(بشار الأسد) يتخلَّص من مصوِّري والده الذين رافقوه على كرسي الرئاسة




المصدر: رصد

أمضى المصور عمار عبد ربه 20 عاماً من حياته في القصور الرئاسية، ما بين حكم حافظ الأسد ووريثه بشار، معاصراً بكاميرته تفاصيل في حياة الرئيسين، الأب يكره الصور الشخصية، ويفضّل الصور الجدية التي تظهره بحزم، الأمر الذي نسفه برمّته خليفته في الحكم، وفضَّل الصور “العفوية غير الرسمية”.

ولكي يحقق بشار ذلك الهدف تخلَّص من مصوِّري والده الذين رافقوه على كرسي الرئاسة على مدى 30 عاماً، وجلب آخرين لديهم القدرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.

ويبدو أن اهتمام بشار الأسد الذي له في رئاسة البلاد قرابة 17 عاماً بالصور نابع عن هوس بها، يقول عبد ربه في حوار أجراه مع موقع (newsdeeply) إنّ الرئيس يملك مختبر تصوير، يطبع صوره الخاصة بنفسه، ويعمل على تكبيرها.

ولم يخل لقاء كان يجمع بين عبد ربه وبشار الأسد إلا وتنهال الأسئلة التقنية عن آليات التصوير للمصوِّر، يسأله مثلاً عن كيفية التعامل مع الإضاءة والكاميرات المختلفة، والأهم من ذلك كيفية إيصال رسائل محددة من خلال الصور.

يكشف عبد ربه أن الرسالة التي كان بشار الأسد يحرص على إيصالها للصحافة الغربية قبل 7 سنوات، أي قبل اندلاع الحرب في بلاده هي صورة الوالد المرح، الذي يمكن الوصول إليه والتحدّث معه. مؤكداً أن بشار وزوجته أسماء الأسد كانا يسعيان للانفتاح على الغرب.

ويؤكد عبد ربه أن بشار كان مهتماً حقاً بتصوير نفسه بشكل مختلف عن التصوير الرسمي، وكان في بداياته يعارض التقاط أي صور “بورتريه” تقليدية له، ومن أجل ذلك، طرد المصورين القدامى المتبقين من حقبة والده والذين خدم بعضهم في القصر الجمهوري لثلاثين عاماً، وأحضر عدداً من المصورين الشباب لتقديم الأشياء بطريقة جديدة، علماً أن بشار يتحدث دائماً في لقاءاته الإعلامية، مع الصحف الغربية تحديداً، عن هواية التصوير التي مارسها منذ طفولته حينما كان يمتلك مختبراً لتحميض الصور في منزله.

ويقول تقرير الموقع الأمريكي إن بشار الأسد أسس لنوع مختلف من البروباغندا، ففي العام 1990 مثلاً، وهو العام الذي التقط فيه عبد ربه، أولى صوره الخاصة لحافظ الأسد، لم يكن هنالك أي صور للأخير وهو يضحك أو يلوح بيديه أو يقوم بأي فعل إنساني، لكن بشار قدم سياسة مزدوجة في صناعة البروباغندا، حيث احتفظ بتلك السياسة الصارمة في الصور الموجهة للشعب السوري التي يجب أن تظهره كقائد قاس يحكم البلاد بقبضة حديدية من دون رحمة، عبر صوره الرسمية الجافة، بموازاة حرصه على تقديم رسالة أخرى للغرب على أنه رجل وزوج وأب ورئيس لطيف في الوقت نفسه، عبر صوره مع زوجته أسماء وابنه حافظ أو صوره وهو يقود سيارته بمفرده على سبيل المثال.




المصدر