ماذا يحدث في سلمية : تفاصيل و تحليل الوضع

ماهر اسبر هناك حالة من التخويف والتهويل تقوم ببثها أطراف تابعة للشبيحة في مدينة سلمية، بأن مدينة سلمية في خطر وأن المجموعات التابعة لتنظيم الدولة بالشرق قد يدخلونها، هذا الكلام غير صحيح بالمطلق ولم يعد يوجد في هذا الوقت أي احتمال له وخصوصاً بعد الانسحابات الاخيرة والاتفاقات التي اجراها النظام مع الدواعش وانسحاب معظمهم للدير او لمناطق البوكمال وبعد أن طوقهم من جهة الشرق، و في هذا المنشور سأقوم بتفنيد المناطق الثلاثة القريبة من سلمية ووضع كل منها : - أولاً - - تنظيم داعش في شرق سلمية : 1- العناصر الذين يعتبرون من تنظيم داعش بشكل فعلي عددهم بأقصى حد لا يتجاوز 700 وهم محاصرين في بقعة عرضها من الشمال للجنوب لا يتجاوز 25 كلم و عمقها من الغرب حتى الشرق لا يتجاوز40 كم وتمتد من الشمال الى الجنوب بشكل خطوط من القرى الخط الأول من هذه القرى هو من اتجاه جبهة بري، ابو حبيلات، ابو حنايا، الحردانه، عكش، الخريجة، خطملو، كدتشية، أم ميل، سلام السلامنه، سلام العرب، عروشونه. الخط الثاني من اوتستراد الرقة، مسعود، مسعدة، حمادة عمر، سوحا، رسم العوابد، ام توينه، الجابرية، ام الريش. الخط الثالث، وادي العزيب، المكيمن، دكيله، رسم الأحمر، رسم الضبع، عقيربات، المشيرفه، المعضمية. الخط الرابع والأخير، الشرقي، الحانوته، الخضيرة، النعيمية، جروح. واقصى ما تستطيعه هذه المجموعات هو الدفاع عن نفسها لعدة أيام في حال استمر الهجوم عليها، أما أوضاع المدنيين من تلك المناطق فهم بأصعب الحالات بسبب الحصار وانقطاع جميع الموارد والقصف اليومي عليهم ما اضطرهم أكثر من مرة للمخاطرة بالعبور ليلاً بين حواجز النظام رغم اطلاقه النار عليهم وقد نفذ بهم عدّة مجازر عندما قاموا بالسابق بمحاولات للهروب إلى مناطق ادلب ومنهم من دخل مدينة سلمية في الأيام الأخيرة رغم التهديدات الهائلة التي يتعرضون لها من الشبيحة والابتزاز وغيره. 2- الصواريخ التي تسقط على مدينة سلمية، جميع سكان سلمية اصبحوا يعلمون نوعها ومداها، هي صاروخ غراد متوسط يمكن لشخصين إطلاقه وهم راجلين لانه لا يحتاج لأكثر من قاعدة فردية يمكن حملها والسير بها من قبل شخص واحد وصاروخ يمكن أن يحمله شخص واحد أيضاً لأن وزنه 45 كغ، المدى الأقصى لهذا الصاروخ لا يتجاوز 12 كم وأما اقرب تواجد فعلي للدواعش يمكن أن يصلوا إليه لو قاموا بالتسلل باتجاه سلمية هو 18 كم كخط نظر. في حال كان مُطلقي هذه الصواريخ مجموعة تابعة لداعش "وهذا شبه مستحيل " فهم متخفين في مناطق تحت سيطرة النظام ولديهم مستودع وامكانيات محدودة وأمرهم مسألة أيام ويكشفوا أو تنتهي ذخيرتهم. أما الرواية الأقرب للواقع والتي اصبحت شبه مؤكدة بمعلومات أن مطلقي الصواريخ هم من قرية العثمانية أو من المخرم يأتون بسيارة واحدة ولا يتم تفتيشهم على الحواجز وهم يتبعون لشبيحة أل سلامة التابعين للمخابرات الجوية الذين قاموا بتعفيش وسرقة الكثير من المناطق وأيضاً بشراء الكثير من العقارات بعد انهيار اسعارها أو بالاستيلاء عليها بسبب نزوح أهلها، هذا بالإضافة لتضررهم من انتهاء داعش في المنطقة وتوقف تجارتهم معها، حيث أنهم كانوا يبيعون ويشترون من الدواعش كلّ شيئ، يشتروا منهم النفط والأثار ويبيعوا لهم الذخيرة والمواد المعيشية مثل الخضار والأدوية والمرابح التي يجنونها بشكل يومي تقدّر بملايين الدولارات، وهؤلاء المجموعة حلّهم بيد أهل سلمية الذين سبق وتعاملوا معهم، وبقليل من الضغط من قبل الأهالي وخصوصاً الشريحة المؤيدة في داخل المدينة سيتوقف القصف بعد أن يتأكد هؤلاء أنه لا أمل من تهجير السكان بالإبقاء على فزاعة داعش والتخويف بها، وهذه المجموعة هي وراء نشر إشاعة خطر داعش على المدينة الأن وقدّ قاموا بهذا الأمر في الحقيقة بعد زوال خطرها وهم اصحاب المصلحة بكل مايحدث من ابقاء داعش في الشرق للتجارة معها وتهجير المدينة وابقاء سلطتهم عليها . 