بالصور…. وسائل نقل جديدة في الغوطة الشرقية




عمران أبو سلوم: المصدر

يبحث وحصانه في تلك الطرقات عن عمل جديد، خلفهم العربة التي ستكون الوسيلة المميزة للنقل في غوطة دمشق، بينما يضرب حصانه بعصاه ويجوب شوارع ومدن وبلدات الغوطة، هناك على الطرقات من ينتظره ليركب معه وينتقل للمكان الذي يريد، أو هنالك من ينتظره ليأخذه طلبا من مكان لآخر.

الحصان في الأمام والعربة في الخلف، صورة لا يمكن تخيلها ببساطة في القرن الواحد والعشرين في سنة التطور والحضارة “2017”، بل هي حقيقة وجدة في العصور القديمة وأصرت ان ترافقنا في زماننا هذا.

طنابر النقل ليست حضارة أو تخلف بل هي حاجة وضرورة في هذا المكان، لم يكن أبو سطيف (أحد العاملين على طنابر النقل) فرحاً بل كان متعبا لخروجه منذ الصباح يتأمل الطرقات المحفرة والأبنية المدمرة وأمامه فرسه يفكر بها وبطعامها وبطعامه هو وعائلته المكونة من احدى عشر فرداً.

هل سيكون الألم النابع من جوف الحصان والظاهر على جبين أبو سطيف كافياً ليوجه أنظار الملايين للقضية السورية التي باتت أمام عيونٍ أغمضها تراب الأرض، أم هنالك أمل يساعد أبو سطيف ويعينه بشكل مستمر على ان يطور عربته لتصبح قادرة على حمل أكثر من عربات النقل التي كانت تعمل على المحروقات؟.

“المحروقات”، بالنسبة لأهالي الغوطة الشرقية، هي كلمة تحمل بين حروفها معانٍ كثيرة، ولكنها ليست قيّمة بمعناها فقط ولا بحب الدول الأوربية لها فحسب، بل أصبحت تسمو وتعلو بقيمتها المادية التي من الصعب ان يتخيلها البعض بسبب ارتفاع سعرها وندرتها.

“السيارات”، باتت في عداد الموتى وأصبحت من المخلفات التي انتجتها الحرب، فالصورة تتكلم والحصان يتألم وما بين عيون الناظرين كلمات وعبر كثيرة، وأطفال ربما ترعرعت في سنين الحصار لا تعرف سوى السيارات المحطمة والمركونة في جوار المنزل كهيكل عظمي لا روح بداخله، فالسيارات لا تتحرك الا لإنقاذ أرواح الناس بعد القصف ولإسعافهم.

لهذا السبب فكر أبو سطيف وغيره من أصحاب طنابر النقل والتي أصبحت وسائل نقل جديدة بابتداع الطرق الحديثة في الغوطة والقديمة في الكوكب ليساعدوا الناس على التنقل ونقل بضاعتهم ويساعدوا أنفسهم أيضا في العيش والاستمرار في مواجهة الحصار.




المصدر