تحوّلوا إلى إناث هرباً من الخدمة العسكرية




في ظاهرة غريبة على المجتمع السوري، شاعَ الحديث مؤخراً عن تحويل بعض الشباب لجنسهم عبر إجراء عمليات جراحية، بهدف الفرار من ملاحقة قوات النظام السوري لهم، وتفادياً لسوقهم إلى الخدمة العسكرية.

منطقة جرمانا الواقعة في جنوب شرق مدينة دمشق شهدت حالتين وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ”صدى الشام” حيث أقدم شابان على إجراء عملية تحول جنسي وباتا فتاتين غير ملزمتين بالالتحاق بقوات النظام والخدمة العسكرية، لكنهما لا يزالان في الهوية والنفوس ذكرين.

خطوة ناقصة

تروي “رنا” وهي من سكّان جرمانا لـ “صدى الشام” حكاية شقيقها الذي أجرى عملاً جراحياً كي يصبح أنثى، بعد أن وافق كل من والديه على إجرائه تلك العملية، ليتخلص من الخدمة العسكرية خصوصاً مع عدم قدرته على السفر خارج سوريا.

تقول “رنا” إنها لم تكن موافقة على ذلك لكن رأيها لم يغير شيئاً، وشقيقها يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً ولا يحتاج لأن يقوم أحد بأخذ القرار نيابة عنه.

وتضيف أن شقيقها يملك في الوقت الحالي تقريراً من الطبيب بأنه أنثى  لكنه “لا يزال ذكراً في سجلات الدولة الرسمية، ونعاني إلى الآن من تقبل فكرة كونه أنثى ولا نزال نناديه باسمه الذكوري “كمال” مع أنه اختار اسم نور.”

ولا تدري “رنا” إذا كان “كمال” سيصبح أنثى بشكل رسمي لدى مؤسسات الدولة وفي الأوراق الرسمية، أم أن التحول الجنسي لن يشفع لكمال الأنثى أو نور الذكر.

ارتياح

وليس بعيداً عن جرمانا تروي “أم سامر” قصة مشابهة عن خطيب ابنتها “لؤي” البالغ خمسة وعشرين عاماً من العمر، والذي يدرس في كلية الطب البشري بجامعة دمشق، حيث فوجئت بقيامه بعملية تحول جنسي.

وتقول “أم سامر” إن لؤي وبشكل مفاجئ قطع علاقته بابنتها وغاب لمدة طويلة من الزمن، ثم طلب ذووه فسخ الخطوبة دون الكشف عن الأسباب، ليتم لاحقاً اكتشاف قيام لؤي بالعملية.

وبات الجيران في الحي ينادون لؤي بـ”لينا”، وصار والده يحلم بأن يرى “لينا” طبيبة، لكن إدارة جامعة دمشق وقفت في وجه ذلك الحلم ومنعته من الدخول ومواصلة الدوام بعد التغيير الذي طرأ على جنسه.

ويبدي أهل لينا ارتياحهم بعد عملية التحول الجنسي الذي قام به “لؤي” أو “لينا”، وهم يؤكدون للجيران أنه لا فرق بين الذكر والأنثى فالمهم أن يبقى الولد سالماً بين أهله ولا يساق إلى الخدمة العسكرية.

لا خيارات

في هذا السياق يقول الدكتور المختص في علم النفس “سليم الملا”، لـ”صدى الشام”: “إن الوضع الراهن في سوريا قد أدى إلى وجود مشكلات اجتماعيه ونفسيه كثيرة، وان البعض يجدون حلولاً غير منطقية ويتصروفون على أساسها دون التفكير في العواقب لاحقاً، وذلك بسبب كم المشكلات التي تعرضو لها خلال السنوات الماضية وحتى اليوم.”

وغادر آلاف الشباب سوريا هرباً من حملات الاعتقال التي تشنها قوات أمن النظام بهدف سوق المطلوبين إلى الخدمة العسكرية الإلزامية في صفوفها، لكن وبعد فرض الكثير من الدول اجراءات تحد من قدرة السوريين على الدخول بات على الشباب إيجاد حلول بديلة للتخلص من الخدمة العسكرية.

وتقول تقارير إن أكثر من نصف مليون شاب مطلوب بالاسم لدى فروع الأمن التابعة للنظام السوري بتهمة التخلف عن “خدمة العلم”.




المصدر