولهما أنّ الهيئة عملت في الأونة الأخيرة على اجتثاث فصائل، وارتكاب أخطاء كبيرة حتى بحق المدنيين، وهذا ما لم يوافق عليه الشرعيون، فلجأت إلى تصفية كل من يعلو صوته”.
ويضيف أنّ، “هذا بدا واضحاً من خلال التسريبات الصوتية لقياديين عسكريين في الهيئة، أبرزهم “الجولاني” ققّوا فيه من شأن الشرعيين، ووصفوهم بالـ”المرقّعين”، الذين يغطون على انتهاكات وبشاعات العسكريين”.
وعن الاحتمال الثاني، يقول “رسلان” إنّ، “من الواضح في الآونة الأخيرة توجه الهيئة نحو الاستماع للدول الخارجية، ورغبتها بالعمل السياسي، بعد أن بات وضع إدلب محسوماً لدى الدول الكبرى، وهذا برز من خلال ردّها على التصريحات الأميركية والبريطانية، التي وصفتها بـ”الإرهابية”، فواجه سياساتها تلك قياديون وشرعيون، فردّت بإسكاتهم من خلال تصفيتهم، حتى يخلو التنظيم من الأجانب، ويمكن دمجه في أية عملية سياسية مستقبلية”.
وتضم “هيئة تحرير الشام” المكوّنة من عدة فصائل أبرزها فتح الشام” (النصرة سابقاً)، الكثير من الأجانب في صفوفها، بينهم سعوديون، يعمل معظم في الوعظ والدعوة الشرعية.
وكانت “تحرير الشام” سيطرت على معظم محافظة إدلب، بعد مواجهات عسكرية استمرت لأسابيع مع حركة “أحرار الشام الإسلامية” ومن ثمّ طرحت خطوات لتشكيل إدارة مدنية للمحافظة.
[sociallocker] [/sociallocker]