رغم الرفض الدولي.. أربيل تبدأ عملية التصويت على الاستفتاء



بدأت، اليوم الإثنين، عملية التصويت على استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق عن بغداد، حيث توجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع، وقد خصصت حكومة الإقليم نحو 12 ألف مركز لهذا الغرض، على أن يستمر التصويت حتى الساعة السادسة مساءً، وذلك بالتزامن مع رفض دولي لهذا الاستفتاء.

يحق لنحو 5 ملايين شخص المشاركة في الاستفتاء الذي يشمل أربع محافظات داخل الإقليم هي (أربيل، دهوك، حلبجة، السليمانية)، إلى جانب محافظة كركوك، وعدد من المناطق الأخرى المتنازع عليها، بين الإقليم والحكومة المركزية في بغداد.

الاستفتاء تم بعد أن أصرّ رئيس الإقليم مسعود البرزاني على المضي قدمًا في العملية، على الرغم من الرفض العراقي الرسمي والدولي الإقليمي للموضوع، بغرض الانفصال عن بغداد. إلا أن البرزاني رد على المواقف الدولية الإقليمية بالقول: “لن نعود مطلقًا إلى شراكة فاشلة، بعد أن أصبح العراق دولة دينية طائفية، وليس دولة ديمقراطية”.

أضاف البرزاني في خطاب له، قبل يومين، أن “الاستفتاء لا يعني إعلان الاستقلال فورًا”، وإنما هو بداية، لما وصفها، بـ “محادثات جادة مع بغداد لحل المشكلات العالقة، ومن بينها الحدود والنفط”.

في سياق ردات الأفعال العراقية والدولية على المسألة، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في تصريحات لوسائل إعلام عراقية أمس: “إن الاستفتاء قد يؤدي إلى تمزيق وحدة العراق”، محذرًا مما وصفها بـ “عواقب وخيمة لهذه الخطوة”. وأشار إلى أن “بغداد لن تعترف أو تتعامل مع الاستفتاء ونتائجه؛ لأنه مخالف للدستور والتعايش السلمي”، وأكد أن الحكومة “ستتخذ خطوات لاحقة، لحفظ وحدة البلاد ومصالحها”.

في السياق ذاته، ذكرت وزارة الخارجية التركية أن “أنقرة ستتخذ كافة التدابير في ضوء الصلاحيات التي يمنحها القانون الدولي والبرلمان التركي؛ إذا تعرض أمنها القومي للخطر من جرّاء استغلال الإرهابيين وعناصر متطرفة للوضع الذي سينجم عقب الاستفتاء في الإقليم، وضد أي تهديد لأمنها القومي، في عموم العراق”.

أضافت الخارجية التركية، في بيان صدر عنها اليوم الإثنين، أن “تركيا لا تعترف باستفتاء الانفصال الذي يُنظَّم في الإقليم الكردي شمالي العراق؛ لأنه يفتقد كافة أنواع الشرعية والأسس القانونية، سواء بالنسبة إلى القانون الدولي أو الدستور العراقي”، مشددة على أن “نتائج الاستفتاء ملغاة أيًا كانت”، وفق (الأناضول).

من جهتها، أوقفت طهران حركة النقل الجوي إلى مطاري أربيل والسليمانية، استجابةً لطلب من مجلس الوزراء العراقي، شدد فيه على ضرورة أن توقف جميع الدول التجارة مع الإقليم، إلى جانب دعوته حكومة الإقليم إلى تسليم المعابر الحدودية.

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال اتصال هاتفي مع العبادي، أمس الأحد: إن “الاستفتاء خطر على وحدة العراق واستقرار المنطقة”، مشددًا على أن “طهران تؤيد كافة الإجراءات التي تتخذها الحكومة العراقية، بهدف الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه”.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية ذكرت، في وقت سابق الأسبوع الماضي، أن “واشنطن ترفض بقوة الاستفتاء”، مؤكدة أن “المجتمع الدولي بأسره يعارض أيضًا هذا الاستفتاء”. وحذرت واشنطن من أن “إجراء الاستفتاء يقوض فرص حصول مفاوضات بين الإقليم وبغداد”، مشيرةً إلى “خطر توقف الدعم الدولي لهذه المفاوضات”.

في الشأن ذاته، طالب عدد من الدول والمنظمات الأممية -أيضًا- حكومةَ الإقليم بالعدول عن إجراء الاستفتاء، من بينها السعودية والأمم المتحدة؛ إلا أن حكومة الإقليم رفضت كل الدعوات، وأصرت على تنظيم التصويت على الانفصال في موعده. (م.ش).




المصدر
جيرون