صالح مسلم: سندافع عن كردستان إذا هوجمت




  إبراهيم حميدي: الشرق الأوسط

قال رئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» صالح مسلم لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «وحدات حماية الشعب» الكردية ستقف إلى جانب الشعب الكردي في كردستان العراق، في حال تعرض إلى أي اعتداء؛ وذلك رغم الاختلاف في الموقف مع رئيس إقليم كردستان من إجراء الاستفتاء.

وكانت هدية يوسف، الرئيسة المشتركة لـ«مجلس فيدرالية شمال سوريا» قالت على حسابها في موقع «تويتر» أمس إن معبر سيمالكا والمعابر الأخرى مع شمال العراق ستكون مفتوحة أمام إقليم كردستان، مضيفة أن «أكراد سوريا سيكونون السند في حال تعرض الإقليم لأي خطر، أو هجوم، أو حصار».

ويختلف موقف «الاتحاد الديمقراطي» و«مجلس فيدرالية الشمال» عن موقف بارزاني من استفتاء كردستان العراق. وقال مسلم: «الاستفتاء حق طبيعي للجميع وندعم أن يدلي الشعب بصوته وحقه».

ويعتقد قياديون في «الاتحاد الديمقراطي» أن الاستفتاء «هروب إلى الأمام». وقال قيادي ميداني أمس: «نخشى أن يحصل بالأكراد كما حصل مع الأرمن. نربح أرضاً ونخسر قضية». لكن مسلم قال: «رغم الاختلاف في الموقف وهو أمر داخلي بيننا، إذا تعرض الشعب الكردي إلى أي مشكلة سنكون معه. ووحدات حماية الشعب، وهي لحماية الشعب الكردي، فإنها ستقف مع أكراد العراق ضد أي اعتداء».

وتزامنت دعوة بارزاني لإجراء استفتاء على حق تقرير المصير مع إجراء انتخابات في أقاليم «فيدرالية الشمالية السوري». وقال مسلم إن مجلس الفيدرالية «راضٍ عن حجم المشاركة في الانتخابات، حيث اقترع نحو 740 ألف شخص، أي أكثر بـ250 ألفاً وهي توقعات متفائلة»، لافتا إلى مشاركة مرشحين من أحزاب معارضة في الانتخابات التي شملت مناطق تضم نحو 2.5 مليون شخص. ويعقد «الاتحاد الديمقراطي»، الحزب الأبرز في «فيدرالية الشمال»، مؤتمره العام شرق البلاد.

وجرت الانتخابات في مناطق «قوات سوريا الديمقراطية» التي يدعمها التحالف الدولي بقيادة أميركا، حيث «راقب» الأميركيون سير الانتخابات و«عبروا عن الرضا وقبول مسيرتها». وقال المبعوث الأميركي في التحالف الدولي بريت ماغورك في نيويورك أول من أمس: «المناطق التي تمت استعادتها من داعش، ستكون تحت سيطرة السكان المحليين الذين يعرفون المنطقة، ريثما يتم التوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأجل للحرب الأهلية».

والى جانب التنسيق العراق – التركي – الإيراني إزاء مواجهة نتائج استفتاء كردستان العراق، أفيد بتنسيق روسي – تركي – إيراني إزاء أكراد سوريا. وأبلغت مصادر مطلعة أمس حصول اتصالات ثلاثية لتنفيذ اتفاق «خفض التصعيد» في عفرين شمال حلب، بحيث يمنع حصول رابط بين مناطق ذات غالبية كردية شرق نهر الفرات وإقليم عفرين غرب الفرات.

وقال قيادي كردي لـ«الشرق الأوسط» أمس: «جرت لقاءات بين عسكريين روس وأتراك وإيرانيين ومن قوات النظام في مدينة الباب» التي تقع ضمن مناطق «درع الفرات» التي تسيطر عليها فصائل «الجيش السوري الحر» بدعم الجيش التركي. وأشار إلى احتمال أن الاجتماعات ترمي إلى «التنسيق الرباعي» ضد أكراد سوريا بالتزامن مع تنسيق «ثلاثي» تركي – عراقي – إيراني ضد أكراد العراق.

وكانت أنقرة ترفض حصول أي اتصالات مباشرة مع النظام السوري، لكنها تثير بعض الأمور المتعلقة بسوريا مع طهران وموسكو حليفتي النظام السوري. ورعت الدول الثلاث اتفاقات «خفض التصعيد» بين قوات النظام والمعارضة. ويتوقع أن يكون التنسيق ضد أكراد سوريا والعراق ضمن محادثات الرئيس رجب طيب إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أنقرة الخميس ونظيره الإيراني حسن روحاني في طهران بداية الأسبوع المقبل.

إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير الخارجية السوري ​وليد المعلم قوله إن دمشق ترفض ​استفتاء​ الاستقلال الذي تجريه حكومة ​إقليم كردستان​ ​العراق​ في شمال البلاد. وقال إنه في سوريا لا يعترفون إلا بعراق موحد، ويرفضون أي إجراء يؤدي إلى تجزئة العراق. هذه خطوة مرفوضة ولا يعترفون بها، وأن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أبلغ هذا الأمر خلال لقائهما في نيويورك.

وفي نهاية عقد التسعينات، جرى عقد سلسلة من الاجتماعات السورية – التركية – الإيرانية لتنسيق المواقف ضد إقليم كردستان العراق. وتسعى دمشق إلى إحياء نوع من أنواع التنسيق الثلاثي مع إيران والعراق ضد كردستان وضد «داعش».




المصدر