3- حصل اتفاق منذ ثلاثة أيام بين النظام والمجموعات التابعة لتنظيم داعش في الشرق، وضمن الاتفاق أن يقوم النظام بتسلّم هذه المناطق والسيطرة عليها مقابل إخراج من تبقى من الدواعش وأسرهم إلى مناطق أمنه وأقامة مخيمات لهم والقرى المطلوب تسليمها هي جميع القرى التي ذكرتها ببداية المنشور مع كامل أسلحة المجموعات التابعة لداعش ماعدا السلاح الفردي، ولكن توقف الاتفاق لأن أطراف بالنظام عطلته وماقلته بالبند السابق يُدلل على من له مصلحة بهذا التعطيل. - ثانياً - - منطقة ريف حمص الشمالي : هذه المنطقة هي أولى المناطق التي تم الاتفاق عليها في الاستانة لتكون منطقة منخفضة التصعيد، والغالبية العظمى من المجموعات المقاتله فيها هم مجموعات محلية يتبعون إما للجيش الحر أو لحركة أحرار الشام وهم مع اتفاق وقف اطلاق النار بشكل كامل بل حتى انهم يقاتلون لتثبيته، وهناك مجموعة يريدون انهيار الاتفاق لانهم خارجه ولا يتجاوز عددهم 300 الى 400 عنصر تابعين لهيئة تحرير الشام واقصى ما يستطيعون فعله هو القيام " بغزوة " على حدّ قولهم على أحد الحواجز لاغتنام الذخائر والأسلحة، لأنهم محاصرين بشكل كامل ومنذ خمسة شهور لم يدخل لهم ولا صندوق ذخيرة واحد، وحتى المجموعات المتواجدة بالمنطقة دائماً هم على صدام معهم بسبب قيامهم بمثل هذه الهجومات. - ثالثاً - - منطقة ريف حماة الشمالي : هذه المنطقة التي قامت هيئة تحرير الشام وعدة فصائل بالحشد عليها وفتح جبهتها في الأيام الماضية، بدلاً من أن تكسب مناطق جديدة بالهجوم الذي قامت به هيئة تحرير الشام خسرت في أول يوم فقط أربع نقاط وتراجعت للخلف، كما قتل تقريباً 300 عنصر تابعين للهيئة وخسرت الكثير من العتاد، ومثلاً في ضربة واحدة للطيران الروسي تم اعطاب خمس دبابات تابعين لجيش أدلب الحر. وهذه الجبهة الوحيدة التي تملك المجموعات إمكانية للحشد عليها هي بعيدة جداً عن سلمية، والمحور الوحيد الذي تستطيع الدخول منه لريف حمص الشمالي هو من جهة قرية جنان أي أنه بعيد عن سلمية حوالي 22 كم، ويوجد بينهم وبين سلمية الكثير من النقاط العسكرية المنتشرة في تلك المنطقة وأيضاً من الجهة الأخرى يوجد مجموعة القرى العلوية مثل معان والكبارية وكوكب وكراح والسمرة ومريود والمبطن والفان الشمالي والفان الوسطاني والفان الجنوبي وطيبة الاسم والشيخ علي كاسون والصبورة وغيرها، وبعد هذه الأحداث اعتبرت المعركة فاشلة بالكامل ويمكنكم متابعة مايصرّح به قيادات في الهيئة نفسها عن هذا الأمر، وكان التدخل التركي الأخير في الشمال وعلى الحدود حجة للجولاني لكي ينسحب من المعركة ويسحب كامل قواته من هذه الجبهات حيث أنها اصبحت شبه خالية ليحشدها في الشمال ويعيد تمركزها في تلك المناطق. - أخيراً : ما أود قوله أن الكلام الأن عن خطر على مدينة سلمية هو غير صحيح بكل تأكيد والنظام عندما يقوم ببث مثل هذه الإشاعة فهو يريد من ذلك تهجير المدينة والاستيلاء على القليل الذي يملكه أبناؤها، أو ابقاء حياتهم محكومة بالخوف والرعب ليبقوا تحت حكمه ويبقى هو حاميهم.