في الغوطة الشرقية يدفع ربّ الأسرة 2600 ليرة يومياً لإنارة منزله

26 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017
4 minutes

خالد الرفاعي: المصدر

تشهد الغوطة الشرقية ارتفاعاً حاداً في أسعار “الكيلو واط الساعي” من الكهرباء، فقد بلغ ثمن كل واحد كيلو واط 1300 ليرة في اليوم، ويُعتبر هذا المبلغ كبيراً جداً بالمقارنة مع دخل الفرد اليومي الذي لا يكاد يتجاوز 1000 ل.س يومياً.

هذا الارتفاع جاء نتيجة للحصار المطبق على مدن وبلدات الغوطة الشرقية ومنع النظام إدخال مادة المازوت التي تعمل من خلالها المولدات الكهربائية في الغوطة الشرقية.

إطباق الحصار على الغوطة الشرقية لم يؤد إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية فحسب، بل شكل عبئاً كبيراً على الأسر في تأمين الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات الرئيسية لكل منزل.

وقال “أبو عمر”، وهو مدير أحد مشاريع الكهرباء في الغوطة الشرقية، لـ (المصدر): “نعاني من صعوبة تأمين مادة المازوت المستخدمة في تشغيل المولدات الكهربائية، وهذا كان من أهم اسباب ارتفاع سعر الكيلو واط الساعي من الطاقة الكهربائية، بالإضافة لارتفاع تكاليف الصيانة وقطع الغيار، إن وجدت”.

وترتبط تعبئة المياه وتشغيل الأدوات الكهربائية المنزلية والإنارة وغيرها بشكل كبير بالطاقة الكهربائية، وتُعد حاجة رئيسية من احتياجات أهالي الغوطة الشرقية.

بهذا الصدد ألمح “أبو عمر” إلى أنهم يقومون حالياً بتشغيل المولدات الكهربائية عن طريق الوقود المستخرج من تدوير البلاستيك داخل الغوطة الشرقية، ولكنه أقل جدوى من المازوت النظامي ويؤدي لزيادة الأعطال في المولدات ويسرع من هلاكها، وهذا الأمر أيضاً يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة الكهربائية بسبب صيانة الأعطال المتكررة.

وأردف محدثنا بالقول: “نسعى جاهدين لاستجلاب التمويل من الجهات المانحة لنستطيع بعدها خفض الأسعار ومساعدة الأهالي على تأمين حاجتهم من الطاقة بأقل التكاليف”.

الحصول على الطاقة بأنواعها يرتبط بالحالة الأمنية بالدرجة الأولى، وبفك الحصار عن المنطقة بالدرجة الثانية، ويأمل الأهالي أن يتم ذلك بالوقت القريب.

أحد أهالي الغوطة ويدعى “أبو بشار” قال: “أحتاج يومياً إلى 2 كيلو واط ساعي لتلبية حاجات المنزل من مياه وإنارة ضرورية، أي أنني بحاجة لمبلغ 2600 ل.س لأستطيع سد احتياجات المنزل من الطاقة، في حين لا يتجاوز راتبي الشهري 30 ألف ليرة، لا تكاد تكفيني وعائلتي لشراء وجبات الطعام اليومية”.

وأضاف “أبو بشار” في حديث لـ (المصدر): “الكهرباء أصبحت حلماً لمعظم أهالي الغوطة الشرقية، فمن المستحيل أن تجد أسرة تستطيع أن تدفع قرابة 2500 ل.س يومياً لتسديد تكاليف الكهرباء، فمعظم أرباب الأسر من غير عمل، وإن وجد العمل فيكون الراتب قليلاً جداً”.

كغيره من أهالي الغوطة الشرقية يأمل السيد “أبو بشار” من الجهات الداعمة ومنظمات المجتمع المدني والمجالس المحلية مساعدة كل أسرة في الغوطة الشرفية في تأمين احتياجاتها اليومية من ماء وكهرباء ليعيش بعدها أهالي الغوطة الشرقية معيشة تليق بالإنسان.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]